تعد صناعة السمن العربي من الصناعات التقليدية والمهمة في بعض محافظات القطر لأنها تعتبر مصدر رزق للعديد من العائلات، وتكثر صناعتها في الربيع حيث يزداد إدرار الحليب عند المواشي.
مدونة وطن eSyria وبتاريخ 30/6/2013 التقت الآنسة "عائدة سليم" من قرية "المجيمر" الواقعة في جنوب غرب مدينة "السويداء" وقالت عن صناعة السمن العربي: «في كل فصل ربيع نجمع كميات الحليب من الأبقار والماعز والأغنام ونبدأ بتحضير مؤونة المنزل من السمن العربي لأننا تعودنا على تحضيره في المنزل حيث تأخذ هذه العملية أكثر من شهر في تحضيرها لأنها تتم على مراحل، وعندما لا تتوافر تربية المواشي عند الأهالي نقوم بشراء الحليب وتصنيعه، أو اللجوء لربات المنازل اللواتي يصنعن السمن العربي في هذه المواسم لأنهن يبعن ما يفيض عن حاجتهن، وهذا شأن عدد كبير من أهالي المحافظة لثقتهم بالصناعة والنظافة المطلوبتين لهذه المادة، وعلى الرغم من ارتفاع أسعار السمن العربي إلا أنه لا يستغنى عنه خاصة لبعض الوجبات الشعبية المتوارثة في منطقتنا كالمنسف».
في كل فصل ربيع نجمع كميات الحليب من الأبقار والماعز والأغنام ونبدأ بتحضير مؤونة المنزل من السمن العربي لأننا تعودنا على تحضيره في المنزل حيث تأخذ هذه العملية أكثر من شهر في تحضيرها لأنها تتم على مراحل، وعندما لا تتوافر تربية المواشي عند الأهالي نقوم بشراء الحليب وتصنيعه، أو اللجوء لربات المنازل اللواتي يصنعن السمن العربي في هذه المواسم لأنهن يبعن ما يفيض عن حاجتهن، وهذا شأن عدد كبير من أهالي المحافظة لثقتهم بالصناعة والنظافة المطلوبتين لهذه المادة، وعلى الرغم من ارتفاع أسعار السمن العربي إلا أنه لا يستغنى عنه خاصة لبعض الوجبات الشعبية المتوارثة في منطقتنا كالمنسف
السيدة "انتصار شلغين" من قرية "مجادل" التي تقع شمال غرب مدينة "السويداء" قالت: «في كل عام أحضر كميات من السمن العربي من حليب الأغنام والماعز وهي مفضلة عند الجميع في منطقتنا رغم اختلاف صناعتها من مكان لآخر، ويصنع السمن العربي بطريقة يدوية حيث نحلب الغنم مرتين يومياً صباحاً وعصراً وهذه الأوقات هي الأفضل من حيث إنتاج كمية الحليب لدى الغنم. وبعد الحلب نقوم بتصفية الحليب من الشوائب ثم تبدأ عملية الغلي، حيث يغلى الحليب على النار إلى حد الغليان لتعقيمه ثم يبرّد ويوضع معه بعد ذلك قليل من اللبن ويترك لفترة يوم تقريباً حتى يصبح لبناً بعملية التخثر، وفي اليوم التالي يخض اللبن في "الجف" وهو عبارة عن كيس كبير من جلد الماعز نضع فيه اللبن ونقوم بخضه حتى يفرز اللبن الزبدة، فتأتي بعدها عملية تذويب "الزبدة" بوضعها في وعاء كبير، على نار هادئة، مضافاً إليها قليلاً من البرغل لامتصاص بقايا اللبن، ويرافق ذلك عملية تحريك للزبدة ببطء أثناء التذويب، كي نحصل على سمن بجودة عالية، ونستمر في هذه العملية حتى تذوب الزبدة بالكامل لنحصل على السمن العربي فنقوم بتصفيته بواسطة مصفاة ناعمة أو غربال ونحفظه».
وتابعت:« يعتبر "الجف" من أنسب الأوعية في خضيض اللبن لأنه أنسب صحياً وأجود من حيث الطعم، ولكن اليوم بدأت النساء الاعتماد على آلة صغيرة تشبه في عملها الغسالات الآلية القديمة في التحريك يمينا ويسارا وتخصص لخض اللبن بشكل قوي لتتم عملية الفصل.
في السابق كنا نزن المادة بالرطل الذي يعادل 2500 غ ونعبئ السمن بعبوات حسب طلبات الزبائن ومقدراتهم المادية، ورغم ارتفاع أسعار الحليب إلا أنني أجهز كميات من السمن للبيع، ولدي عدد كبير من الطلبات التي سأحضرها خلال هذا الشهر قبل انتهاء موسم حليب الأغنام، أما حليب الأبقار المتوافر في كل المواسم فإننا نصنعه دائما، مع العلم أن السمن العربي من حليب الأغنام مطلوب أكثر لكونه أكثر تميزاً ويضيف نكهة لذيذة لعدد كبير من الأكلات التي نقدمها في المناسبات وللوجبات المنزلية مثل الكبة بأنواعها : كبة البندورة والبطاطا واليقطين، وفي تحضير الفطائر واللزاقيات والمغربية وغيرها من الأكلات الشعبية المرغوب فيها».
الآنسة "نصرة شلهوب" من قرية "نمرة شهبا" شمال شرق مدينة "السويداء" تنتج وأسرتها المادة بهدف البيع ، وأضافت: «هناك عدد كبير من النساء في قريتنا يبعن ما يفيض عن الحاجة من السمن العربي في المنازل، وفي كل عام تطلب المادة قبل الموسم من قبل عدد من الزبائن الذين تعودوا على نكهة ما نحضره من السمن ونحاول الايفاء بهذه الطلبيات، وهذه العملية تعود علينا بمردود مادي جيد نعتمد عليه لتحسين دخلنا، وتعتبر أيضا فرصة لعدد كبير من النساء للاستفادة من اللبن الناتج الذي نحضر منه نوعاً يسمى "لبن القطيع" أو "لبن الجميد" وهو عبارة عن كتل جافة من اللبن المسحوب الدسم أو ما نسميه "الكثى" وهو أساسي لأكلة المنسف ويباع بأسعار عالية تنسجم مع تكلفة تحضيره. ولابد من الاشارة إلى أن مادة السمن العربي غنية ومفيدة للبشرة والشعر لأن الدهون فيها تكون طبيعية وبنسبة عالية، وهي مفيدة للإنسان وتعطيه قوة لأنها تدخل في تكوين العظام، لكن لا ينصح باستخدامها لدى الناس الذين يعانون من قلة الحركة».
الجدير بالذكر أن رطل السمن العربي من حليب الغنم يصل سعره حوالي ثلاثة آلاف وخمسمائة ليرة وهو من المواد المطلوبة على نطاق واسع ولا يخلو منها منزل على مستوى جبل العرب.