يمتلكُ الدكتور "عبد الكريم الفتيان" شهادةً في الحقوق، وشهادةَ مرضاهِ الذين أعاد إليهم الابتسامةَ والثقةَ بالنفس، فهو الذي توصّل إلى تفسير علمي يوضّح شفاءَ العظم حول زرعات الأسنان، وإمكانية وضع الأسنان على الزرعات في يوم الزرع، أو خلال أسبوع على الأكثر، دونَ انتظار مدة أربعة أشهر كما جرت العادة.
مدونةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 11 تموز 2019 مع الدكتور "الفتيان" اختصاصي جراحة وجه وفكين؛ الذي تحدث عن مسيرته العلمية، فقال: «كانت ولادتي في محافظة "ريف دمشق" عام 1978، وأنا المنحدر أساساً من "القنيطرة" لعائلة معروفة بحبّها للعلم والعمل، درستُ في "دمشق" المراحلَ الثلاث، ودخلت كلية طب الأسنان برغبة الطالب الطامح للمعرفة، وخدمة المجتمع، فنلت الإجازة، وتخصصت في جراحة الوجه والفكين، وحصلت على البورد السوري، ولم أقف عند ذلك، فقد كان حبي للعلم لا حدود له، فنلت الإجازة في الحقوق».
كانت ولادتي في محافظة "ريف دمشق" عام 1978، وأنا المنحدر أساساً من "القنيطرة" لعائلة معروفة بحبّها للعلم والعمل، درستُ في "دمشق" المراحلَ الثلاث، ودخلت كلية طب الأسنان برغبة الطالب الطامح للمعرفة، وخدمة المجتمع، فنلت الإجازة، وتخصصت في جراحة الوجه والفكين، وحصلت على البورد السوري، ولم أقف عند ذلك، فقد كان حبي للعلم لا حدود له، فنلت الإجازة في الحقوق
ويضيف: «كنت أولَ طبيبٍ سوري يعمل على تطبيق برتوكول التحميل الفوري لزرعات "مارك" التقليدية منذ ثلاث سنوات، وذلك دون الانتظار مدة أربعة أشهر لتركيب تعويض الأسنان على الزرعات، وقمت بوضع نظرية جديدة لشفاء العظم حول زرعات الأسنان؛ تفسّرُ منطقية التحميل الفوري للزرعات، وأطلقت عليها اسم (التغير في نموذج برتوكول مارك في زراعة الاسنان)، الأمر الذي سيؤدي إلى تغيير في مبادئ الزرع المعروفة منذ ستينيات القرن الماضي، فبعد دراسة مستفيضة ومعمقة، وإجراء عشرات عمليات الزرع، توصلت إلى نظرية تشرح إمكانية التحميل الفوري للزرعات، أيّ وضع الأسنان على الزرعات في يوم الزرع، أو خلال أسبوع على الأكثر».
ويشرح "الفتيان" نظريته العملية أكثر بالقول: «إنّ التحميلَ الفوريَ مرتبطٌ بشكل رئيسي بشفاء العظم حول الزرعات؛ بعد عملية الزرع، ومن المعروف أنّ شفاء العظم في حالات الكسور يمر بأربع مراحل، وهي النزف، والتخثر، والدشبذ العظمي، وإعادة بناء العظم، ولذلك؛ فقد سلّم الأطباء بأنّ العظم حول الزرعات سيمرّ بهذه المراحل. وهنا اكتشفنا أمراً مختلفاً، أنّ شفاء العظم حول الزرعات يكون أولياً؛ ولا يمرّ بالمراحل الأربع التي ذكرت، وبالتالي ما كان الأطباء يخشون حدوثَه وهو امتصاص للعظم سيحدث بعد الزرع، لن يتحقق؛ لأنّ شفاء العظم حول الزرعات لن يمر بالمراحل السابقة، فشفاء العظم حول الزرعات يبدأ من المرحلة الرابعة فوراً، بدليل أنّ شفاء العظم حول الزرعات هو أولي كون المسافة بين العظم والزرعة أقل من 1 ملم، ومن المعروف علمياً أنّ الشفاء الأولي للعظم في حالات الكسور يحقق المسافة بين حافتي الكسر بأقل من 1 ملم، وهذا يؤكد أنه لا يوجد ما يمنع من التحميل الفوري الذي ثبت علمياً في جميع المراجع العلمية العالمية، ولكنه كان يفتقد للتفسير العلمي».
ثلاثُ سنوات من البحث والعمل لكي يثبت الطبيب المختص أنه على حق، على الرغم من استهجان عدد كبير من أترابه لعمله وعدم جدواه، بناء على النظريات السابقة، غير أن الدكتور "الفتيان" أكد من خلال نظريته وتطبيقاتها المكلفة أنّه على حق، على الرغم من أن هذه الأبحاث مطبّقة بالفعل في الخارج.
يقول الإعلامي "غسان الصالح" صاحب التجربة المريرة مع الأسنان: «سنواتٌ طوال من الألم الذي كان يلازمني لأيام؛ وأنا في حالة عناد ومقاومة له، ثم يختفي ليعود لاحقاً، حتى اتخذت قراري بوضع نهاية له، وأنا الهارب مراراً وتكراراً من عيادات العديد من أطباء الأسنان الذين لم يتفهم أي منهم رهابي الشديد من إبرة التخدير، وأذكر كيف غافلت ذات مرة أحد الأطباء الذي ذهب ليجهز الإبرة، واستدار باتجاه الكرسي ليجده فارغاً مني، وقد هربت على عجل.
لذلك لم أكن أثق بأني سألتزم بقراري الأخير حتى التقيت الدكتور "عبد الكريم الفتيان" الذي تفهّم حالتي، ولم يترك طريقة لإعطائي إبرة التخدير حتى فعلها، وحينها اقتنعت أنّني أمام طبيب متمكنٍ بكل التفاصيل.
لم تكن لدي أيُّ فكرة حول زرع الأسنان والتحميل الفوري حين بدأ يشرح عن حالة أسناني والعلاج المناسب لها، وقد خسرت معظمها، ولم يبقَ لدي سوى ستة أسنان في الفك العلوي، ومثلها أو أقل في السفلي، وأربعة بحالة شبه ميؤوس منها، لكنه أصّر على الحفاظ عليها للاستفادة منها مع الزرعات، كمٌّ كبيرٌ من الأسئلة كنت أوجهها له، فيرد بكمٍّ أكبر من المعلومات، لأدرك أنّني أمام متعمقٍ وباحثٍ في اختصاصه، وأنّه قطع شوطاً كبيراً في زراعات الأسنان، حالاتٌ عدة تابعتها في عيادته بسبب مراجعتي المتكررة لها، وفي كل حالة تزداد قناعتي ببراعته وبأسلوبه المتفرد في موضوع زراعة الأسنان المبني على تجربة كبيرة، إضافة إلى كل ذلك، فهو يحمل إجازة في الحقوق، وتعلّم العزف على العود بمفرده، وقارئٌ للأدب والشعر، ودمثٌ بابتسامة لا تفارقه، كانت كافية ليشعر المرضى بالطمأنينة.
حياتي اختلفت اليوم، وقد اكتمل علاجي بأسنان كاملة، وعادت لي ابتسامتي بكل ثقة، كما وعدني الدكتور "عبد الكريم الفتيان"».
يذكر أن الطبيب "عبد الكريم الفتيان" مقيم في مدينة "دمشق".