يرقد منذ العام "1988" في المتحف الوطني بـ "طرطوس" تمثال الإله "بعل" الذي عثر عليه المواطن "علي ابراهيم حسون" من أهالي منطقة "القدموس" عندما كان يقوم بتسوية أرضه الزراعية المجاورة لموقع "القضبون" الأثري الذي استمرت عمليات الكشف الأثري فيه منذ ذلك الوقت.
ويقول السيد "علي حسون" الذي يعمل حالياً موظفاً في مشفى "القدموس" الوطني خلال لقائنا معه في موقع "القضبون": «خلال قيامي بعمليات الحراثة في أرضي عثرت على تمثال قدرت وزنه بحوالي طن فاخبرت عنه دائرة آثار "طرطوس" التي عملت على نقله إلى المتحف وصرف مكافأة مالية لي إضافة إلى تعيين زوجتي بصفة حارسة على الموقع تشجيعاً من المديرية العامة للآثار والمتاحف لكل مواطن لأن يعمل على الحفاظ وحماية المواقع الأثرية والإبلاغ عن أي مكتشفات قد يعثر عليها».
يقع جبل "القضبون" إلى الشرق من منطقة "القدموس" وعلى بعد حوالي عشرة كيلومترات منها ويعتبر من أكثر المناطق ارتفاعا في محافظة "طرطوس" حيث يبلغ ارتفاعه حوالي "1194" مترا عن سطح البحر وفيه عثر على تمثال الإله بعل إله الرعد والبرق والمطر والعواصف والخصب
كما دعت السيدة "خدوج سليم" زوجة السيد "علي" كل مواطن يعثر على شيء مماثل وذي قيمة وطنية وتراثية وتاريخية هامة لأن يسلمه إلى الدولة التي حفظت لها حقها وعينتها حارسة على الموقع، معبرة عن اهتمامها ورعايتها للموقع الذي تكسب منه رزقها.
وللتعرف إلى الموقع من الناحية التاريخية زرنا المهندس "مروان حسن" رئيس دائرة آثار "طرطوس" الذي قال: «يقع جبل "القضبون" إلى الشرق من منطقة "القدموس" وعلى بعد حوالي عشرة كيلومترات منها ويعتبر من أكثر المناطق ارتفاعا في محافظة "طرطوس" حيث يبلغ ارتفاعه حوالي "1194" مترا عن سطح البحر وفيه عثر على تمثال الإله بعل إله الرعد والبرق والمطر والعواصف والخصب».
ويضيف: «يتوسط الموقع عدة مواقع أثرية غير مدروسة ***منها "حدندش والزير والقديميسة وقلعة القدموس وغيرها" ويعرف باسم "القضبون" ويعتبر موقعاً هاماً لعبادة الاله بعل اله الرعد والبرق ولابد من الإشارة إلى أهمية استثماره سياحياً لما يتمتع بها من مزايا الطبيعة الجميلة والبيئة النظيفة.
وعن أهمية الموقع يقول: «الموقع يكتسب أهمية كبيرة بسبب العثور على تمثال الإله بعل فيه الذي يعتقد أنه يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد وموجود حالياً في متحف "طرطوس" وهو مسلة من الحجر البازلتي الأسود نقش عليها تمثال نافر للإله "بعل" بصفة محارب ذي لحية وعلى رأسه خوذة يزينها قرنا ثور حاملا بيده اليسرى رمحاً وبيده اليمنى بلطة وتبدو عليه الملامح المصرية ويظهر على المسلة صورة جانبية لاسد يمشي تحت قدمي الاله بعل يوحي بالسيطرة عليه».
أما أجزاؤه فهي: «يضم معبدين الأول يقع في بداية التل ومؤلف من قاعة مستطيلة بني بحجارة كلسية كبيرة الحجم ويتخلل المعبد مذبح والثاني يقع في أعلى قمة التل حيث تم العثور على النصب المذكور ويبعد عن المعبد الأول حوالي مئة وخمسون متراً، وهو مؤلف من مدخل عريض ذي أرضية حجرية مبلطة كما يوجد في المعبد ثلاث طبقات سكنية تعود لعصور مختلفة "إسلامي وروماني ويوناني».
ويضيف: «تشير الدلائل إلى وجود مسلة أخرى كانت توضع بشكل مقابل لنصب الإله "بعل" حيث عثر على جزء من مؤخرة سبع مصنوع من الحجر البازلتي بنفس الحجم وبوضعية تناظرية أمام المعبد.
وعن الأعمال التي قامت بها الدائرة لاكتشاف الموقع قال: «قامت الدائرة بأعمال التنقيب في الموقع لعدة مواسم وتم إظهار بقايا معبد مبني من الحجر الكلسي كما تم العثور على مجموعة كبيرة من الحجارة الكلسية والبازلتية تحمل رسومات هندسية ونباتية جميلة تم توثيقها وتصويرها إضافة إلى العثور على مجموعة من القطع النقدية وختم».
وختم بالإشارة إلى أن الدائرة تقوم في كل عام بتعشيب وتنظيف المعبد بغية إظهاره بالمظهر اللائق ريثما يتم استكمال أعمال التنقيب والكشف بشكل منهجي وعلمي في الأعوام القادمة.