تنتشر هذه الأيام في سهول "تلكلخ" الغربية ورشات جني محصول الفستق أو ما يعرف بالفول السوداني الذي يعتبر المحصول الصيفي الأساسي لهذه المنطقة. موقع eHoms زار إحدى قرى هذه المنطقة والتقى المزارع "محمد اليونس" من قرية "الجعفريات" والذي حدثنا عن موسم الفستق بالقول:

«نطلق على عملية جني موسم الفستق بـ "القلاعة" وذلك نسبة للعملية التي يقوم بها المزارع لقلع نبتة الفستق من التربة بواسطة آلة تدعى "المدراية" والتي كانت سابقا الطريقة الوحيدة لجني المحصول وكانت تتطلب جهداً كبيراً وتستمر لفترة طويلة من الزمن أما حاليا فيتم جني المحصول بواسطة الجرارات الآلية».

موسم العام الحالي جيد ومبشر ولكن جودة الموسم تختلف من أرض لأخرى وحسب درجة اهتمام الفلاح ونوعية البذار المزروعة حيث يعطي الدونم الواحد تقريبا في حال نجاحه ما يقارب وسطيا عشرة أكياس أي تقريبا 200 كيلوغرام

وأضاف "اليونس": «وقت "قلاعة" الفستق لا يرتبط زمنيا بفترة أو بتاريخ محدد وإنما يربطها الفلاحون عادة بعدد المرات التي يقومون بها بسقاية المحصول والتي تتراوح بين أربع أو خمس مرات في الموسم والمدة بين عملية السقاية والأخرى تتراوح بين خمسة عشر إلى عشرين يوما ومن خلال عملية حسابية نجد أن المحصول يحتاج من فترة زراعته وحتى قلاعته ما يقارب الثلاثة أشهر».

المزارع محمد العبدالله

وعن الخدمات الزراعية المقدمة لمحصول "الفستق" حدثنا المزارع "عبد الله الأحمد" من قرية "شبق": «بعد زراعته يحتاج الفستق إلى ما يقارب الأسبوع حتى ينمو ومن ثم يحتاج إلى قرابة الشهر لكي يقوم بأول عملية ري له ومن بعدها يقوم الفلاح بعملية "العشابة" وهي إزالة الأعشاب الضارة من بين المحصول والتي تعيق نموه بشكل جيد ومن يقوم بسقاية الفستق لمدة أربع وخمس مرات وحسب طبيعة الأرض وهكذا حتى بداية شهر أيلول حيث تأتي مرحلة تقليع الفستق».

وعن عملية جني محصول الفستق حدثنا المزارع "محمد العبد الله" من قرية "شبق" قائلا: «قي السنوات القليلة الماضية تطورت كثيرا عملية جني المحصول من خلال استخدام الجرارات بينما سابقا كنا نعتمد على الطريقة اليدوية والتي كانت تجعل من عملية "القلاعة" طويلة جداً، كما أنه تغير أسلوب الزراعة والذي بدوره غير أيضا من عملية "القلاعة" حيث سابقا كان يزرع على شكل "مساكب" إلا أنه حاليا يزرع بطريقة حديثة توفر الوقت والجهد والمياه عبر تخطيط الأرض بخطوط مستقيمة».

المزارع محمد العلي

وأضاف "العبد الله": «ننتظر بعد سقاية الموسم السقاية الأخيرة حتى تجف الأرض بشكل جيد ونختار عينات من الفستق من مناطق متعددة من الأرض لمعرفة مدى نضج الحب ثم نقوم بعدها بالقلاعة وحسب طريقة الزراعة تقليدية "مساكب" تتم عملية "القلاعة" عن طريق العمل اليدوي وزراعة حديثة تتم عبر استخدام الجرارات الزراعية وبعد ذلك نجمع العروق التي تحمل حب الفستق على شكل مجموعات وتقوم النساء أو العمال بعملية فصل حب الفستق عن العروق والتي يستفاد منها أيضا كغذاء مفيد جدا للحيوانات».

وأشار "محمد العلي" إلى أن «المزارع وقبل تسويق الفستق يقوم بتعريض حبوبه للشمس وذلك بعد فصلها عن العروق حيث توضع على سطوح المنازل لفترة زمنية تصل حتى الأسبوع تقريبا كي تجف جيدا ومن ثم تعبأ بأكياس لتباع فورا أو تخزن للشتاء لتكسيرها حيث ينزع القشر عن الحبة وبذلك تباع بسعر أعلى».

وعن موسم هذا العام ذكر "العلي": «موسم العام الحالي جيد ومبشر ولكن جودة الموسم تختلف من أرض لأخرى وحسب درجة اهتمام الفلاح ونوعية البذار المزروعة حيث يعطي الدونم الواحد تقريبا في حال نجاحه ما يقارب وسطيا عشرة أكياس أي تقريبا 200 كيلوغرام».

من الجدير بالذكر أن أولى المناطق التي تركزت فيها زراعة الفول السوداني في سورية هي منطقة "بانياس" عام 1922م ثم "طرطوس" و"جبلة" و"حمص".