صدر أول "طابع سوري" عام 1918، وقد وصل عدد "الطوابع" اليوم إلى حوالي 2600 طابع، منها "التذكارية" ومنها "المتداولة" (شعبياً ومؤسساتياً)، فدخلت مجالات عديدة من الحياة (الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية)، وخلدت أسماء لها بصمتها في التاريخ.

مدونة وطن "eSyria" التقت المهندس "هيثم أبو غزالة" عضو "جمعية هواة الطوابع السورية" بتاريخ 22/12/2008، الذي أنجز كتاباً بعنوان (طوابع سورية تحكي تاريخاً وحضارة)، فتحدث عن تاريخ "الطوابع" البريدية في "سورية" قائلاً: «مرت "سورية" بمراحل "تاريخية" مهمة جداً أرّختها "الطوابع" منذ عام 1918 في عهد "الدولة العثمانية" عندما كانت "الطوابع تركية"، وفي مرحلة "الحكومة العربية" وجد "الطابع الفرنسي الموشح" باسم "سورية"، كذلك الأمر في مرحلة "الانتداب الفرنسي"، وبعدها حملت "الطوابع" صور رؤساء "الجمهورية" الذين حكموا "سورية"، ومن أهم "الطوابع" من حيث القيمة التاريخية والمعنوية "الطابع" الذي صدر في ذكرى تتويج "فيصل" ملكاً على "سورية" في عام 1920، فقد طبع منه ما يقارب سبعمئة وخمسين "طابعاً"، وأُلصق حوالي مئة وخمسين منها على "كتب إهداء" لكبار "مسؤولي" البلد في ذلك الزمن، وبيع للناس ثلاثمئة وستة وستون طابعاً خلال فترة إطلاق "المدفعية" مئة طلقة وطلقة، احتفالاً بتتويجه "ملكاً"، والكمية التي بقيت حُفظت في "المتحف"».

يمكن القول إن "الطوابع البريدية" بدأت في العهد "العثماني" وتم تصنيفها وإنشاء "دائرة رسمية خاصة بالبريد" بعد "الاستقلال"، ويمكن تصنيف "الطوابع البريدية" إلى نوعين: الأول يضم المجموعات "النادرة" من "الطوابع"، وتعتبر من "الطوابع" المهمة وقليلة الإصدار، أما الثاني فهو متوافر بكثرة في جميع "الدوائر"، ويمكن اعتبار أن "الطابع" كلما قل إصداره ارتفع شأنه

ويتابع: «أقيم "متحف الطوابع والمعدات البريدية" في "دمشق" عام 2005 داخل مبنى "الإدارة المركزية للبريد"، ويشتمل على "معدات بريدية" كانت تستعمل في مجال خدمة البريد "كموازين الطرود" و"موازين الرسائل" وغيرها، كما يشتمل أيضاً على أسلحة كان يحملها "سعاة البريد" لحماية ما ينقلونه من رسائل، إضافة إلى "طوابع البريد السورية" التي صُنفت إلى مجموعات حسب أزمنة إصدارها منذ العام 1920م».

المؤرخ هيثم أبو غزالة

وعن "هواية جمع الطوابع" يشير "أبو غزالة" إلى أنها تشمل "الطوابع البريدية" تحديداً من دون "المالية" وترتيبها ضمن ألبومات خاصة، ويطلق عليها اسم "هواية الملوك وملِكة الهوايات"، فقد كان يمارسها "جورج الخامس" ملك "إنكلترا"، و"فرانكلين روزفلت" رئيس "الولايات المتحدة" والعديد من المشاهير، ولا يعرف بالضبط متى بدأت هذه "الهواية"، لكن أول "كتاب مفهرس للطوابع" صدر عام 1864، فمن المحتمل أنها بدأت في هذا التاريخ، ثم اكتشف الناس صعوبة الحصول على بعض "الطوابع" لمجموعاتهم أكثر من غيرها، وهكذا صارت هذه "الهواية" تجارة رائجة عند البعض، وارتفعت أسعار عدد من "الطوابع" إلى أرقام خيالية».

من جانب آخر يوضح "أبو غزالة" أن فكرة "طوابع البريد" ظهرت عام 1837، حين قام "رولاند" بوضع تصور لها لتستعمل بديلة من "النقود" عند إرسال الرسائل والطرود، كما فكر في اعتماد "مغلفات" الرسائل بعد أن كانت تطوى وتلصق بالشمع، وفي الأول من أيار عام 1840 صدرت أول مجموعة في العالم من "الطوابع البريدية الإنكليزية" حملت رسماً لوجه "الملكة فيكتوريا"، وفي العام 1847 اعتمدتها "الولايات المتحدة الأمريكية"، وفي العام المذكور ذاته أُحدث "اتحاد البريد العالمي" فشمل كل بلدان العالم».

من الطوابع السورية

وفي لقاء مع المؤرخ "أكرم رزق" بتاريخ 17/9/2013 أوضح فيه أن "الطوابع البريدية" ظهرت في القرن التاسع عشر بشكل عام، وفي "سورية" تميزت بوضوح خلال فترة "الانتداب"، حيث خلدت فيها شخصيات (عالمية وعربية وسورية) إضافة إلى الأحداث الاستثنائية الفارقة في التاريخ، ويضيف: «يمكن القول إن "الطوابع البريدية" بدأت في العهد "العثماني" وتم تصنيفها وإنشاء "دائرة رسمية خاصة بالبريد" بعد "الاستقلال"، ويمكن تصنيف "الطوابع البريدية" إلى نوعين: الأول يضم المجموعات "النادرة" من "الطوابع"، وتعتبر من "الطوابع" المهمة وقليلة الإصدار، أما الثاني فهو متوافر بكثرة في جميع "الدوائر"، ويمكن اعتبار أن "الطابع" كلما قل إصداره ارتفع شأنه».

وعن أهم "الطوابع البريدية السورية" يقول "رزق": «تعتبر مجموعات الشخصيات "الوطنية" من أهم "الطوابع" حيث خلد فيها أبطال "الاستقلال" و"الجلاء" مثل: "فارس الخوري" و"سعد الله الجابري" و"شكري القوتلي"، ويأتي بعدها من حيث الأهمية "الطوابع" الموسومة بصور كبار "الشعراء" و"الفلاسفة"، سواء أكانوا من العصر الذي أصدر فيه "الطابع" أم من عصور سابقة، ومن تلك الأسماء: "أبو العلاء المعري" و"المتنبي"، وفي المرتبة الأخيرة– إذا صح القول– تأتي "طوابع المناسبات والاحتفاليات"».

المؤرخ أكرم رزق