"برج عبدالو" من القرى السياحية المعروفة في منطقة "عفرين" تشتهر بغاباتها الخضراء ومياهها الوفيرة وكهوفها التاريخية.
بتاريخ 18 تشرين الثاني 2013 التقت مدونة وطن "eSyria" الأستاذ "زكريا الحصري" الذي يحمل إجازة في التاريخ وعضو في بعثة التنقيب في "كهف دودرية" التاريخي بالقرب من قريته فقال: «قرية "برج عبدالو" من أجمل القرى السياحية ومن أقدمها في منطقة "عفرين" ففيها العشرات من الكهوف السكنية القديمة وفي مقدمتها "كهف دودرية" التاريخي.
يمكن للزائر الوصول إلى القرية عبر طريقين رئيسيين هما: من الجهة الشمالية طريق "عفرين –عين دارا – الباسوطة –برج عبدالو"، ومن الجهة الجنوبية طريق "حلب – دارة عزة" –"قلعة سمعان – الغزاوية – برج عبدالو"، ومن الطريق الفرعي الذي يصل القرية بالطريق العام "حلب –عفرين" عبر قرية "كيمار" الأثرية
تقع "برج عبدالو" في السفح الغربي لجبل "ليلون" جنوب مدينة "عفرين" بنحو 12كم ويبلغ عدد سكانها حوالي 3000 نسمة، تشتهر بالزراعة المروية لقربها من نهر "عفرين" الذي لا يبعد سوى 500 متر عن القرية وفي مقدمة هذه الزراعات الرمان والتفاح والإجاص والسفرجل والدراق إضافة إلى المحاصيل الزراعية مثل: القمح والقطن والشوندر السكري».
وأضاف "الحصري": «السكن في الموقع قديم بدليل وجود عدد من الكهوف والمغاور القديمة وخاصة في الجهة الجنوبية من القرية في موقع يسمى محلياً تلة "موسى" – "كري موسى" حيث ينتشر في الموقع عدد كبير من هذه المغاور التي تدل على الاستيطان البشري القديم، وفي الطرف الشرقي من القرية أيضاً تتواجد خرائب لدور سكنية قديمة يبدو أن الناس سكنوها بعد الانتقال من "تلة موسى" أي الانتقال من الكهوف نحو بناء الدور السكنية، وفي وسط القرية الحالية تتواجد أبنية حديثة بنيت من أحجار كبيرة يعتقد أنها كانت لبرج روماني قديم هذا البرج هو جزء من شبكة أبراج أقامها الرومان في المنطقة لمراقبة الطرق التجارية والعسكرية أو لاستلام وتسليم الرسائل وقد أقيمت هذه الأبراج في مواقع أصبحت لاحقاً قرى حملت أسماءها؛ كلمة "برج" مثل: "برج عبدالو وبرجكة سليمان وكمش برج" وغيرها.
كما توجد في الطرف الشمالي من القرية غابة كثيفة من الصنوبر وهي تمنح القرية مقوماً آخر من مقومات الجذب السياحي الداخلي والخارجي، أما في الطرف الغربي من القرية فيمر نهر "عفرين" الذي أقامت عليه الدولة بحيرة صناعية ساهمت في تطوير الزراعة في القرية وفي إقامة متنزهات سياحية جميلة على ضفافها».
وختاماً قال: «يمكن للزائر الوصول إلى القرية عبر طريقين رئيسيين هما: من الجهة الشمالية طريق "عفرين –عين دارا – الباسوطة –برج عبدالو"، ومن الجهة الجنوبية طريق "حلب – دارة عزة" –"قلعة سمعان – الغزاوية – برج عبدالو"، ومن الطريق الفرعي الذي يصل القرية بالطريق العام "حلب –عفرين" عبر قرية "كيمار" الأثرية».
وحول "كهف دودرية" التاريخي الذي تشتهر به القرية قال الدكتور "محمد عبدو علي" الباحث في تاريخ وتراث منطقة "عفرين": «يقع الكهف جنوب "عفرين" بنحو 13كم إلى جانب قرية "برج عبدالو" شرق الطريق المعبد الواصل بين قريتي "برج عبدالو" و"الغزاوية" بنحو 2كم، اسمها "دودرية" ويعني باللغة الكردية "ذات البابين" لأن للكهف بابين، عمق الكهف نحو 30م وارتفاعه 8م.
عملت في الكهف بعثة (سورية – يابانية) مشتركة منذ عام 1989 وبعد عامين عثرت على 70 قطعة من أجزاء عظمية لإنسان "النياندرتال" من العصر الحجري القديم الأوسط أما المفاجأة الأولى فكانت في موسم عام 1993 حيث عثر المنقبون فيه على هيكل عظمي كامل لطفل يبلغ من العمر عامين وهو الهيكل العظمي الأكمل لإنسان "نياندرتالي" في العالم، وقد قدر علماء البعثة اليابانية عمر العظام بحوالي 100 ألف سنة، المفاجأة الثانية كانت في موسم عام 1999 حيث عثرت البعثة على هيكل عظمي لطفل "نياتدرتالي" آخر ولم تظهر بعد المعلومات التفصيلية عن عمره وتاريخ وجوده وبعد هذه الاكتشافات التاريخية الهامة وضعت البعثة اليابانية أبواباً حديدية للكهف واعتبرته من المواقع الأثرية النادرة بالغة الأهمية في "سورية" والعالم أجمع».
وحول تسمية القرية باسم "برج عبدالو" قال الدكتور "محمد": «يُنسب اسم القرية إلى برج كان موجوداً وسط القرية وإلى اسم ساكنها الأول "عفدال" وهو تغيير كردي محلي لاسم "عبد الله" الذي اعتمد اسماً للقرية، "برج" بسبب وجود برج روماني أثري و"عبدالو" –"عبد الله" –"عفدال" وهو اسم أول من سكن القرية كما قلت.
قرية "برج عبدالو" قرية كبيرة تقع على السفح الغربي لجبل "ليلون" عند انعطاف نهر "عفرين" غرباً، تتواجد فيها آثار برج من العصر الروماني وسط القرية إضافة إلى بقايا أبنية قديمة وأعمدة حجرية متناثرة».