سميت حمص على اسمه، مدينة ابن الوليد التي تحتضن رفاته، له فضل كبير في فتوحات مكة والعراق والشام.
إنه الصحابي الجليل الملقب بسيف الله خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أبو سليمان، كان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وكان والده الوليد بن المغيرة سيدا في بني مخزوم ومن سادات قريش واسع الثراء ورفيع النسب والمكانة.
ولد خالد بن الوليد (ر) في مكة سنة 584/39 قبل الهجرة، وتوفي في سنة 21 بعدها، تعلم الفروسية منذ صغره مبدياً فيها براعة مميزة، جعلته يصبح أحد قادة فرسان قريش. مال إلى الإسلام وأسلم قبل فتح مكة بستة أشهر، فشارك في أول غزواته مع المسلمين في غزوة مؤتة ضد الغساسنة والروم، وظهر نبوغه العسكري في هذه الغزوة حينما رجع بالجيش سالما إلى المدينة المنورة وفي هذه الغزوة سماه الرسول (ص) سيف الله ولقد أمره الرسول على أحد الكتائب الإسلامية التي تحركت لفتح مكة.ولخالد الأثر المشهور في قتال الفرس والروم، وكان في قلنسوته التي يقاتل بها شعر من شعر رسول الله (ص) يستنصره به وببركته، فلا يزال منصوراً. وأشهر فتوحاته كانت للبصرى واليرموك والبقاع وبعلبك وحمص وقنسرين.أرسله الخليفة أبو بكر الصديق لنجدة جيوش المسلمين في الشام بعد أن ثبت خالد بن الوليد أقدامه في العراق.
وحين وصل إلى الشام ومعه تسعة آلاف وجد هناك جيوشا متعددة عند اليرموك واقترح أن تجمع الجيوش في جيش واحد فأختاره القواد ليأمر الجيش فقام بتنظيمه وإعادة توزيعه قبل معركة اليرموك. وكان النصر تحت قيادة خالد بن الوليد.
توفي خالد بن الوليد في حمص، ودفن فيها، في الجامع المعروف باسمه اليوم في مدينة حمص التي كان قد ولي عليها بعد فتح الشام، وقيل إنه لم يورث أحد من أبناءه لأنهم ماتوا قبله.وقد شهد خالد بن الوليد (ر) حوالى مائة معركة بعد إسلامه، وله قول مشهور حين كان على فراش الموت نُقش على نصب تذكاري له أمام المسجد:
((ما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء)).