"حي الخضر" منطقة تحتل مكانة دينية كبيرة في مدينة "جرمانا"، وهي من أقدم أحياء المدينة، يشهد هذا الحي حالياً ظاهرة من أجمل الظواهر التي انتشرت في مدينة "دمشق" مؤخراً وهي رصف الحي وتحجيره بأحجار دمشقية قديمة.
موقع "eSyria" خلال جولته في الحي التقى مع أصحاب المحلات المجاورة والسكان الذين تطرقوا بدورهم إلى أمور كثيرة تخص هذه البادرة التي قامت بها بلدية "جرمانا"، بداية جولتنا كانت مع السيد "فهد طلال" صاحب محل "أوزون" في حي "الخضر": «عملية رصف الحي بحجارة سوداء قديمة لها رونقها الحضاري والتراثي الكبير، ومدينة "جرمانا" من المدن والمناطق القليلة التي تشهد ظاهرة كهذه في حي من أحيائها، ولكن كان من المفترض أن تتم هذه العملية بسرعة كبيرة وبتخطيط أكبر وأدق، حيث صادف هذا المشروع أيام عيد الأضحى المبارك هذا العيد الذي يحتفل به جميع القاطنين في الحي، بالإضافة أنها منطقة تجارية وسوق كبير يعتمد عليه أصحاب المحلات في مواسم الأعياد، فهذا المشروع الذي له أبعاد تراثية راقية عرقل النشاط التجاري لدينا، ودفعنا لأن نخسر مبالغ كبيرة في فترة العيد نتيجة عدم وصول المواطنين إلينا لشراء حاجياتهم».
لمن الجميل أن يكون هناك اهتمام بالأحياء الدمشقية القديمة من ناحية الخدمات والمظاهر التراثية للشوارع، فحي "الخضر" من الأماكن الدينية المعروفة في مدينة "جرمانا" وهو سوق تجاري كبير يقصده الكثيرون من مناطق خارج المدينة، فرصف الأحجار بطريقة كهذه خطوة جديرة بالذكر، نشكر قيام البلدية بها، ونتمنى أن نشهد في الأيام المقبلة خدمات أكبر وأكثر في مدينتنا
جولتنا استغرقت عدة ساعات بلقاء الأهالي وذوي المحلات التجارية، من أهالي المنطقة التقينا السيدة "مارغريت موسى" فقالت: «لمن الجميل أن يكون هناك اهتمام بالأحياء الدمشقية القديمة من ناحية الخدمات والمظاهر التراثية للشوارع، فحي "الخضر" من الأماكن الدينية المعروفة في مدينة "جرمانا" وهو سوق تجاري كبير يقصده الكثيرون من مناطق خارج المدينة، فرصف الأحجار بطريقة كهذه خطوة جديرة بالذكر، نشكر قيام البلدية بها، ونتمنى أن نشهد في الأيام المقبلة خدمات أكبر وأكثر في مدينتنا».
نوع جديد من الخدمات تقدمها بلدية "جرمانا" من خلال قيامها بتحجير وتبليط ورصف حي "الخضر"، كل هذا أدى إلى آراء كثيرة طرحها علينا أهالي الحي، ومنهم الدكتور "جوزيف كنعان": «بداية موفقة قامت بها بلدية "جرمانا" في تبليط وتحجير حي "الخضر" الذي له أهمية كبيرة بين قاطنيها، ولكن لا أستطيع أن أجزم رأيي إلا بعد فترة زمنية من انتهاء المشروع، وذلك لنلاحظ مدى صدق الجهات المشرفة على هذا المشروع وتعاملها بأمانة في التأمين على البنية التحتية للحي وعدم تسرب المياه وخلق مشاكل فيها في المستقبل، نأمل أن يكون مشروعاً ناجحاً لأنها خطوة تراثية وتاريخية لها مداها الحضاري والاجتماعي الكبيرين، وهنا أود أن أشير إلى أن المشروع تجاوز المدة المحددة له، وعرقل نشاط السوق التجاري في الحي وخاصة في موسم الأعياد».
تأويلات وآراء كثيرة بادرت إلى ساحة النقاش من خلال لقائنا مع أهل الحي، وخلال انتقالنا إلى الأستاذ "برجس حيدر" رئيس مجلس مدينة "جرمانا" حدثنا عن المشروع وأهميته وكلفته وعن كل الأسئلة التي ناقشناها سابقاً بقوله: «حي "الخضر" ذو مكانة خاصة لدى أهالي "جرمانا"؛ فهي البلدة القديمة التي تحتوي مركزاً للعزاء للرجال وللنساء، ومركزاً دينياً فيه مزار للخضر عليه السلام، ولها طبيعة اجتماعية ودينية كبيرة أثرت على اهتمام أهالي المنطقة بها، والهدف من قيامنا بإعادة رصف رصف الشارع، هو أن نواكب التطوير والتحديث ونجعل الحي مظهراً من مظاهر الرقي والحضارة من خلال ما قمنا به، حيث أقر مجلس المدينة إزالة مادة الإسفلت ووضع "حجر اللبوني" على غرار ما حدث في منطقة "الحميدية" و"دمشق القديمة"».
يتابع "حيدر": «خلال مباشرتنا بالمشروع حدثت أمور غير متوقعة في البنية التحتية؛ حيث إنها لم تكن جيدة وقمنا بتغيير الصرف الصحي كاملاً، إضافة إلى تغيير البنية التحتية للهاتف أيضاً، كما عملت مؤسسة المياه بإقامة شبكة جديدة في كل "جرمانا" وشملت هذه الشبكة حي "الخضر"، هكذا أصبحت البنية التحتية جيدة، فتابع المتعهد عمله لإنجاز ما تبقى من المشروع، حالياً نفذ من العمل تقريباً 70%، يجوز أن يتأخر المتعهد وذلك بسبب كثرة الوفيات في هذه المنطقة وخاصة أن موقف العزاء في مكان العمل فنضطر للتوقف عن العمل، سوف نبذل ما بوسعنا لننهي المشروع بأقرب فرصة».
يكمل: «كان من المتوقع الانتهاء من المشروع قبل العيد لكن العقبات التي واجهتنا كالصرف الصحي والمياه وغيرها، وكل هذه الأمور كانت خارج إرادتنا، ونحن بدورنا قسمنا الشارع إلى ثلاثة أقسام الموقف والجهة الشمالية والجهة الجنوبية؛ لم نبدأ بالشارع كاملاً، وإنما بالموقف أولاً ومن ثم الانتقال إلى الأقسام الأخرى لعدم تعسر أمور المواطنين في الحي، سننتهي من المشروع قريباً وسنرى أن الحي تحول إلى أحد الأحياء الدمشقية القديمة التي تحافظ على جمالها البصري والحضاري».