"الهوهوبا" نبات صحراوي معمر بذوره غنية بالزيوت العطرية التي تمثل أكثر من نصف وزنها زيتا، كما يتميز هذا النبات بمقاومته العالية للأمراض والآفات واحتياجه القليل للماء، لذا يعتبر نباتاً مثالياً لزراعته وتكثيره في بادية "الحسكة" للاستفادة من إنتاجه من الزيوت لتحويلها إلى وقود نباتي رخيص ومستديم.

المهندس "علي خلوف" في حديث لموقع eHasakeh تحدث عن أنواع الأشجار الحراجية التي تنمو في محافظة "الحسكة": «بدأ التحريج في محافظة "الحسكة" في أواسط السبعينيات، بمساحات قليلة لا تتجاوز/ 30/هكتار سنوياً، وبعد تشكيل اللجنة العليا للتشجير عام /1977/م، زادت المساحات المحرجة حتى باتت نهاية العام الحالي/37349/ هكتار، وتنوعت الغراس بين /الصنوبر والبطم والكنجوك و الطرفاء والفستق الحلبي....إلخ/، حيث بلغ عدد الغراس لتاريخه/18,421,509/ غرسة، وتبلغ الفائدة الاقتصادية من الأشجار الحراجية /350/ ل.س، إضافة إلى الفوائد البيئية التي لا تخفى على أحد»، ويختم "خلوف": «تتراوح نسبة اليباس بين الغراس الحراجية من 10 – 35%، بسبب قلة الأمطار والعواصف الغبارية والصقيع».

تتراوح نسبة اليباس بين الغراس الحراجية من 10 – 35%، بسبب قلة الأمطار والعواصف الغبارية والصقيع

  • أين "الحسكة" من "الهوهوبا"؟؟
  • ثمار شجرة الهوهوبا

    السيد وزير الزراعة الدكتور "عادل سفر" قد صرح لموقعنا خلال الزيارة التي قام بها مؤخراً إلى محافظة "الحسكة": «إن الوزارة حالياً بصدد إجراء دراسات وأبحاث عن شجرة "الهوهوبا"، ومدى ملائمتها لظروف المنطقة، وفي حال تبين أن الظروف مواتية ستقوم بزراعتها بالتأكيد».

    يقول الدكتور "محسن رضوان" رئيس قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة حلوان بمصر: «إن زيت "الهوهوبا" يعتبر أحد البدائل المستقبلية لزيت البترول، وبديل لبعض الزيوت المستوردة ويستخدم لتزييت المحركات، حيث توجد أربعة أنواع من هذه الزيوت المستخلصة من زيت "الهوهوبا"، مثل زيت الهيدروليك، وزيت محرك لأجهزة نقل الحركة والتشحيم، وزيت مانع الصدأ، وزيت التروس الذي يستخدم لمحركات الديزل والسيارات والطائرات الحربية فائقة السرعة، لأنه لا يتأكسد بسهولة حيث تصل درجة غليان زيت "الهوهوبا" إلي‏398‏ درجة مئوية، تجعله لا يفقد لزوجته بسهولة ويحافظ علي كفاءة المحرك، نتيجة تخلله مسام الحديد

    ويخلو زيت "الهوهوبا" من الأكاسيد الكبريتية، التي تتسبب في تآكل المحركات الأمر الذي يزيد من عمر المحركات، ويمكن أن يستمر الزيت في محرك السيارة لمسافة لا تقل عن‏30.000‏ كم، دون الحاجة للتغيير، ويستخدم كذلك في مجال صناعة الشموع والأحبار والمواد البلاستيكية والمطاط، ويدخل أيضاً في صناعة إطارات السيارات.

    ويستخدم زيت "الهوهوبا" أيضاً في تنقية مياه الصرف المعالجة، وإزالة الأملاح المعدنية والشوائب من الصرف الصناعي السائل، كما تجري دراسات حالية في مصر لإنتاج مادة /السولار/ من "الهوهوبا" لتشغيل السيارات».

    كما نشرت وكالة أنباء – واس عن خبير أردني في الشؤون الزراعية: «دعى الدول العربية إلى التوسع في زراعة أشجار "الهوهوبا"، نظرا لأهميتها الإستراتيجية في التغذية وإنتاج الأدوية والعقاقير الطبية المهمة لحياة الإنسان».

    أستاذ العلوم في جامعة (اليرموك) الأردنية الدكتور "سعيد عساف" يقول: «إن شجره "الهوهوبا" تمثل النفط النباتي القادم نظراً لارتفاع أثمان الزيوت النباتية الناتجة عن هذه الشجرة، والتى يزيد ثمن البرميل الواحد منها عن 2000 دولار، أي أنه أغلى بمقدار ثلاثين ضعفا من سعر برميل النفط الخام».

    * لكل داء دواء!!!

    "يضيف عساف" : «تعتبر "الهوهوبا" خامة دوائية جديدة، وتعد من أهم البدائل الطبيعية للمستحضرات الكيميائية، حيث ثبت أن لها قدرة فائقة علي شفاء العديد من الأمراض، ويدخل زيت "الهوهوبا" في ‏90%‏ من صناعة التجميل، ومن الناحية الطبية، يستخدم كمضاد لأنواع من البكتريا والفطريات، وله قدرة عالية علي النفاذ من خلال الجلد لمعالجة الالتهابات الجلدية‏,‏ والتسلخات واحمرار الجلد، وعلاج حب الشباب ويساعد علي التئام الجروح بسرعة كبيرة‏، كما يساهم في تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم، وهو علاج ناجع في الريجيم وتخفيض الوزن، لاحتوائه على مادة ( السموندسين) التي تفقد الشهية، كما أن هذا النبات أثبت كفاءته في علاج الربو الُشعبي وحساسية الصدر وعلاج قرحة المعدة، وتجري مؤخراً أبحاث في الولايات المتحدة علي استخدام زيت "الهوهوبا" في علاج الأورام الخبيثة ورفع كفاءة جهاز المناعة، والدراسات التي أجريت علي زيت "الهوهوبا" أوضحت أنه قابل للشرب دون سمية، كما أنه مضاد للالتهابات وخافض للحرارة ومسكن ويحمي الكلي والكبد»‏.‏

    * بديل للكوريزون؟؟؟

    ويقول الدكتور" حسين قورة" أستاذ طب الأطفال في جامعة الأزهر: «إن هناك دراسة علمية أجراها فريق بحثي بطب الأزهر، أثبتت فاعلية مرهم مستخلص من بذور نبات "الهوهوبا"‏ في شفاء حالات متعددة من الالتهابات منها عند الأطفال، حيث اختفت التسلخات خلال أربعة أيام، من‏80%‏ من الحالات المصابة في الشهور الأولى من عمر الأطفال، في حين تم شفاء بقية الحالات في مدة أطول‏،‏ وتكثر الإصابة بهذه التسلخات نتيجة تهيج الجلد لملامسته بالبول والبراز لفترة طويلة، ‏ومن خواص مرهم "الهوهوبا" القدرة علي قتل الميكروبات البكتيرية والفطريات كما أنه مضاد للالتهاب.

    ويعد من أفضل وأنجح العلاجات لحب الشباب في جميع مراحله‏، فهو يقضي علي آثار حب الشباب في البشرة‏,‏ والتي نشاهدها علي السطح الخارجي للجلد علي هيئة آثار أو بقع,‏ ومدة العلاج تتراوح من شهر إلي ثلاثة شهور‏،‏ يفضل غسل البشرة جيدا قبل وضع زيت أو كريم "الهوهوبا" ويجب أن يكون الاستخدام بعيدا عن جميع المصادر الحرارية، سواء كانت الشمس أم الغاز أم الفرن حيث تؤثر سلبيا علي العلاج‏، ‏وأفضل استخدام له يكون في المساء‏».

    وأوضحت الدكتورة "غادة غانم الحصري" الأستاذة بمعهد الأبحاث لأمراض العيون في مصر: «إن تأثير الفارماكولجي لزيت "الهوهوبا" علي أمراض العيون، كان له التأثير الأكبر علي جفاف العين في زمن قياسي، وأنه أثناء إجراء هذه الأبحاث تم وضع العديد من الأسئلة في الاعتبار‏:‏ هل هو آمن علي أنسجة العين المختلفة؟ وهل له فاعلية مماثلة للمنتجات الموجودة في الأسوق؟ هل هو سريع المفعول؟‏...‏الخ‏، وبعد عدة تجارب استغرقت‏ ثمانية‏ أسابيع علي بعض الأرانب، كانت هناك نتيجة جيدة وإيجابية‏‏ في تأثير "الهوهوبا" علي أمراض العيون المختلفة، وإن كان العلاج لم يستخدم بعد علي الإنسان، ولكن مازال قيد البحث والتجارب إلا أن النتائج مبشرة».

    الهوهوبا والمرأة؟؟؟

    تضيف "الحصري": «تعد "الهوهوبا" صديقة المرأة الحميمة لكثرة دخولها في صناعة مواد التجميل،و يستعمل زيت الهوهوبا في نضارة البشرة وصناعات التجميل والعلاج الطبيعي، ومنع التجاعيد على الوجه والرقبة. وهناك رغبة كبيرة لاستعمال زيت الهوهوبا الطبيعي في صناعات التجميل، لأنه طبيعي و فعال وبديل صحي للصناعات التجميلية غير الطبيعية، كما أن امتصاص الجلد لهذا الشمع السائل يتم خلال ثواني، بدون ترك أي أثر دهني أو زيتي على الجلد، كما يحتوي على نسبة عالية من فيتامين ي E وحامض الميرستيك، ويفضل على جميع الزيوت النباتية والدهون الحيوانية والمعدنية، في معالجة البشرة والشعر، ويدهن في المساج لتطرية العضلات ومنع آلام المفاصل والحكة والتقرحات الجلدية».

  • استعمالات زيت "الهوهوبا" الطبية...
  • تقول "الحصري": «يستعمل زيت "الهوهوبا" في إزالة التقشب وجفاف البشرة، وفي معالجة التشققات والنشاف والفطريات في القدمين ويمنع القحة خاصة لدى المدخنين، كما يدخل في معالجة الفطريات في جهاز الإناث البولي والتناسلي الخارجي وكذلك في زيادة التمتع الجنسي لدى الجنسين، كما يعالج قرح النوم الجافة عند المسنين والمرضى، ويعالج الإمساك بتليين الجهاز الهضمي لدى كبار السن، وذلك بتناول ملعقة كبيرة من زيت الهوهوبا الطبيعي الخالي من المواد الكيماوية قبل الأكل، مع ملعقة صغيرة من العسل أو حبة شوكولاته، ويدخل الزيت في معالجة القرحة المعدية، وذلك عن طريق تشميعها، وقد استخدمه الهنود الحمر لتصفيف الشعر ومعالجة سقوطه بشكل دائري أو موضعي "الثعلبة"، ويصلح لعلاج السمنة باستبدال زيت "الهوهوبا" الطبيعي لـ 85% من الزيوت المستخدمة في القلي والسلطات والطبخ، لأنه شمع لا يهضم منه إلا القليل إذا تم خلطه مع الزيوت النباتية، ويدخل أخيراً في تغليف الأدوية بإضافته لتشميع الأدوية والفيتامينات، للحصول على حبيبات مغلفة شمعياً يسهل تناولها».