وجد عشرات الشباب والشابات من عدة مناطق في محافظة "الحسكة" فرصة مواتية للتدريب المهني واكتساب المهارات في الدورات التي أطلقتها مديرية التربية، والتي أتاحت لهم التدريب على أساسيات مهن متعددة، علّهم يجدون من خلالها الطريق إلى سوق العمل ومساعدة أسرهم.
استقطاب المهجّرين
يقول الشاب "عاصف حسين السطان" وهو أحد المستفيدين الذين انضموا إلى الدورة: «عمري 25 عاماً، متخرج من معهد حواسيب، مريض ثلاسيميا الدم، وشقيقتي مريضة بذات المرض، ووالدنا موظف متقاعد ويحتاج مساعدتي، خاصة وأننا نزحنا من بلدة "اليعربية" وفقدنا بيتنا في الحرب، حالياً نريد الرجوع إلى بلدتنا، وإعمار منزلنا، فانتسبت إلى قسم تعليم الحلاقة، حتّى أتمكن من افتتاح محل للحلاقة الرجالية في منطقتنا لأتمكن من مساعدة أسرتي، علماً أنني ومنذ فترة كنتُ أتعلم عند حلاق، لكنه سافر ولم أستطع إكمال تعليمي، ولا أملك القدرة المادية للتعلم ضمن دورات مأجورة أو شراء مستلزمات للحلاقة، أما هنا فالتعليم مجاني وتمنح لي المستلزمات أيضاً».
عمري 25 عاماً، متخرج من معهد حواسيب، مريض ثلاسيميا الدم، وشقيقتي مريضة بذات المرض، ووالدنا موظف متقاعد ويحتاج مساعدتي، خاصة وأننا نزحنا من بلدة "اليعربية" وفقدنا بيتنا في الحرب، حالياً نريد الرجوع إلى بلدتنا، وإعمار منزلنا، فانتسبت إلى قسم تعليم الحلاقة، حتّى أتمكن من افتتاح محل للحلاقة الرجالية في منطقتنا لأتمكن من مساعدة أسرتي، علماً أنني ومنذ فترة كنتُ أتعلم عند حلاق، لكنه سافر ولم أستطع إكمال تعليمي، ولا أملك القدرة المادية للتعلم ضمن دورات مأجورة أو شراء مستلزمات للحلاقة، أما هنا فالتعليم مجاني وتمنح لي المستلزمات أيضاً
لأبناء الرّيف
وكانت للفتيات حصّة من دورات التعليم المهني، خاصة القاطنات في الريف، وتسعى المتدربات منهن لافتتاح محلات بتلك المهن في تلك القرى لإحيائها وتنشيط الحركة الاقتصادية فيها، وتوفير عناء التنقل بين القرى والمدن لتأمين المستلزمات المتعلقة بالمهن التي تعلمنها، وهو ما بيّنته "بشرى الظاهر" التي تقطع أكثر من 35 كم من قريتها إلى مدينة "القامشلي" بهدف تعلّم مهنة الخياطة.
تقول "بشرى": «سمعتُ عن طريق الصدفة بوجود دورات في "القامشلي"، وبعد تجاوز الاختبارات، قررتُ اختيار مهنة الخياطة فهي مهنة أنثوية بشكل عام ولدي رغبة لتعلّمها منذ الصغر، كما أنني أحتاج العمل فيها وكسب مورد مالي منها، وهدفي بعد كسب كل المعلومات المتعلقة افتتاح محل في قريتي، حيث أوفر على أهل قريتي عدم التوجه للمدن من أجل الخياطة، وإضفاء نشاط اقتصادي فيها، ولعل الأهم في هذه الدورات أيضاً أن هناك مدربين متخصصين لتعليم مهارات الحياة، تساعدنا على كيفية المعاملة والتعامل مع الزبائن وأبناء المجتمع، هناك حاجة كبيرة من أسرتي لأعيلها وأساعدها في مستلزمات الحياة».
فيما توضح شابة أخرى وهي "غفران الشيبان" أنها انضمت لقسم الخياطة، رغبةً منها في مساعدة زوجها بتأمين ما يلزم لأسرتها ومساعدة والدة زوجها المريضة.
سبل العيش
وتهدف الدورات المقامة إلى تقديم الدعم لليافعين الشباب المنقطعين عن العمل والتعليم بين عمري 15-24 سنة، وتطوير مهارات مهنية وحياتيّة مناسبة تُمكِّنهم من الحصول على فرص عمل مناسبة،حيث بدأت مديرية تربية "الحسكة" بتنفيذ مشروع "التدريب المهني" لمهن "الخياطة، الحلاقة الرجالية، الحلاقة النسائية" والتي تقام في مدينتي "الحسكة" و"القامشلي".
وتقول مديرة التربية في "الحسكة" "إلهام صورخان": «مكان دورة "الحسكة" في الثانوية التجارية بواقع 50 يافعاً ويافعة، والثانوية "النسوية" في مدينة "القامشلي" أيضاً بواقع 50 يافعاً ويافعة، حيث يتلقى المستفيد جلسات على المهنة في الجانبين النظري والعملي، بالإضافة إلى جلسات مهارات الحياة وإدارة المشروعات الصغيرة، يشرف على التدريب مدربون متخصصون من ذوي الخبرة والكفاءة، وهناك متابعة ميدانية من المعنيين في المؤسسة التربوية بالمدينتين لمتابعة التفاصيل اليوميّة المتعلّقة بالدورات، كما أننا نتابع عن كثب الفائدة التي يجنيها المتدربون، والذين أكدوا على كسب معارف ومعلومات مهمّة جداً مع أيام الدورة الأولى، والتي تجاوزت الآن أكثر من خمسة أسابيع على انطلاقتها، والمتوقع انتهاء الدورة بعد مضي ثلاثة أشهر، وستكون هناك متابعة للمتدربين عند مباشرتهم العمل العملي».
وتشير إلى أن اختيار المتدربين تم على أسس معينة أهمها أن يكون من فئة اليافعين، ومن الأسر الفقيرة أو النازحة، وأن يكون معيلاً أو مساعداً للعائلة، والأولوية أيضاً للأسر النازحة.
جدير الذكر أن الدورة تنجز بالشراكة والتعاون بين مديرية التربية والمجلس النرويجي NRC، وقد زارت "مدوّنة وطن" الدورات بتاريخ 10 كانون الثاني 2022 وأجرت اللقاءات السابقة.