قرية سهلية على مستوى سطح البحر، مساحاتها الزراعية شاسعة، وغلالها متنوعة كسلة زراعية متكاملة، ربطت قرية "أرزونة" بحكم موقعها الجغرافي بين جميع الاتجاهات، فأضحت نقطة علام معروفة على مستوى "سورية".
مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 5 آذار 2018، قرية "أرزونة" جنوبي مدينة "طرطوس"، وعلى الحدود الفاصلة مع محافظة "حمص"، والتقت "ماهر خنيجر" من أهالي وسكان القرية ليحدثنا عن جغرافيتها، فقال: «بحكم موقع القرية الجغرافي المتميز، فإن أغلب القرى التي تحدها لها مركزية جغرافية تعتمد مبدأ صلة الوصل بينها وبين مناطق مهمة من مختلف النواحي، حيث يحد قرية "أرزونة" من الجهة الغربية قرية "تل سنون"، ومن الجهة الشرقية قرية "الجعفريات"، ومن الجهة الجنوبية قرية "المدحلة" الحدودية مع "لبنان"، ومن الجهة الشمالية مفرق "تل الترمس"، ومفرق "صافيتا" المهمين كعقد مرورية لربط السهل بالجبل.
أكبر العائلات في القرية هي: "آل درميني"، و"آل يوسف"، و"آل خنيجر"، و"آل طحبوش"، و"آل العباس"
وهي آخر قرية من جهة محافظة "حمص"، ومساحتها نحو 720 هكتاراً، وهي مساحة كبيرة وسهلية، وذات تربة سوداء خصبة جداً؛ وهو ما جعل أغلب سكانها يمتهنون العمل الزراعي، لتكوّن منتجات القرية ما يعد سلة زراعية إنتاجية شبه متكاملة.
وهذا الاعتماد من الأهالي على العمل الزراعي لم يكن ليكتمل لولا توافر المياه، حيث تروى مزروعاتها من سدّي "خليفة" و"تل حوش"، إضافة إلى الآبار الارتوازية التي تنضح منها المياه على عمق خمسين متراً تقريباً.
وكذلك بالنسبة للمناخ المناسب جداً للزراعة، حيث ترتفع القرية عن سطح البحر نحو المتر تقريباً في بعض المواقع، وتقارب الصفر في مواقع أخرى».
أما المدرّس "عدنان درميني" من أهالي وسكان القرية، فقال عن الزراعات الأساسية، التي تمثل مواسم جيدة فيها: «نعتمد في القرية على زراعة الفستق والقمح والبطاطا بوجه أساسي، ووفق مواسم زراعية تعتمد على طبيعة المناخ والفصول السنوية، حتى إن زراعة البيوت المحمية متوفرة، لكنها قليلة نوعاً ما. كما أن تربية المواشي تكاد تكون شبه معدومة في الوقت الحالي بعد أن كانت القرية تملك قطيعاً كبيراً من المواشي المتنوعة نتيجة توافر المراعي المناسبة والواسعة، ولا أحد يعلم لماذا ضعفت هذه التربية».
ويتابع: «المساحات الشاسعة للأراضي أهلتها لزراعة الفستق والبطاطا والقمح بصورة كبيرة، على خلاف بقية الأراضي الزراعية في مختلف مناطق المحافظة، التي توصف بالحيازات الزراعية القليلة، فأقل مزارع لدينا يملك نحو هكتارين من الأرض الزراعية الخصبة».
وبحكم موقعها المميز يمر بأراضيها الأوتوستراد الدولي، أو ما عرف في مرحلة من المراحل بـ "الأوتوستراد العربي"، لكن لم يتم الانتهاء منه، وهو مشروع بحكم المتوقف، وهنا قال "أحمد سليم" رئيس بلدية قرية "الكريمة" التي تتبع لها قرية "أرزونة": «يمكن القول إنها عقدة مرورية تربط الشرق بالغرب والجنوب بالشمال، حتى إن الأوتوستراد الرئيس الذي يربط المحافظات الساحلية بالمحافظات الداخلية يمر بجانبها وضمنها، وحتى خط العبور إلى "لبنان" الذي يبعد نحو خمسة كيلو مترات فقط، وكذلك يوجد ضمن أراضيها العقدة المرورية المهمة والمعروفة على مستوى "سورية" بعقدة "خط الجديد"، التي تعدّ نقطة علام مهمة للمسافرين والمتنقلين على حد سواء».
أما المختار "نديم قرقماز"، فتحدث عن عدد السكان قائلاً: «بما أن اعتماد الأهالي كان منذ القدم على الزراعة، فهذا أنتج قلة في حملة الشهادات الجامعية، علماً أن عدد سكانها يبلغ نحو 6000 نسمة. وعدد الموظفين فيها قليل جداً لا يتجاوز 10 بالمئة من عدد سكانها، وأبناؤها لا يخرجون منها أبداً حتى للعمل؛ على الرغم من توفر الظروف والبيئة المناسبة كبيئة العمل اللبنانية مثلاً».
وفيما يخص أكبر عائلاتها وأقدمها، قال المختار: «أكبر العائلات في القرية هي: "آل درميني"، و"آل يوسف"، و"آل خنيجر"، و"آل طحبوش"، و"آل العباس"».
يذكر أن القرية مسكونة منذ وقت طويل، لكن لا أحد من الأهالي يعرف أصل التسمية، ولم نجد معلومات توثق تاريخ سكناها.