يرتكز دور الأخصائية الاجتماعية والتربوية "رولا بريمو"على بناء الإنسان واصلاحه منذ سنوات عمره الأولى، لتحقيق حياة أفضل مع نفسه ومع بيئته الاجتماعية، من خلال عملها في تعميم تجربتها التربوية على نطاق أوسع لزيادة المهارات والخبرات ولايجاد الحلول الفعلية لمعالجة كل مايهم الطلبة في المجالات العملية والاجتماعية.

بناء الإنسان مشروعها

تعد دراسة الحالة الاجتماعية والفسفة الإنسانية دافعاً مهماً بالنسبة لي لمعرفة جوانب حياة الإنسان بشكل عام وطريقة تفكيره تقول الأخصائية الاجتماعية والتربوية "رولا بريمو" في حديثها لموقع مدونة وطن وتضيف: " أثناء دراستي الجامعية للأدب الفرنسي اتجهت لمتابعة الطلاب وتتدريسهم عندما كنت في السنة الجامعية الثالثة وذلك في مدرسة دار السلام" بدمشق التي كنت أتعلم منها في السابق بعد فترة وجيزة قررت السفر لأكمل دراستي وأنال الدبلوم في طرائق تدريس المواد من "فرنسا" ما أعطاني فيما بعد طاقة ايجابية كبيرة لمتابعة مشوار التعليم، وبالنسبة للغة الفرنسية واللغات بشكل عام كان لابد إيجاد صلة وصل لترجمة المشاعروالافكار بشكل صحيح ، درست طلاب المرحلة الثانوية والجامعيين وكنت قريبة كثيراً منهم والأخصائية النفسية والاجتماعية بالنسبة لهم بالمدرسة وكنت أحاول معالجة أمورهم بطريقة حل مشاكلهم بالعودة إلى مرحلة الطفولة المبكرة ومن هنا بدأت شرارة المسألة حول تفعيل العلاقة المهمة بين الطالب والاستاذ وتشجعت أكثر لتأسيس وإدارة روضة "كراميل" بهدف إعادة بناء شخصية الطفل وهي خطوة بالنسبة لي لها تأثيرات كبيرة حيث أن تنمية الفكربشكل إيجابي وهادف وجعل قدسية الحياة الأسرية والعلاقات الانسانية إحدى أهم أهداف الروضة لاكساب الطفل أهمية هذه القدسية خلال فترة حياته ونموه، أرى الحياة مجموعة تراكمات يكتسبها الانسان من والديه إما سلباً أو ايجاباً، ولهذا الشأن أسست مشروعي لبناء الانسان، ومازلت حتى الآن أسعى كي أقدم دورات أو ورشات عمل تعنى بطرائق التدريس ليس فقط بنسبة للطالب وحسب بل لإعادة تأهيل معلمات اللغة الفرنسية وحسب ما أعتقد انهن مازلن بحاجة للأدوات الكافية والحقيقية للإعطاء والتواصل بشكل سليم مع الطلاب ليس فقط باللغة الفرنسية وإنما بكل اللغات".

التربية بمعنى الإصلاح

لدي فيديوهات خاصة بطرائق حفظ المفاهيم الرياضية وكيف نحفظ القصائد تقول الخبيرة الاجتماعية "رولا بريمو" مضيفة: "جل هدفي هي إمكانية استفادة المعلمات من هذه الفيديوهات بالإضافة للاطلاع على طريقة الاعطاء والأدوات التي يستخدمها المعلم الضرورية لايصال المعلومة من خلال الحوار مع الطالب بكل حواسه وحول قدرة المدرس على امتلاك صفه بحيث يخرج طلاب برتبة أمراء في العلم والمعرفة العلمية والاجتماعية، لأنهم في هذا الوقت وفي ظل هذا الانفتاح الذي نشهده في كل النواحي أرى الطلاب على قدر عالي من الوعي والفهم الكافي للحياة لكن لابد من زرع الثقة بانفسهم عبر تعزيز هذه الثقة للمدرسين ليعكسوها على طلابهم عبر الحوار الدائم معهم واحترام تفكيرهم وبالمقابل وعدا عن الوصول للمراكز الدماغية الخاصة بتخزين المعلومات لابد من تعليمهم طريقة التفكير بشكل واعي ومنطقي لاسيما أن دور الروضة يكمن من خلال الإصلاح أو التربية بمعنى الاصلاح، ومن جانب آخر أشعر بالسعادة عندما التقي معع أهالي الأطفال والتمس التغير الايجابي المرتبط بتطور حياة طفلهم وتغييرها نحو الأفضل نتيجة استفادته من كل الخبرات الموجودة في الروضة، كما واكبت تغيير الكثير من الطلاب درستهم سابقاً وتمكنوا من متابعة طموحاتهم بعد تتالي سنوات من العمل الناجح والمثمر ولمست نتائج صناعة مستقبلهم خلال 32 سنة عمل، مبدأي في التربية هو السعي لتأهيل الشخصية الاجتماعية والإنسانية لدخول المجتمع بثقافة مجددة من خلال التعامل مع الطالب بطريقة مختلفة حيث لايمكن أن ننتج للمجتمع جيل متعلم ومتأثر بذات الطريقة قديمة المكتسبة من الجيل السابق وهنا يكمن دور التأهيل التربوي الذي يحث الاساتذة في تطوير من أدواتهم وطريقة معاملتهم مع الطلاب، والأهم من كل ذلك الحصول على النتيجة الايجابية في كسب الثقة أولاً وهذا بدوره يشمل ثقة الطالب بمعلمه في التربية الاصلاحية ثم تأتي فيما بعد المحبة ولإن لم يكن هنالك حب لابد أن يكون في احترام متبادل الذي يخلق المحبة فيما بعد بالعموم".

روضة كراميل

توسيع القاعدة

مع أطفال الروضة

من الجميل أن يعمل الإنسان من أجل العطاء وليسعد من حوله وهذه كانت رسالتي في الحياة إلى اليوم باستنادي على محبة طلابي لي فاكتسبت منهم طاقة ايجابية جميلة وصادقة منهم ومن عملي لاعكسها على بيتي ونجحت بالتالي في الحفاظ على حياتي ومحبتي لأسرتي تقول الخبيرة الاجتماعية "رولا بريمو" وتتابع: "بالرغم من التحديات المنزلية الصعبة التي عشتها سابقاُ تمكنت من تحويل كل ماهو حولي لتفاؤل وأمل حتى كي تكون سندلي في المستقبل واستطعت تحويل كل هذه الصعوبات لحجر أساس داعم لي أبني فيه مستقبلي مع أسرتي نكون منه عائلة قوية مادفعني الوصول إلى نجاحات لم أكن أتوقعها في حياتي وعملي، كما أيقنت أن للحياة قيمة عظيمة مفاتيحها هي حالة الربط بين العمل والمنزل بشكل إيجابي ومثمر لفتح أبواب الدعم والتقدم المستمر دون توقف، وبالمقابل لم أنتظر تكريماً من أحد لأنه بالنسبة الي النتائج التي حصدتها خلال فترة تأهيل وتعليم طلابي كان أفضل تكريم لنفسي وهدفي اليوم هو بناء شخصية الطالب واسقلاليته وأن يكون متصالحاً من نفسه حتى يتمكن من العيش لما بعد 20 سنة غير جاهلاً بمفاجآت الحياة عليه، لذلك لابد من تنمية مهاراته، وأهم مهارات عصرنا هي تسويع القاعدة التي انطلقت منها وتعميم التجربة ويصبح الاهتمام رسمياً في بناء الشخصية وضرورة ربط هذا البناء بالانتماء الوطني وبرأيي إعادة إحساس الأمان من خلال الانتماء للاسرة والوطن مع إعادة تاهيل المعلم والفصل بين العناية بالطفل وتربيته لابد من أننا سنرتقي بقاعدة الاشخاص المؤمنة بالانتماء وبالمكان الذي نعيشه لتربية جيل لديه حس بالمهارات بطريقة التدريس الحديثة والقدرة على خلق التجديد بالابتكار العلمي والتفاعل الإنساني".

المربي وليس الإداري

"شيرين ميرزا" المعلمة في روضة "كراميل" تقول لم استطع الانسجام مع أي عمل تعليمي لايتوافق مع رسالتي التعليمية الهادفة لصقل شخصية الطفل وتضيف: "العلم ليس فقط من خلال إعطاء درس علمي بحت أوتعليم الأطفال اللغات، بل من خلال فهم ومعرفة في البداية عن ما يريده الطفل وكيفية التعبير عن ذاته وعن احتياجاته حتى يكون مستعداً بالحد الأدنى للمرحلة القادمة من حياته، وغالباً الكثير من المدارس نجد حاجزاً بينها وبين التعامل مع الأطفال كما يجب لذلك نجدهم لايمكنهم القدرة على التواصل مع إدارتهم أو مع من حولهم فالمدير قبل أن يكون شخص إداري يجب أن يكون مربي أولاً".