لعب موقعها الجغرافي على تلة مشرفة على مفترق طرق، دوراً رئيسياً في استمرارها الحضاري منذ خمسة آلاف سنة إلى اليوم.
وهي اليوم أحد أحياء مدينة "اللاذقية" بعد التوسع العمراني الكبير الذي شهدته في السنوات الأخيرة، بعد أن كانت "قرية" تبعد عن المدينة أكثر من ثلاثة كيلومترات، وهي تمتد على سفح تلة يحيط بها عدد من القرى مثل: "سقوبين" و"بكسا" شمالاً، و"سنجوان" شرقاً، و"دمسرخو" و"الدعتور" غرباً، ويعتبر "أوتوستراد الثورة" حدها الجنوبي مع مدينة "اللاذقية" القديمة.
تشمل "بسنادا" حالياً أحياء "بسنادا القديمة"، و"جب حسن"، و"بستان المصري"، وصولاً إلى ساقية "وادي الأحمر" شمالاً، و"جورجانا" جنوباً، بمساحة تقدر بعشرات الهيكتارات، ومن أبرز عائلاتها: "نعيسة، وغانم، والشيخ، وجاموس، وجركس"، وغيرها من العائلات العريقة
يعني اسمها في اللغة العربية، (بيت السند)، كما يذكر الباحث "محمد جميل الحطاب" في كتابه "معجم معاني أسماء المدن والقرى في محافظة اللاذقية"، والكلمة سريانية مؤلفة من مقطعين هما "بس" و"نادا"، في حين يرى المطران "يعقوب منّا" أنها كلمة سريانية مركبة تعني "مكان التعذيب" قلبت فيها الشين السريانية سيناً عربية.
تشتهر القرية، كما يقول في حديث مع مدونة وطن “eSyria” بتاريخ 11 أيار 2014 السيد "علي زمار" أحد سكان القرية، أنها عقدة مواصلات بين مختلف القرى التي تحيط بها، عدا عن شهرتها التاريخية، وشهرتها بإنتاج أفضل أنواع زيوت الزيتون، وهي اليوم مقصد للكثير من العائلات الحديثة للسكن فيها، وذلك لانخفاض أسعار البيوت فيها مقارنة مع أحياء أخرى في المدينة. ويضيف السيد "زمار": «يعمل سكان القرية بالزراعة والتجارة وتعهدات البناء خاصة بعد توسع المدينة باتجاه القرية، التوسع الذي التهم الكثير من الأراضي الزراعية المحيطة بالقرية، باستثناء بقية منها مزروعة بأشجار الزيتون والفواكه (خاصة الأكدنيا) والخضراوات، ومن أبزر مواسمها الزراعية زيت الزيتون الذي تشتهر به المنطقة ككل».
يبلغ عدد سكانها كما يقول مختار القرية السيد "طلال غانم" نحو خمسين ألف نسمة، شاملةً الزيادات التي حدثت مؤخراً بسبب التوسع السكاني في المنطقة، ويضيف قائلاً: «تشمل "بسنادا" حالياً أحياء "بسنادا القديمة"، و"جب حسن"، و"بستان المصري"، وصولاً إلى ساقية "وادي الأحمر" شمالاً، و"جورجانا" جنوباً، بمساحة تقدر بعشرات الهيكتارات، ومن أبرز عائلاتها: "نعيسة، وغانم، والشيخ، وجاموس، وجركس"، وغيرها من العائلات العريقة».
من أبرز الشخصيات التي خرجت منها: المدرس "عطا نعيسة"، وهو من أوائل المدرسين في محافظة "اللاذقية"، فقد درّس في مدرسة "جول جمال" أكثر من أربعين عاماً، والدكتور "عماد غانم" الذي درّس في جامعات "فرنسا" فترة طويلة، والممثل المسرحي المعروف "فايز قزق"، والدكتور "بسام جاموس" مدير آثار "سورية" السابق، ومن السياسيين السوريين "فاتح جاموس"، و"عادل نعيسة"، وغيرهم.
يتوافر في القرية، كما يضيف المختار "غانم"، مختلف أنواع الخدمات، "من صرف صحي وكهرباء، وماء، وهاتف، ومدارس، وطرق، ويوجد فيها مركز صحي يخدم القرية والقرى المحيطة بها ويقوم بحملات التلقيح إضافة إلى تقديم العلاج المجاني في مختلف الاختصاصات الطبية، ويوجد فيها أيضاً جمعية أهلية قامت بالتعاون مع الأهالي ببناء سرداق مخصص للتعازي للرجال والنساء مؤلف من طابقين، ينتظر استكماله قبل نهاية العام الجاري".
من أبرز المعالم الأثرية في القرية "العين الرومانية" كما تسمى، وتقع في وسط القرية تقريباً، ويتدفق ماؤها منذ آلاف السنين، وقد أكد المؤرخ "جبرائيل سعادة" في دراساته أن سكان "اللاذقية" كانوا يستفيدون من هذه العين في الماضي، وكذلك استمر أهل القرية بالحصول على مياه هذه العين منذ مئات السنين وحتى فترة قريبة، كذلك تم اكتشاف مدفن في أحد توسعات البناء قبل فترة قريبة تبين بعد كشف مديرية الآثار في "اللاذقية" عليه أنه يعود إلى الفترة الفينيقية، ولم يحتوِ على أية لقى أثرية.
توجد في القرية مدرسة ابتدائية وأخرى ثانوية يعود تأسيسها إلى سبعينيات القرن الماضي، وتضمان معاً أكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة، كما يوجد فيها أيضاً أقدم مدرسة زراعية في الساحل السوري، وهي مدرسة "بوقا" الزراعية التي يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1922، ومعهد "الغابات والمراعي" وهو أول معهد من نوعه في العالم العربي يعود تاريخ إنشائه أيضاً إلى مطلع القرن الماضي.
يمكن الوصول إلى القرية عبر عدة مداخل، فهي عقدة مواصلات في المنطقة، فيمكن الوصول إليها من مفرق القرية الرئيس على الطريق المتجه من "اللاذقية" إلى "المشيرفة" و"سنجوان" و"بكسا"، وهو شريان حيوي لكامل الجهة الشمالية لمدينة "اللاذقية"، ويمكن الوصول إليها من جهة الغرب من "الدعتور" و"دمسرخو".