لم تكن أياما عادية أبداً تلك التي عاشها السيد "عيسى وسوف" قبل ثلاثين عاما فقد كانت مصيرية وحاسمة لامتهانه هوايته في تعلم فن تصفيف الشعر في مجتمع يوجهنا بشكل كامل نحو الدراسة والتحصيل العلمي فما كان منه إلا أن تابع دراسته لتكون دراسة منهجية في هذا الفن الذي يمتهنه الكثيرون دون أي دراية بمفرداته.
ويحدثنا المزين "وسوف" عن تلك المرحلة قائلا: «بعد الثانوية وفي عمر الثامنة عشرة حسمت أمري في تعلم فن التزيين وتصفيف الشعر فسافرت إلى "دمشق" وهناك اتبعت دورة لمدة سنة في هذا الفن وتابعت هذه الدورات في "بيروت" وبعد أن تمكنت من هذه المهنة اشتغلت في معهد "زفلت" للتزيين في بيروت لمدة ثلاث سنوات لأعود بعدها إلى "دمشق" وأعمل في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون كمصفف شعر للمذيعات وبعد ذلك عدت إلى "طرطوس" حيث افتتحت فيها صالونا لتصفيف الشعر منذ تسعة عشر عاما».
أحضر حاليا لمهرجان عالمي في تصفيف الشعر وسأقيمه بمشاركات عربية وعالمية هنا في "طرطوس"
مسيرة مهنية عمرها ثلاثون عاما استطاع خلالها المزين "وسوف" أن يشارك في مهرجانات محلية عربية وعالمية حدثنا عنها قائلا: «شاركت بالكثير من مسابقات التزيين والمهرجانات العالمية لهذا الفن فحزت أوسكار الشرق الأوسط في "بيروت" عام "2004" وأوسكار موناكو في "2002" وكنت الأول في مهرجان لتزيين الشعر في "إيطاليا" وحصلت على شهادة تقدير من جمعية روابط البيروتية في لبنان بالإضافة إلى مشاركتي في العديد من المهرجانات والمسابقات في سورية ومصر والأردن».
** «قدمت لي مزيدا من الخبرة والتواصل مع زملاء لي فكنا نتبادل الخبرات ونحتفظ لنفسنا ما يناسب بيئة كل واحد منا ومجتمعه ومتطلبات النساء فيه كما أن تلك المهرجانات ولاسيما العالمية أتاحت لي الحصول على لقب المزين العالمي وهذا حلم من الصعب تحقيقه عند الكثيرين وهذا اللقب أنا معروف فيه على مستوى المحلي والعالمي وأعتقد أنه من أهم إنجازاتي في الحياة».
وشارك المزين "وسوف" في العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية والفيديو كليب لبعض الفنانين العرب وعن هذا يقول: «عملت كمزين لممثلي مسلسل "نهارات الدفلة" ومسلسل "الأيقونة" وفيديو كليب للفنان "ريبر وحيد" وحاليا أنا في طور التحضير لمسلسل بعنوان "السراب"».
** «العمل مع الممثلات صعب قليلا خصوصا في البدايات فأذواقهن صعبة قليلا ويردن شيئا جميلا باهرا على عكس السيدات العاديات اللواتي يردن شيئا بسيطا ومناسبا ولكن المتعة الكبيرة حين تعيشين هذا التحدي وتنجحين به والدليل هو طلبك بالاسم فكم من سيدات "طرطوس" يتباهين بذهابهن إلى دمشق من أجل تسريحة معينة في حين أن سيدات دمشق يأتين لعندي في صالوني بطرطوس والسبب هو شهرتي في هذا المجال ومن أبرز زبوناتي الممثلتان "سحر فوزي" و"فاديا خطاب"».
وبالتأكيد لا يخلو أي عمل من بعض الصعوبات التي لخصها المزين "وسوف" بقوله: «الغيرة المهنية هي العائق الوحيد في هذا العمل عندما تكون مرضية وقد عانيت جدا منها خصوصا في بداية عملي في "طرطوس" حيث باتت صالونات التجميل لا تعد ولا تحصى وأغلبها لم يسع لتطوير نفسه ومهنته فهذه المهنة تحتاج للتحرك السريع ومجارات عالم الموضة الذي يتبدل في كل لحظة ونصيحة مني لكل مصففي الشعر أن يتابعوا صيحات الموضة ولا يلتزموا بخط معين لا يحيدون عنه أبدا كما عند الجميع».
وعن جديده أخبرنا: «أحضر حاليا لمهرجان عالمي في تصفيف الشعر وسأقيمه بمشاركات عربية وعالمية هنا في "طرطوس"».
"لين وسوف" هي ابنته التي عشقت مهنة والدها فكانت منذ الصف الثالث الابتدائي ترافقه في عمله وجولاته لتصبح في الصف السادس مصففة شعر من الدرجة الأولى وتقول: «كانت تجذبني حركات والدي وهو يقص الشعر أحببت أن أتعلم هذا الفن ونجحت وأنا أعمل به باحتراف منذ الصف السادس أي بعمر الثانية عشر عاما حيث كنت أصفف شعر الزبونات وأقوم ببعض التسريحات البسيطة التي علمني إياها والدي والآن أنا خبيرة تجميل بفضله».
وتقول الفنانة "سحر فوزي": «عمل "عيسى" رائع فهو يعطيني اللون والتسريحة التي تناسبني بطريقة رائعة وغالبا ما آتي إلى "طرطوس" بغرض السياحة وزيارة صالونه لأنه الوحيد الذي فهم شخصيتي وأعطاني ما أريد».