إنها سفينة الفينيق التي نسمع عنها في الحكايا والأساطير القديمة، واليوم أصبحت هذه السفينة حقيقة يمكن مشاهدتها فهي تبنى الآن في جزيرة أرواد.
eTrtus زارت الجزيرة وموقع العمل والتقت السيد (علي نجم) رئيس بلدية أرواد والذي قال: "العمل على هذه السفينة جاء نتيجة وساطة سورية مع أحد البريطانيين الذين رغبوا بتصنيع سفينة فينيقية وقد اختاروا صناع المراكب في أرواد لصناعتها، لما هو معروف عن مهارتهم في صناعة السفن حيث لا يضاهيهم أي إنسان في العالم بهذه الصناعة التي تربوا عليها، وتوارثوها عن أجدادهم منذ أقدم العصور، ولأن أرواد أيضاً كانت مملكة فينيقية.
هذه السفينة عبارة عن رسالة ثقافية حضارية إنسانية تحمل المحبة والسلام إلى شعوب الأرض كافة، والأمة التي ليس لها ثقافة وتراث غير جديرة بأن تبقى، فالتراث هو هوية الأمة وما أجمل أن تكون هوية الأمة كالهوية السورية التي تعتبر بحق مهد الحضارات، وتابع السيد (نجم) حديثه: السفينة الفينيقية هي رمز بلدية أرواد ومحافظة طرطوس.
كذلك التقينا السيد (أيوب إبراهيم) عضو المكتب التنفيذي في المحافظة والمختص بقطاع السياحة والآثار حيث قال: "إن بناء هذه السفينة يمثل إحياءً للحضارات القديمة التي سكنت طرطوس وكلنا يعرف أن ما يميز أرواد عن غيرها هو علاقتها مع البحر حيث تآلف الناس مع البحر ليصبح مصدر لرزقهم ومعيشتهم، وقوة يسخرونها للدفاع عن مملكتهم قديماً، والسفينة الفينيقية هذه هي صورة عن السفن القديمة وتعتبر في مضمونها المعنوي نموذجاً للسياحة الثقافية وترويج لها لما تملكه من قيم فهي رسالة محبة وسلام من سورية أرض المملكة الفينيقية إلى جميع أنحاء العالم، وإذا أردنا أن نتكلم بشكل مفصل عن صنع هذه السفينة فهي صنعت من خشب الجوز والصنوبر اللذان يتميزان بمتانتهما وقدرتهما على البقاء ضمن أعتى الظروف، وأيضاً لأننا أحببنا أن نجعلها نموذجاً فينيقياً بنسبة (100%) ولم ندخر جهداً أو مالاً في سبيل ذلك، وطريقة تثبيت ألواح السفينة ببعضها البعض كانت عبر مسامير خشبية مصنعة يدوياً ولا تستعمل المسامير الحديدية لأنه في ذاك الوقت لم يكن لها وجود، وأيضاً لم يكن لهذه السفينة أي محركات وإنما ستعتمد في إبحارها على الشراع والمجداف اليدوي فقط .
وتابع (إبراهيم) حديثه قائلاً: "إن مدة العقد لصنع هذه السفينة هي (18) شهراً ونحن الآن أنجزنا تقريباً كل العمل بستة أشهر وسوف ننتهي من صناعتها بعد شهرين أي لم نستهلك من المدة سوى ثمانية أشهر وهذا يدل على الحرفية العالية التي يتميز بها أهل أرواد، وحين الانتهاء من البناء ستقوم هذه السفينة برحلة عبر إفريقيا، ومرفأ جدة، ودار السلام، وقناة السويس، أي ستتبع نفس الطريق الذي اتبعته السفينة الفينيقية قبل /600سنة/ ق.م لتعود عبر مضيق جبل طارق وتزور اسبانيا ودول حوض البحر المتوسط، ثم تأتي إلى أرواد حيث سنحتفل بها ضمن مهرجان دمشق الثقافي، وستكون هذه السفينة إحدى فعاليات احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية، ومن ثم ستعاود رحلتها إلى بريطانيا لتستقر هناك في المتحف البحري البريطاني، وما أروع أن تنتشر الصناعات وبقايا الحضارات السورية في أصقاع العالم .