بدأت مسيرة فريق كرة الطائرة للرجال في نادي "سلمية" منذ كانت كرة الطائرة لعبة شعبية وقبل تأسيس النادي عام 1957، وظل الفريق محافظاً على الترتيب الثالث والثاني أحياناً، ولكن مع إصرار الفريق والتدريب المستمر والتحفيز من الإدارة الجديدة منذ خمس سنوات مضت، نال الدرجة الأولى وفاز بكاس الدوري لعام 2023 رغم قلة الإمكانات وصعوبة الظروف.
واقع الحال
يستعرض "محمد شقرة" عضو إداري في نادي "سلمية" والمشرف على كرة الطائرة، مسيرة اللعبة في النادي منذ تأسيسه وصولاً إلى تحقيقه للبطولات ويقول: "كرة الطائرة لعبة شعبية في "سلمية" قبل تأسيس ناديها عام 1957، وبالرغم من عدم وجود صالة رياضية للتدريب، جرى الاعتماد على التدريب في "صالة ناصح علوان" بـ"حماة" في أوقات عدم انشغالها، وذلك بالتعاون مع اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي وإدارة الصالة، وذلك في ظل نقص في التجهيزات متل الكرات والشباك وأحذية اللاعبين وحتى اللباس الرياضي، وأيضاً عدم القدرة على التمرين ليلاً لانعدام الإنارة بسبب كلفة إصلاح منظومة الطاقة الشمسية في النادي، وخروج الصالة الحديثة عن الخدمة".
ويشير" شقرة" إلى أنه ورغم كل هذه الظروف حقق فريق كرة الطائرة للفئات العمرية الكثير من بطولات الدوري، كمركز أول (ناشئين، شباب، ناشئات)، فيما حافظ فريق الرجال على الترتيب الثالث حتى عام 2023 حيث نال كأس الدوري.
حكاية التحدي
ويضيف "شقرة": "الإصرار على المتابعة والتمرين والثقة بتحقيق اللقب، ودعم الإدارة منذ عام 2019 بمنح اللاعبين مكافأة شهرية رمزية كتعويض عن الظروف المادية، كلها عوامل ساعدت على تحقيق الهدف، رغم خسارة بعض اللاعبين المؤثرين والأساسيين بدواغي السفر أو تلبية لخدمة العلم، ومنهم "محمد الحموي"، و"ضياء خدوج"، و"كريم الحموي"، في وقت آثر البعض الحضور ومنهم "أحمد القطريب" الذي حضر من "العراق" على حسابه الشخصي لمشاركة الفريق بالدوري، فكان الفريق كأسرة منسجمة والكادر الإداري داعماً له، وخلال أربع سنوات مضت تسلم المدرب "خلدون أدريس" الفريق، وكان مثالاً للتفاني والاستمرارية ومنح الوقت الكافي مع الدعم المادي للاعبين وتحفيزيهم، ومواكبته لتطورات وتحديثات هذه اللعبة عالمياً، إلى أن بدأ التحسن يظهر بالنتائج، ففي 2021 حققنا المركز الثاني، وفي عام 2022 المركز الثالث، وفي العام الحالي حققنا بطولة الدوري، وهذا يدل على المنافسة والإصرار على الفوز بالرغم من كل الظروف".
قطف الثمر
وعن مشواره مع الفريق يقول الكابتن "محمد غندور"، مدرب بنادي "سلمية"، وحكم عامل درجة أولى، مرشح للشارة الدولية: "نشأت في عائلة رياضية ككل العائلات الهاوية لكرة الطائرة في هذه المدينة، فانتسبت بعمر 11 عاماً لنادي "سلمية" وتدرجت في فئاته، وكانت البداية بإشراف المدرب "جلال الحموي" صانع اللاعبين والأبطال، والذي له الفضل الكبير في بناء أجيال متعاقبة لنادي "سلمية"، ترفعت للعب بفئة الناشئين، وأشرف على تدريبي المدرب "أحمد خدوج" لعدة سنوات، وبعد أول مشاركة رسمية في دوري الناشئين شاركت بالمنتخب السوري لثلاث سنوات متتالية، وحققنا المركز الثاني في البطولة العربية للناشئين، وصقلت مهاراتي على يد المدرب "كريم اليازجي".
ويضيف: "لظروف خاصة ابتعدت مرغماً عن ممارسة النشاط الرياضي، وعدت في 2019 وكان للمدرب "خلدون إدريس" دور كبير في عودتي وتطوير مستواي البدني والفني، فشاركت وتدرجت بفئات النادي ومثلته مع عدد من اللاعبين الأكبر مني سناً، عندما شاركت بفئة الرجال بتوجيه من المدرب "كريم اليازجي"، فاخترت اللعب كصانع ألعاب في بداياتي، وكان اختياري موفقاً فقد سمح لي أن أتميز بين أبناء جيلي، وأن أمثل المنتخب الوطني في ذلك الوقت".
ويرى الكابتن" غندور" أن إحراز بطولة الدوري للرجال هذا العام لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتاج تعب وجهد كبيرين على مدى خمسة أعوام، واجه الفريق خلالها العديد من الصعوبات، و"أهدي هذا الفوز لروح صديقي اللاعب "إسماعيل الحموي" الذي غيبه الموت عنا في العام الفائت".
نحو البطولة
بدوره رئيس نادي "سلمية" "صفوان سيفو" أعرب عن اعتزازه بهذا الإنجاز وأضاف: "هذا الإنجاز التاريخي بفوز رجال فريق كرة الطائرة لأول مرة بتاريخ نادي "سلمية" الرياضي، هو نتيجة لتعب وجهد مشترك بين الإدارة والكادر التدريبي والإداري واللاعبين وذويهم، وفي مقدمة الإنجاز مدرب كفؤ ولاعبون رائعون".
فيما يقول الحكم الدولي بكرة الطائرة "حسان الحموي": " كانت المنافسة قوية هذا الموسم، فقد فاز فريق "سلمية" على "الشرطة" 3 مقابل صفر بمجموعته، وفي نصف النهائي فاز على "السودة" 3 مقابل صفر، ولعب مع "القطيفة" وفاز 3 مقابل 2 ، وخلال التجمع النهائي وبخمسة أيام وبجهد وتعب، تميز الفريقان اللذان وصلا النهائي بأعمار (20و22) عاماً، وهناك دعوة لفريق كرة الطائرة لنادي "سلمية" للمشاركة في بطولة غرب "آسيا"، أو بطولة أندية العرب في شباط القادم، وننتظر دعم شركات تجارية والقيادة الرياضية لدعم الفريق لأنها مكلفة مادياَ. .
تبقى الإشارة إلى أن الفريق الفائز تشكل من المدرب "خلدون إدريس" واللاعبين "محمد غندور" كابتن الفريق "أحمد القطريب " "حسن المحمود" "يحيى الحصري" "عروة السقا" "زين العابدين عبيدو" "أغيد هرموش" "علي رزوق" " نوار عياش" "وجد عياش" "حسين عماد الماغوط" "حسن الحموي" "زين العابدين حمودي".