نجحت تجربة صناعة نموذج طائرة (Extra 300s) وطيرانها في سماء جامعة حلب، التي قام بها الطالبان "سفير سليم" و"جورج جبران" من قسم هندسة الطيران بجامعة حلب, وكانت بإشراف الأستاذ الدكتور"عمر سواس", وقد أهدوا هذا العمل لسيادة الرئيس "بشار الأسد" راعي العلم والعلماء.

وهذه الطائرة أحد مشاريع تخرج قسم الطيران بكلية الهندسة الميكانيكية هذا العام الذي عمل الدكتور "عمر سواس" على تنميته عبر طلابه بإقامة مشروع تصميم وتصنيع نماذج مصغرة لطائرات حقيقية, أسفر حتى الآن عن ثلاث نماذج لطائرة تدريب وطائرة شراعية وطائرة ألعاب بهلوانية طارت جميعها بنجاح خلال الأعوام الثلاث المنصرمة، فهذه التجربة هي الثالثة من نوعها لهذا القسم، حيث قدّم طلاب القسم عام (2006) مشروع المظلة الطائرة (Powerchute)، وعام (2007) مشروع تحليق طائرة نموذج (Cessna (182، وتكللت المشاريع الثلاثة بالنجاح, وكان آخرها هذه الطائرة التي نتحدث عنها اليوم وهي: (Extra300 s) التي تمكنت من الطيران في سماء جامعة حلب لمدة (8) دقائق أمام جمع غفير من طلبة جامعة حلب وأساتذتها وبعض المتخصصين في مجال الطيران, وقد جرى التحكم بهذه الطائرة لاسلكياً أثناء الطيران.

وقد أجرت الطائرة حركات استعراضية بهلوانية خلال مدة طيرانها وسط دهشة الحاضرين وفرحتهم بنجاح هذه التجربة، وبدأ التصفيق وتبادل التهاني والتبريكات, وقد استمرت صناعة هذه الطائرة سبعة أشهر متواصلة من إعداد مخططات على الكومبيوتر وتصميمها على برامج رسم ثلاثية البعد solidworks ثم القص بالليزر، وتجميع يدوي وفني بعد ذلك تركيب وسائل التحكم والمحرك, تلتها عملية التجريب الأولى للطيران التي تكللت بنجاح كما حدثنا الدكتور "عمر سواس", وأضاف: "هذه المشاريع تأتي خطوة أولى في طريق إنجازات طائرات بالحجم الحقيقي للاستعمالات المدنية, وهو مرتبط بمقدار الدعم الذي ستوفره الجهات المعنية لهذا الموضوع".

وقد قال مهندس الطيران "سعد بارود" المشرف على موقع مهندسي الطيران العرب بعد حضور المشروع: "قارنّا هذه الطائرة بطائرة أخرى مشابهة لها مستوردة من الخارج قمنا بعروض لها قبيل عرض المشروع، غير أن طائرة الطالبين تفوقت عليها من ناحية الأداء حيث قدمت استقراراً أوسع واستطاعت إنجاز كل المناورات المعقدة مثل الحلقة المغلقة (Full loop)، والطيران المقلوب ( Inrested flight)، والطيران البطيء والمنخفض (Low and slow)، والانقضاض المفاجئ (Pull-up)، وصولاً للهبوط الناجح".

وقد صرح الدكتور "عمر سواس" لموقع eAleppo: " نحن نشعل شمعة, وأنا متفائل بشبابنا وإمكانياتنا العلمية, فنجاح هذا المشروع هو نتاج جهود سابقة وخبرة تراكمية استمرت سنوات أربع لنفس الموضوع, فعلوم الطيران ليست حكراً على صنف من البشر, فعندنا الأهلية العالمية والمقدرة لذلك, فعالم الطيران عالم واسع, وفي كل يوم هناك جديد فيه مثلاً هناك طائرة ستعمل بالطاقة الشمسية وهذا الكلام يجري الإعداد له حالياً، وغالباً ما يتبادر إلى ذهن الناس عند سماعهم بوجود هذا القسم بجامعة حلب تساؤل عن مدى حاجة بلدنا لمهندسي طيران وماهية وطبيعة الدراسة فيه, والحقيقة أنه يتم إعداد الطلاب بالقسم لتصميم الطائرات علماً أن هذه العملية متعددة الجانب وتشمل التصميم الحركي والإنشائي، بالإضافة إلى تصميم محركات الدفع ومنظومات التحكم. والمناهج النظرية التي ندرسها لطلابنا قريبة من المناهج المعتمدة دولياً، أما عن حاجة بلدنا إلى مهندسين طيران فأني أقر بأن الدخول إلى عالم صناعة الطيران بالشكل الذي يتبادر إلى أذهانهم (تصنيع طائرات ركاب كبيرة) يحتم تضافر جهود أغلب الدول العربية، ولكن من الممكن لخريجينا أن يلبوا حاجة المجتمع من أشياء أقل تعقيدا كطائرات التدريب الصغيرة أو طائرات الرش الزراعي أو المظلات أو حتى مراوح توليد طاقة الرياح، علماً أن جميع هذه المشاريع القومية تتطلب من قراراً سياسياً وتخطيطياً وتضافراً للجهود".

كما التقينا الطالب "جورج جبران" فحدثنا عن هذه التجربة: "أنا من عائلة تحب العلم واختياري لهذا المشروع جاء إثباتاً لذاتي وأنني أستطيع فعل شيء لبلدي التي ربتني, ورغم صعوبة هذا العمل إلا أنني وجدت فيه متعة وحماسة وتفاؤلاً زرعت في نفسي حب خوض هذا المجال المعقد, وقد عرضنا اليوم لطائرة نموذج (Extra 300s)، ونجاح العرض أثبت من جديد قدرة طلاب قسم الطيران وخبراتهم العلمية، ونرجو من المسؤولين المساهمة بإنجاز مخبر متكامل للطيران بالكلية يسهم بتحقيق مثل هذا المشاريع وبتطوير القسم ليصل إلى مستويات عالمية".

كما حدثنا الطالب "سفير سليم" قائلا: " كنت نهوى الطيران منذ الصغر, وحينما سنحت الفرصة دخلت الجامعة لدراسة الطيران, ووجدت مناخا علميا مشجعا من قبل الأساتذة وخاصة الدكتور "عمر سواس" الذي شجعني على توسيع طموحاتي حتى وصلت إلى مشروع صنع هذه الطائرة مع زميلي "جورج", وقد اعددنا هذا المشروع خدمة للبلد, ومهمتنا كمهندسي طيران تتوقف عند تحضير الطائرة للإقلاع، فنحن نصنع الطائرة ونصممها فقط ولا نقودها, بينما هناك نواد عالمية تمنح إجازات دولية تسمح بقيادة مثل هذا النوع من الطائرات، وأشكر الطيارين "مالك خليل" و"عبدو مقصود" على تطوعهما للمشاركة بقيادة الطائرة وإجراء الطيران الاختباري".

ونشير إلى أن الطالبين "سفير"و "جورج" يتمتعان بمواهب فنية, "فسفير" يهتم بالعزف على آلة الكمان, و"جورج" يهتم بالرسم, فهل ساعدت هذه الموهبة الفنية في إنجاح هذا المشروع؟