للخرزة الزرقاء حضور كبير في حياة الريفيين الاجتماعية في منطقة "عفرين" وذلك بموجب عادات وتقاليد توارثها الناس منذ أقدم الأزمنة جيلاً بعد جيل، فهي بموجب هذه التقاليد إحدى أهم الوسائل المستخدمة لحماية المجتمع بأطفاله وممتلكاته وحيواناته من عيون الحساد ومختلف أنواع الشرور.
حول "الخرزة الزرقاء" ودورها الاجتماعي في حياة الناس في منطقة "عفرين" تقول السيدة "ألماس عمر" لموقع eAleppo: «نحن في الريف نستخدم "الخرزة الزرقاء" منذ أقدم الأزمنة كنوع من الحماية ضد كل الشرور والإصابة بالعين الحاسدة التي تلحق أفدح الأضرار بالناس وخاصّةً الأطفال منهم، إضافةً إلى الممتلكات والماشية وغيرها.
لقد كانت عمليات بيع وشراء هذه الخرزات رائجة في الريف العفريني بشكل كبير وما زالت وذلك على الرغم من انحسار دورها ووظيفتها بشكل كبير في حياة الناس بسبب تطور الوعي الاجتماعي لدى الناس نتيجة ظهور المدارس في جميع القرى، المصدر الأساسي لهذه الخرزات هو شرائها من الباعة الجوالين /العطارين/ وكذلك القرباط أو من سوق "عفرين" الأسبوعي الذي يقام كل يوم أربعاء منذ العشرينيات من القرن الماضي
يتم استعمال "الخرزة الزرقاء" في مجتمعنا الريفي أساساً بسبب اعتقاد راسخ وقديم مفاده أنّ هناك بعض الأشخاص ذكوراً كانوا أم إناثاً يتمتعون بقوة عيونهم السحرية في إلحاق الضرر بالآخرين، وللريفيين حكايات كثيرة يتناقلوها في هذا المجال، ومن هذه الحكايات أنّ فلانة حملت طفلاً وقبلّته وقالت كم هذا الطفل جميل دون أن تقول ما شاء الله فسرعان ما أصيب ذلك الطفل بمرض، أو نظر شخص من أصحاب تلك العيون إلى عنزة فجف حليبها أو ماتت أو أجهضت، وأنّ فلاناً نظر إلى جرار فعطّله عن العمل ما سبب خسارة مالية لصاحبه وهكذا، ولذلك فإنّ هؤلاء الأشخاص يشكلون مصدر خوف للناس عموماً ووجودهم في مكان ما غير مستحب وخاصة إذا كانت الممتلكات أو الأطفال غير محمية بواسطة الخرزات الزرقاء».
وحول طرق استعمال "الخرزة الزرقاء" تضيف السيدة "سهام حمو": «يتم استخدام "الخرزة الزرقاء" بعدة طرق وأشكال والهدف دائماً هو الحماية البشرية أو المادية، ولنبدأ بالطفل وهو الكائن الضعيف والفريسة السهلة لضربة العين ولذلك توضع مجموعة من الخرزات الصغيرة في رقبته أو تُعلّق خرزة زرقاء كبيرة بلباسه وقد رُسم عليها صورة عين باللون الأبيض فإنّ الاعتقاد هو ضرورية هذا الإجراء لحمايته.
هذا الإجراء كان شائعاً بالنسبة للممتلكات والحيوانات أيضاً، فعند شراء سيارة أو جرار أو ماشية يتم تعليق خرزة زرقاء بمقدمة السيارة أو الجرار وكذلك وضعها في عنق الماشية وخاصّة إذا كانت سمينة أو تكون حاملة بتوءم من الخراف حيث تكون حينها ملفتة للنظر من قبل أصحاب العيون السحرية حيث تُعلّق الخرزات مع جرس معدني وعيدان خشبية صغيرة تصنع على شكل صليب مربع الشكل.
المنازل والبيوت أيضاً يجب حمايتها من عيون الحساد ولذلك يلجأ الريفيون إلى وضع حجرة فوق الباب أو النافذة تحتوي على آيات من القرآن الكريم مع تعليق خرزة زرقاء في ذات المكان من مقدمة الدار، وإضافة إلى ذلك فالناس في الريف يتفننون في طرق حماية البيوت بواسطة الخرزات فقد كانوا يزينون بيوتهم من الداخل بأشكال وأنواع متعددة من الخرزات مثل كف اليد المزركش بآيات من القرآن وتحديداً سورة الكرسي مزيّن بخرزات زرقاء متعددة أو يتم تصنيع واحدة صغيرة وبشكل يدوي وذلك باستعمال مجموعة كبيرة من "الخرزات الزرقاء" وتعليقها على الجدران للزينة وبنفس الوقت لتقوم تلك الخرزات بوظيفتها الأساسية في الحماية من العيون والشرور».
وأخيراً وحول مصدر هذه الخرزات تقول السيدة "سهام": «لقد كانت عمليات بيع وشراء هذه الخرزات رائجة في الريف العفريني بشكل كبير وما زالت وذلك على الرغم من انحسار دورها ووظيفتها بشكل كبير في حياة الناس بسبب تطور الوعي الاجتماعي لدى الناس نتيجة ظهور المدارس في جميع القرى، المصدر الأساسي لهذه الخرزات هو شرائها من الباعة الجوالين /العطارين/ وكذلك القرباط أو من سوق "عفرين" الأسبوعي الذي يقام كل يوم أربعاء منذ العشرينيات من القرن الماضي».