بزغت نجومية اللاعب "محمد كامل كواية" مبكراً بلعبة كرة القدم في حارته الشعبية الواقعة بجانب "قلعة حلب" فلفت الأنظار إليه، لتكون أولى خطواته مع منتخب مدرسته الابتدائية "هنانو"، ونظراً لمهارته تم ضمه لمنتخب مدارس "حلب" الذي حاز معه مركزاً متقدماً ببطولة القطر، ورغم معاناته من آثار الحرب والنزوح، والتي كاد في بعض مراحلها أن يهجر اللعبة نهائياً، إلا أنه تابع مشواره بتصميم وإرادة أوصلته للعب في كافة المنتخبات الوطنية للفئات العمرية، وبعدها مع المنتخبين الأولمبي والرجال، كما لعب لفرق المقدمة بالدوري السوري "الشرطة وتشرين والأهلي" ويتطلع حالياً نحو الاحتراف الخارجي.
موهبة واعدة
موقع "مدونة وطن" "eSyria" التقى الكابتن ولاعب نادي "أهلي حلب" والمنتخب الوطني "محمد كامل كواية"، أثناء حصته التدريبية في ملعب النادي بـ"حي الشهباء" واستمع منه لسيرته حياته الكروية فوق البساط الأخضر قائلاً: «أنا من مواليد مدينة "حلب" لعام 1998 حالي مثل حال الكثيرين من أبناء مدينتي الذين يحبون ويعشقون لعب كرة القدم مبكراً، ولكن المفارقة والغريب أنه لم يكن أحد من عائلتي له ميول حب الكرة أو قد مارسها سابقاً، وفي باحة مدرستي "هنانو" وأثناء إحدى فرص الاستراحة المدرسية كنت ألعب الكرة مع زملائي، وخلالها شاهدني مدرس التربية الرياضية الكابتن "زكريا حمامي" الذي استدعاني مباشرة إلى غرفته، وتعرف إلي وقال لي بالحرف الواحد "أنت لاعب موهوب ولك مستقبل مشرق"، وضمني لمنتخب مدارس "حلب" تحت إشرافه وأحرزنا معه المركز الثاني على مستوى القطر في عام 2006، ومن تلك الخطوة دخلت أجواء كرة القدم أكثر فأكثر، وكانت مسيرتي اللاحقة التوجه نحو نادي "الاتحاد" سابقاً "الأهلي" حالياً، تحت إشراف المدرب "جمال حفار" الذي اختبرني بحصة تدريبية بمقر النادي، وأثنى كثيراً على مهاراتي وطلب مني الالتزام والمواظبة بالمراكز التدريبية للفئات العمرية العائدة للنادي حتى أصقل موهبتي أكثر، لكن مدربي السابق "زكريا حمامي" عاد وطلب مني الالتحاق واللعب لفرق "شرطة حلب" لفئتي الأشبال والناشئين في موسم 2009، وبسبب ظروف الأزمة التي عصف بالمدينة عانيت من النزوح، وتوقفت عن لعب كرة القدم نهائياً ولمدة ثلاث سنوات وهجرتها وعملت في محل لبيع الأقمشة حتى كدت أنساها».
أعرف الكابتن "كواية" وتابعته وهو في فئة الأشبال، وجاء إلى مراكزنا التدريبية بنادي "الأهلي" وتمرن معنا فترة طويلة، ولفت الأنظار إليه كلاعب ومهاجم موهوب، وقمت بترشيحه للعب لمنتخب ناشئي "سورية"، ولاقى استحسان القائمين على المنتخب، وتابع مشواره باللعب للمنتخب الأولمبي والرجال
المسيرة الدّوليّة
ولأن حب الكرة لدى الكابتن "كواية" كما يقول في داخله وعقله وهي جزء لا يتجزأ من ذاته، وبعد فترة انقطاع طويلة عاد به الحنين للتفكير والبحث عن طريق جديد يعيد له نشاطه بملاعب الكرة، وبجهود مدربي كرة نادي الأهلي الكباتن "جمال هدلة ونهاد البوشي وأنس صاري"، تم ترشيحه للعب لمنتخب ناشئي "سورية" تحت إشراف المدرب "مروان خوري"، ليكون في عداد هذا المنتخب المتأهل لنهائيات كأس العالم في "تشيلي" عام 2016 تحت قيادة المدرب الراحل "محمد عطار"، ولعب هناك أساسياً ضد "الباراغواي وفرنسا"، ولفت "الكواية" الأنظار إليه كثيراً بتلك البطولة وبالمستوى الذي ظهر فيه، فكان انضمامه للمنتخب الأولمبي تحت قيادة الكابتن "مهند الفقير" والمشاركة ببطولة أسياد آسيا في "إندونيسيا"، وبعد العودة من المباريات الدولية وبجهود الكابتن "خالد السهو" سارع نادي "الشرطة المركزي" لضمه إلى صفوفه قادماً من فريق "شرطة حلب"، ليشارك فريقه الجديد بلعب نهائي كأس الجمهورية أمام فريق "الجيش"، وتابع مشواره باللعب مع فريق "الشرطة" حتى موسم 2020 من دون انقطاع.
موعد مع البطولات
مع بدء عام 2020 انتقل الكابتن "كواية" على سبيل الإعارة لنادي "تشرين"، وهناك برز وتألق كواحد من أفضل مهاجمي الدوري السوري، ليتوج مجهوده مع فريقه الجديد بنيل لقب الدوري لموسمين متتالين، ويلقى حب وتعاطف جماهير الكرة التشرينية ولينجح خلال هذين الموسمين بتسجيل سبعة عشر هدفاً، أبرزها أهدافه في مباريات الديربي مع نادي "حطين".
ويشير "كواية" أن الحنين عاد به لأهله ومدينته التي ولد فيها "حلب"، فوافق على طلب نادي "الأهلي" باللعب له موسم 2022 طامحاً إلى تحقيق بطولة جديدة معهم.
مع الأولمبي والأول
وعن أهم المشاركات الدولية له مع المنتخبات يقول: «كانت أبرزها في التصفيات المؤهلة لنهائيات أولمبياد "طوكيو" عام 2019، وفزنا على "الكويت" بهدفين من دون رد كان نصيبي منهما الهدف الأول، وتعادلنا مع "الأردن" بهدف لهدف، وفزنا على "طاجكستان" بهدفين لهدف، وفي النهائيات فزنا على "اليابان" وتعادلنا مع "قطر" وخسرنا من "السعودية"، وفي الدور الثاني خسرنا وبصعوبة مع "أستراليا" بالوقت الإضافي، وبعد تلك البطولة تمت دعوتي من مدرب المنتخب الأول "فجر إبراهيم" للمنتخب الأول للمشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 التي أقيمت في "قطر"، وتابعت المشوار مع المنتخب الأول بقيادة الكابتن "نزار محروس" ومن بعده الكابتن "حسام السيد"، وشاركت في كافة مبارياته الودية التي لعبناها مؤخراً في "دبي"».
ويختم حديثه بالقول: «كرة القدم هي كل اهتمامي ومستقبلي، وبالفترة الأخيرة تلقيت عدة عروض احترافية خارجية للعب، ولكن بسبب بعض الظروف الخاصة بي اعتذرت عن تلبيتها، على أمل تلبيتها في الوقت المناسب مع فرق لها سمعتها وعراقتها، متمنياً تقديم المزيد من الدعم والرعاية والاهتمام والمتابعة للمواهب الكروية الكثيرة في بلدنا».
شهادات كرويّة
المدرب الوطني "جمال هدلة" يقول: «أعرف الكابتن "كواية" وتابعته وهو في فئة الأشبال، وجاء إلى مراكزنا التدريبية بنادي "الأهلي" وتمرن معنا فترة طويلة، ولفت الأنظار إليه كلاعب ومهاجم موهوب، وقمت بترشيحه للعب لمنتخب ناشئي "سورية"، ولاقى استحسان القائمين على المنتخب، وتابع مشواره باللعب للمنتخب الأولمبي والرجال».
المدرب "نهاد البوشي" يقول: «أفخر بأنني دربت الكابتن "كواية" في قواعد نادي "الأهلي"، هو لاعب ماهر وموهوب ويملك حساسية خاصة مع الكرة، ويختار أقصر الطرق للوصول إلى المرمى، ومن وقتها توقعت له مستقبلاً مشرقاً، وقمنا مع بعض الزملاء المدربين بالنادي بترشيحه للعب لمنتخب "سورية" للناشئين، فكان متألقاً ومميزاً لكنه ابتعد نتيجة معاناته مع ظروفه الخاصة».
بدوره يقول اللاعب الدولي السابق "أيمن حبال": «نجح نادي "الأهلي" هذا الموسم بضم الكابتن "كواية" لصفوفه، هو صفقة رابحة ومؤثرة، عانى في البداية من انخفاض لياقته البدنية لكن سرعان ما استعادها بالتمرين والالتزام، ولازال المشوار أمامه طويلاً، ويمكن له الوصول لأبعد من ذلك ولديه مؤهلات الاحتراف الخارجي لما يتمتع به من مهارة وذكاء وحضور ذهني».
تم إجراء اللقاء والتصوير بتاريخ التاسع عشر من شهر كانون الأول لعام 2022 بملعب نادي "الأهلي" بـ"حي الشهباء".