لم تكد سنوات عمرها تتخطى عشر سنوات حتى تمكنت الطفلة "جود عبد الكريم رميض"، من قراءة عشرات الكتب المنوّعة، لتسطّر اسمها بالكثير من الإبداع والتميز، ما أهلها لخوض غمار المشاركة في مسابقة تحدّي القراءة، فدوّنت اسم محافظتها بتحقيق الإنجاز الأدبي والفكري، باعتبارها أصغر مشاركة من "الحسكة".
تحدي كبير
لم تتجاوز "جود رميض" سن العاشرة بعد، ومع ذلك حققت لها ولمدرستها ولمحافظتها ترتيباً وتتويجاً مهماً في مشاركة أدبية على مستوى الوطن العربي، تقول عن تلك المسابقة وذلك النجاح الاستثناء: «شاركت في الأشهر الماضية في مسابقة تحدي القراءة بنسختها السابقة وعمري عشر سنوات، كأصغر مشاركة في محافظة "الحسكة".. لديّ حب كبير للعلم والدراسة، لذلك منذ الصف الأول أنا متفوقة والأولى على مدرستي وشعبتي الصفية».
سعادتي كبيرة بهذا التمثيل لمحافظتي وبلدي، وسعدُت أكثر عندما وجدت نفسي مُكرمة من إدارة مدرستي ومن مديرية تربية "الحسكة"
وتضيف: «بالنسبة لمسابقة تحدي القراءة التي تنظمها "دولة الإمارات العربية"، وفور وصول شروط وتفاصيل المسابقة إلى مدرستي "نور المعرفة" في مدينة "القامشلي"، وجدتُ دعماً وتشجيعاً من والديّ ومدرسيّ، كل من حولي حفزني ونصحني برفع سقف التحدي، فانطلقتُ بخطوات ثابتة، وتنظيم مثالي للوقت، موزع بين واجباتي المدرسية وقراءة الكتب، وخصصت وقتاً للقراءة لا يقل عن أربع ساعات يومياً، حتى تمكنت من قراءة ستين كتاباً، قبيل موعد الاختبارات الخاصة بالمسابقة، تلك الكتب كانت منوعة تشمل قصص الأطفال والكتب العلمية والأدبية وغيرها».
مسيرة التحدي
امتلكتُ "جود" ثقة كبيرة، وتفاؤلاً بتجاوز جميع اللجان والمراحل، التي بدأت على مستوى المنطقة "القامشلي"، ثم المحافظة، وبعدها على مستوى القطر، كانت في نهايتها بين العشر الأوائل على مستوى القطر، ومرشحة للتكريم في الدولة المُنظّمة.
وتتابع حديثها: «سعادتي كبيرة بهذا التمثيل لمحافظتي وبلدي، وسعدُت أكثر عندما وجدت نفسي مُكرمة من إدارة مدرستي ومن مديرية تربية "الحسكة"».
"جود" تشجع كافة الطلاب للقراءة، كونها تنمّي المهارات وتفتح مدارك العقل وتحمل على المثابرة والإصرار ، حسب وصفها، مؤكدة مواظبتها للقراءة حتّى تاريخه، واليوم بين يديها كتاب: (المفاتيح العشرة للنجاح).
تعدّ "جود" نموذجاً طيباً في مدرستها، بل هي قدوة ومثالاً للجد والتفوق، لديها مزايا وصفات جيدة، حتّى أن كثيرين ممن عاصرها يعتبرها أكبر من سنوات عمرها، بهذه الكلمات وصفها التربوي "حمود عواد المحمّد"، وهو مدير مدرسة "نور المعرفة" الذي يبيّن تفاصيل أخرى عن "جود" ويقول: «منذ اليوم الأول لها في المدرسة، لفتت انتباهنا، هدفها الأول النجاح بتفوق، دائماً تسعى للتميز، جميع المعلمين في المدرسة يشيدون بها، كل حديثها خلال الدوام الدراسي باللغة العربية الفصحى، تجيد ذلك بطلاقة».
ويضيف: «خلال إعلان مسابقة تحدي القراءة، كان واضحاً شغفها وحماسها، وتوقعنا نجاحها وتخطيها للكثير من المراحل، تنتمي لأسرة محبة للعلم والثقافة، والدها دكتورة في قسم اللغة العربية بجامعة "الفرات"، نسقنا مع أسرتها، بحيث نقدم لها كل أشكال الدعم المعنوي، وتحقق النجاح والتأهل، كان لها ما أرادت، وباتت من بين أهم عشرة طلاب على مستوى القطر في مسابقة تحدي القراءة».
حول المسابقة
تشير الأرقام إلى ارتفاع عدد المشاركين في مسابقة تحدي القراءة عن الموسم السابق على مستوى محافظة "الحسكة"، وهي خطوة يعتبرها
مُنسق مسابقة تحدي القراءة في "الحسكة"، "عباس الذيبو"، مهمّة وضرورة والموسم الحالي سيكون العدد أكبر، خاصة وأن "جود" منحت الثقة للكثير من طلاب وتلاميذ المحافظة حسب كلام "الذيبو".
يتحدث "الذيبو" عن تجربة ونجاح أصغر مشاركة عن المحافظة: «شاركت "الحسكة" بدءاً من الموسم السادس في مسابقة تحدي القراءة، ورغم كل الصعوبات والتحديات فقد شارك المتسابقون في الموسم السادس والموسم السابع للعام 2023، ووصل العدد هذا العام إلى 154 متسابقاً على مستوى "الحسكة" متجاوزاً رقم الموسم السادس، و"جود" برز تميزها وقدرتها العالية في القراءة، ذكية جداً، وتسلحت بالثقة والجرأة في جميع مراحل الاختبارات، تفوقت على مستوى المنطقة، وعلى مستوى المحافظة كانت بين أربع متأهلات وصلن إلى مستوى القطر، ستشارك في حفل تكريم "الإمارات" نهاية الشهر الجاري، يعتبر ذلك إنجازاً لمحافظة "الحسكة"، ولمديرية التربية، التي تابعت كافة مراحل الاختبارات وشجعت المتأهلين ووفرت كل أشكال الدعم، ولاقت "جود التكريم اللائق عند تتويجها على مستوى القطر».
قدّم "الذيبو" تفاصيل أخرى عن المسابقة بقوله: «الأعمار المسموحة بالمسابقة من الصف الأول حتّى الثالث الثانوي، يطلب من كل مُشارك قراءة خمسين كتاباً منوعاً، والمتسابق يلخص كل كتاب بصفحة واحدة، طبعاً الكتاب الواحد يُحدّد بصفحات مُعيّنة حسب الفئة العمرية، بناء على تلك الكتب والتلخيصات تتم الأسئلة من اللجان المختصة».