كغيرها من المحافظات تعتبر "إدلب" المحافظة الأكثر غنى بتراثها العريق الذي مازال قسم كبير منه موجود وبكثرة في القرى والبلدات "الإدلبية" ومن هذا التراث الأكلات الشعبية التي كانت منتشرة في خمسينيات القرن الماضي ومنها مازال موجود ومنها ما مر عليه الزمن.
التقى موقع مدونة وطن الحاجة"عيوش حميدوش" إحدى المعمرات في قرية "سرجة" والتي يزيد عمرها عن "المائة وخمسة أعوام لتحدثنا عن أهم الأكلات الشعبية التي كانت منتشرة في بداية حياتها وماذا بقي منها حيث بدأت الحديث قائلة: «لقد كانت معظم الأكلات الشعبية المنتشرة عندنا تعتمد على منتجاتنا الزراعية وكان لكل أكلة طقوس وأوقات محددة لصناعتها ومن أهم هذه الأكلات "الحريرة" وهي عبارة عن "دقيق القمح" يضاف له "السكر" و"السمن العربي" و"الخبز" ويغلى على النار مع التحريك حتى يتماسك مع بعضه بشكل جيد وكانت هذه الأكلة هي المعتمدة في طعام الفطور فلا يمكن أن يخلوا بيت منها في الفطور.
لكنه مع مرور الزمن ووجود مأكولات أخرى يتناولها الناس على الفطور فقد انقرضت هذه الأكلة وبشكل نهائي
وتضيف من الأكلات الأخرى "المنسف" وهي من الأكلات المهمة في الريف وهذه الأكلة تتألف من خبز التنور مضاف له "الرز" و"الفريك" أو"البرغل" وتعلوه قطع اللحم ويوضع رأس الذبيحة في منتصف المنسف ويجتمع عليه أكثر من عشرة أشخاص وهذه الأكلة مازالت معتمدة حتى الوقت الحاضر فهي الطعام الرئيسي للأعراس والعزائم وأيضا "الشيش برك" و"السمبوسك" وهذه الأكلة مؤلفة من قسمين الأول "الشيش برك" والثاني "السمبوسك" وهي متعلقة بشهر "رمضان" حيث تكون أكلة وداع "رمضان" فيقوم معظم الناس بتحضيرها في العشر الأخير ويتم توزيع قسم منها على الجيران والأقارب وهي عبارة عن عجين يقطع إلى قطع ويحشى داخله بـ"اللحم" و"البصل" المفروم ويطبخ على النار مع إضافة "الرز" و"اللبن" له أما "السمبوسك" فتقلى قطعه بزيت الزيتون ومازالت هذه الأكلة منتشرة وبكثرة حتى الوقت الحاضر حتى أن العائلة التي لا تقوم بتحضيرها في شهر رمضان تعتبر مقصرة في حقه.
وتتابع القول: هناك الأكلة الأكثر شهرة هي "الكبة النية" التي أهم ما يميزها الفليفلة الحارة التي تضاف لها وهذا من خصوصيات المجتمع في الريف الإدلبي
كما التقينا الحاجة "نورية الحمود" لتحدثنا عن جانب آخر من الأكلات الشعبية والتي تقول: في المنطقة الشمالية من المحافظة هناك أكلات شعبية تختلف عن مناطق أخرى ومن أهمها أكلة "النشأ" التي تستخدم في الأعياد والمناسبات وتحضر من مكونات بسيطة قوامها القمح المجروش والسكر والماء.
,من الأكلات الأخرى تضيف: «"الحلاوة المحمصة" مكوناتها "طحين" القمح البلدي و"السميد" و"السمسم" و"الماء" و"المكسرات" حيث تحمَّص المكونات السابقة ويضاف إليها "القَطْر" ثم تُمد في الإناء وتترك حتى تبرد فتكون جاهزة للأكل وهذه الأكلة من أهم الأكلات التي تقدم للضيوف واستبدلت حالياً بأنواع أخرى من الحلويات.
"كما نذكر "السليقة" وهي عبارة عن قمح يوضع في وعاء كبير ويسلق بالماء لتأمين مونه الشتاء من "البرغل" وهي من الأكلات الأكثر شعبية حيث كان يجتمع حول الإناء الكبير الذي يسمى "الحلة" جميع أبناء "القرية" لتناول القمح المسلوق قبل تجفيفه الذي قد يضاف له قليلا من السكر حتى يعطيه طعما محببا.