تعد "الباباظ" أو ثمار "الباباي" -كما يطلق عليها شعبياً - تجربة زراعية جديدة ومنافسة لسهولة التعامل معها وغزارة إنتاجها وسوقها الرائج كفاكهة استوائية...

مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "حسين يونس" أحد زارعي أشجار "الباباظ" في مدينة "بانياس"، وذلك بتاريخ 30 كانون الأول 2013 ليحدثنا عن زراعتها، ويقول: «شجرة "الباباظ" من الأشجار الاستوائية المثمرة التي أحضر لي بذرتها أحد الأصدقاء المغتربين، وبعد زراعتها في حديقة المنزل والعناية بها وتسميدها بالسماد العربي نمت بشكل جيد وسريع مقارنة مع بقية الأشجار في ذات الحديقة، كالحمضيات مثلاً، والمفارقة الجيدة أنها بدأت الإثمار في عامها الثاني، وحين كبرت الثمار تركتها على الشجرة حتى أستشير صديقي في كيفية التعامل معها للتمتع بمذاقها، لأن الفاكهة الاستوائية في طبيعة الحال لها مذاقها المختلف عن بقية الفواكه المحلية، إضافة إلى جمع معلومات عنها عبر الإنترنت ومواقع الزراعات التخصصية، ما خلق لدي حافز لزيادة عدد أشجارها المزروعة في محيط منزلي».

تنتج الشجرة الواحدة ما يزيد على ثلاثين حبة "باباظ" ورغم تناول أغلبها محلياً من قبل الأهل والأصدقاء، قمت بتسويق العديد منها بشكل جيد وسريع، ما حفزني على زيادة الإنتاج ضمن حيازات زراعية جيدة المساحة في المستقبل، ما سيقدم زراعة منتجة بمردود جيد

إن كثافة الإنتاج وبحسب رأي السيد "حسين" كبيرة للشجرة الواحدة، ويقول: «تنتج الشجرة الواحدة ما يزيد على ثلاثين حبة "باباظ" ورغم تناول أغلبها محلياً من قبل الأهل والأصدقاء، قمت بتسويق العديد منها بشكل جيد وسريع، ما حفزني على زيادة الإنتاج ضمن حيازات زراعية جيدة المساحة في المستقبل، ما سيقدم زراعة منتجة بمردود جيد».

ثمار الباباظ الناضجة

وفي لقاء مع المهندسة "ندى ملحم" رئيسة قسم بحوث الحمضيات والنباتات المدارية وشبه المدارية أكدت أن زراعة "الباباظ" في الساحل السوري يمكن أن تكون زراعة رديفة ناجحة لملاءمة المناخ والتربة وفق للدراسات التي تمت في المركز، وأضافت: «الموطن الأصلي لها المناطق الاستوائية من "أميركا"، وهي شجرة ذات ساق عارية عصيرية مجوفة، تتواجد الأوراق بالقرب من قمة الساق، تميل الأشجار لأن تكون خنثى، لكنها لا تبدو كذلك بدرجة مكتملة، وهناك أشجار مؤنثة أزهارها كبيرة تقع على محاور الأوراق مفردة أو في نورات قصيرة، كما أن هناك أشجاراً مذكرة أزهارها في نورات صغيرة على حامل طويل».

وعن أنواع "الباباظ" وخواصها البنيوية وطرق الاستفادة منها تقول: «لـ"الباباظ" أصناف عديدة تختلف في الحجم والشكل وشدة الحلاوة، وتجمع الثمار خضراء، حيث تستخدم عندها للطهي، ويستخرج أنزيم "البابين" -وهو على شكل مستحلب لبني - من سطح القشرة الخضراء للثمرة ويستخدم كمادة هاضمة للحوم "تطرية اللحم"، وفي تنقية البيرة ولتجهيز جلود الحيوانات، والثمرة تصبح صفراء إلى برتقالية اللون حسب الصنف عند النضج، وتحوي سكريات كلية بنسبة 8.09، وحموضته نحو 0.04».

ثمار الباباظ غير الناضجة

أما عن الوصف النباتي فتقول: «نسيج الجذع يتحمل عادة عدة سنوات على الرغم من أن أهميته تقل بعد ثلاث إلى أربع سنوات، وتقع الأزهار المؤنثة على محاور أوراق مفردة أو في نورات قصيرة، وتنتج قريبة من الساق، وتتصل البتلات بالمبيض عند قاعدته بطريقة غير لافتة للنظر وتترك ندباً خفيفاً عند سقوطها، أما أزهار الأشجار المذكرة فتتواجد في نورات صغيرة على حامل طويل، وفي كل زهرة مذكرة تلتحم البتلات الخمس مكونة التويج الذي يصل طوله إلى الضعف بالمقارنة مع أجزاء البتلات غير الملتحمة، أما بالنسبة إلى الثمار الناضجة فهي للأشجار المؤنثة، وقد تكون مستديرة أو مستطيلة قليلاً، وتميل ثمار الأشجار الخنثى كثيراً إلى الاستطالة وأحياناً تكون كمثرية وتكون صغيرة عادة، كما أن الثمار عادةً تتلون باللون الأصفر عندما تصل إلى مرحلة النضج التام».

لـ"الباباظ" ظروف بيئية لزراعته تتناسب والظروف الساحلية، وتتابع المهندسة "ندى": «رغم أن "الباباظ" يعدّ من فواكه المناطق الحارة لكن أشجاره تتحمل الصقيع الخفيف، حيث تسبب درجة الحرارة ثمانية وعشرين فهرنهايت تلفاً خطيراً، وتكون الأشجار المؤنثة الحاملة للثمار أقل مقاومة للبرد من الأشجار المذكرة، كما أنها تكون في خطر كبير عند هبوب الرياح نظراً إلى كبر حجم الأوراق والسوق العصيرية وثقل الثمار، ولا تتحمل نقص الماء لفترات طويلة لأنه يقلل المحصول أكثر مما يحدث لمعظم الفواكه الأخرى، وتنمو أشجار "الباباظ" جيداً في أنواع كثيرة من الأراضي شرط جودة الصرف وانخفاض مستوى الماء الأرضي عن منطقة الجذور، ويجب أن تكون الأراضي الرملية خالية من "نيماتودا تعقد الجذور"، وهو مرض يصيب بعض النباتات كالبندورة مثلاً».

وتضيف: «بالنسبة إلى عمليات التخديم فشجرة "الباباظ" لا تحتاج إلى الكثير منها؛ كالتقليم، أما بالنسبة إلى التسميد فالآزوت العضوي مهم جداً لها، والتكاثر يتم بطريقتين، بالعقل أو بالتطعيم علماً أنها لا تعطي الكثير من الفروع لأخذ العقل، وهي بالعموم عملية مكلفة، وتعدّ بذور "الباباظ" وسيلة رخيصة للتكاثر نظراً إلى كثرتها في الثمار».

أما عن الأمراض والآفات التي تصيب "الباباظ" فتقول: «تهاجمها أنواع كثيرة من الحشرات والفطريات وبعض الكائنات الدقيقة الأخرى التي تسبب عفناً للثمار الناضجة، كما أن هناك بعض الكائنات الضارة التي تمنع نموها في بعض الأراضي وفي الأغلب تكون فيروسية؛ كمرض "تورد القمة" الذي ينتقل بواسطة "نطاط الورق"، إضافة إلى "نيماتودا" تعقد الجذور».