تعدّ قرية "معشوق" من أكثر القرى كثافة بالسكان، وأقدمها في الإنشاء، وتتميز بمزايا جعلتها في طليعة القرى السياحية، لوجود الوديان والبساتين والمساحات الخضراء الواسعة.
مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 1 آذار 2019، خلال زيارتها إلى قرية "معشوق" التابعة لناحية "الجواديّة"، التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 50كم، رصدت تلك المزايا في القرية، وتحدّثت عنها إحدى كبيرات السنّ في القرية "فريدة صومي"، التي قالت: «من أقدم قرى المنطقة، قامت بتأسيسها قبل عشرات السنين أسرة "حاجو"، وتحديداً "محمد شريف حاجو"، بعد ذلك قدم إليها "عبد الرحمن الآغا"، تباعاً توافدت إليها الأسر والعائلات من مختلف المناطق والبلدات، لتصبح من أكبر القرى، وتجاوز عدد منازلها الـ300 منزل، وعدد سكانها أكثر من 2000 نسمة، فيها جميع مستلزمات الحياة اليومية، إلى جانب توفر كافة الخدمات، حيث أنشئت فيها وحدة إرشادية إلى جانب مجلس بلدية، إضافة إلى مدارس لجميع المراحل، وصيدلية طبيّة، وخدمة الهواتف الأرضية متوفرة منذ 25 عاماً، مع وجود المطاعم والمحال التي تتوفر فيها كل مستلزمات الأهالي، إلى جانب ذلك، هناك اهتمام كبير من قبل الأهالي لتنشيط وتفعيل قريتهم بتربية مختلف أنواع الأنعام والاهتمام بالزراعة وتربية الطيور؛ يعشقون الحياة الجميلة وقريتهم كثيراً».
أهل "معشوق" طيبون وكرماء، وطبيعتها خلابة؛ وديانها وينابيعها، والأحجار السوداء المنتشرة على مستوى مساحتها تمنحها جمالاً أكثر، وتشجعنا على زيارتها وقضاء أوقات للراحة والهدوء في أحضانها
تتابع "فريدة" عن جوانب أخرى تخص قريتها: «فيها بساتين كثيرة تضم مختلف أنواع الفاكهة، ونادراً ما تكون هذه الميزة في قرية أخرى، إلى جانب الينابيع الكثيرة والوديان، وطيبة ناسها وأهلها، فهم يتراكضون لفعل الخير ومساعدة المحتاج، وتقديم المحبة والمساندة لزوار وسياح القرية، لذلك كانت هذه المزايا عوامل مهمة للتشجيع على اعتبار قريتنا نقطة سياحيّة، فسكانها من عشائر مختلفة ومناطق عدّة، لكن لا تركيز على هذه النقطة نهائياً، فالمحبة والأخوة هي الظاهرة فقط، هناك اهتمام كبير بالثروة الحيوانية بمختلف أصنافها، ففي إحدى السنوات وصل عدد الأبقار إلى أكثر من ألف بقرة، والرعاة عشرة.
نحن النسوة لنا قصص جميلة مع ينابيع قريتنا، في الماضي البعيد، كنا نتجمّع حولها، لنجلب المياه، وأحياناً كثيرة، كنا نذهب إلى النبع نحو 25 مرة في اليوم الواحد، في سبيل نقل المياه للمنازل، لكن كنا نقضيها بالفرح والغناء والطرب، انتهت تلك الأيام الجميلة، لكنها باقية في قلوبنا، لكن حتّى اليوم هذه الينابيع هي مصدر جمال قريتنا، وهي علامة من علامات كسب الضيوف والزوّار والسيّاح».
بدوره أحد كبار السنّ "مراد خليل" تحدّث عن تفاصيل أخرى تخص قريته، فقال عنها: «من مزاياها أنها تضمّ آلاف الأشجار المختلفة والمنوّعة، حتى شبهت بمنطقة الغابات، وأكثر من ذلك، كان الأهالي يأتون إليها من مناطق عدّة لشراء الأشجار، وتتميز قريتنا بنجاح المحاصيل الزراعية الشتوية والصيفيّة، فهم يهتمون بزراعة (العدس والقمح والشعير والكمون والكزبرة وحبة البركة والقطن)، ونجاح تلك المحاصيل يعود إلى أسباب عدّة، منها: جودة التربة، وكثرة الأمطار في فصل الشتاء؛ ففي أغلب السنوات تتجاوز المعدل السنوي، إضافة إلى ما ذكر، فيها سدود ساهمت بإضفاء الجمال عليها».
"مصطفى الأحمد" من أهالي مدينة "القامشلي"، تحدّث عن زيارته للقرية المذكورة، فقال: «أهل "معشوق" طيبون وكرماء، وطبيعتها خلابة؛ وديانها وينابيعها، والأحجار السوداء المنتشرة على مستوى مساحتها تمنحها جمالاً أكثر، وتشجعنا على زيارتها وقضاء أوقات للراحة والهدوء في أحضانها».