موقعُها الجغرافيّ أكسبها أهميةً كبيرةً في منطقة "سهل عكار" عموماً، وناحية "الحميدية" خصوصاً، فهي آخر قرى محافظة "طرطوس" باتجاه "لبنان"، وهي صلة الوصل بين الساحل السوري من جهة والشمال اللبناني من جهة ثانية، إنّها قرية "الشيخ جابر" قرية الحدود.
مدوّنةُ وطن "eSyria" زارت قرية "الشيخ جابر" بتاريخ 26 آب 2019 وتواصلت مع "مجدي طعمة" رئيس بلدية "الحميدية" ليحدثنا عن جغرافية هذه القرية فقال: «قرية "الشيخ جابر" تقع على الحدود السورية اللبنانية وتبعد عن مركز مدينة "طرطوس" بحدود 35 كم باتجاه الجنوب، يحدّ هذه القرية من الجهة الجنوبية معبر "العريضة" الحدودي، ومن الشمال تحدها قرية "الخرابة"، في حين أنّها تمتد حتى البحر من الجهة الغربية، وتلاقي أراضي قرية "الجويميسة" من الشرق».
أبناء هذه المنطقة ما زالوا متمسكين بالعادات العربية القديمة، المتمثلة بالوقوف إلى جانب بعضهم بالأفراح والأحزان، يساندون بعضهم ويساعدون بعضهم في أعمالهم اليومية، يتشاركون المواقف والصعاب، يكرمون الضيف ويقدمون المساعدة لكل محتاج
وتابع بالقول: «"الشيخ جابر" قرية صغيرة بحدود 100 منزل وأسرة، تقع ضمن المخطط التنظيمي والحدود الإدارية لبلدة "الحميدية"، أما عقارياً فتشكل مع قرية "الخرابة" منطقة "الشيخ جابر والخرابة" العقارية، وتتبع القريتان لنفوس واحدة، ويبلغ عدد سكان "الشيخ جابر" بحدود الـ500 نسمة من أصل 2100 نسمة لكلا القريتين، وقد أكسبها القرب من الحدود أهمية كبيرة بين القرى التابعة لبلدة "الحميدية"، أما خدمياً فالقرية مخدمة بكافة أنواع الخدمات من طرق، مياه، كهرباء، هاتف وصرف صحي».
وفي لقاء مع مختار قرية "الخرابة والشيخ جابر"، "خالد خليفة" ليطلعنا على تفاصيل هذه القرية، قال: «في زمن الإقطاع كان هناك بحدود الثلاث منازل فقط، يقطنها (البيكوات) في تلك الفترة الزمنية، منهم "محمد علي باشا" و"عبود بك" و"هنري فرعون" و"محمد عبد الرزاق"، ومن ثم تطورت هذه المنطقة بعد زوال الاقطاع، وتم توزيع الأراضي الزراعية إلى الفلاحين في المنطقة، وقرية "الشيخ جابر" يقطنها اليوم حوالي أربع عائلات رئيسية منها في بيت "عبد الحميد" وبيت "الحسين"، تبلغ نسبة الأراضي الموزعة بحسب الإصلاح الزراعي 40% من مساحة الأراضي الزراعية كاملة، في حين تبلغ نسبة الأراضي ذات الملكية الأساسية مساحة 60% من مساحة الأراضي والتي يقدر مساحتها بحدود الـ 450 هكتار».
وأضاف المختار قائلاً: «يعمل أبناء قرية "الشيخ جابر والخرابة" في الزراعة، حيث يقومون بزراعة مساحة تقدر بـ 300 هكتار وأبرز اعتمادهم على زراعة البيوت البلاستيكية، والتي يبلغ عددها حوالي 1800 بيت بلاستيكي، بالإضافة لبعض المزروعات الشتوية المتمثلة بزراعة القمح والشعير، وهناك ثروة حيوانية تقدر بـ 2000 رأس غنم، و127 رأساً من الأبقار، و65 رأساً من الماعز، وذلك حسب آخر إحصائية مقدمة من الوحدة الإرشادية».
أما عن واقعهم الخدمي فتابع قائلاً: «هناك ضعف كبير في واقع الاتصالات الأرضية، وتعاني شبكة الكهرباء من الضعف لأنّها شبكة هوائية في معظمها، وهذه المنطقة تجتاحها أعاصير وعواصف نتيجة قربها من البحر في معظم أيام الشتاء، ما يؤدي إلى انقطاعات كبيرة في التغذية الكهربائية، كما أنّ منطقة "الخرابة الشيخ جابر" تعاني من الطوفان في الشتاء فالأراضي الزراعية بشكل عام أخفض من البحر، ولا توجد قنوات تصريف تمنع طوفان الأراضي، أما بالنسبة لـ(السرافيس) فهي لا تصل إلى القرية، فآخر موقف لها هو قرية "عرب الشاطئ" التي تبعد عنا بحدود الـ 3 كم، ما أدى إلى ضعف في الواقع التعليمي، والخدمي للقرية».
وفي لقاء مع المزارع "أسامة الحمود" تحدث عن واقع الزراعة في منطقة "الخرابة والشيخ جابر" فتحدث قائلاً: «نحن كمزارعين نعاني من مشكلة في القروض الزراعية من الدولة، وذلك كون هذه القروض تحتاج إلى كفيل موظف، ونحن أبناء المنطقة نعمل كمزارعين، ولا يوجد لدينا موظفون في القطاع العام، إضافةً إلى غلاء كبير في أسعار المواد الزراعية، فالسعر دائماً مرتبط بالقطع الأجنبي، في حين أنّ المنتجات الزراعية التي تنتجها بيوتنا البلاستيكية، لا تباع بالسعر المناسب، وبالتالي فإن المزارع هو الخاسر الأكبر».
والتقت مدوّنةُ وطن "خالد شحادة" أحد أبناء القرية ليحدثنا عن أبرز العادات التي تميز أبناء هذه المنطقة، فقال لنا: «أبناء هذه المنطقة ما زالوا متمسكين بالعادات العربية القديمة، المتمثلة بالوقوف إلى جانب بعضهم بالأفراح والأحزان، يساندون بعضهم ويساعدون بعضهم في أعمالهم اليومية، يتشاركون المواقف والصعاب، يكرمون الضيف ويقدمون المساعدة لكل محتاج».