"خشبة المسرح" هي ذلك الجزء من الصالة الذي يخص الممثلين لتقديم العرض المسرحي من خلاله أمام الجمهور.

موقع "eDamascus" وللحديث عن "خشبة المسرح" بين المخرج ومصمم الديكور، التقى أحد مصممي الديكور بمسرح "الحمراء"،الأستاذ "نعمان جود"، وحدثنا عما كونته تجربته وخبرته من خلال عمله كمصمم لديكور المسرح حيث قال: «النص هو الأساس في العرض المسرحي، وعندما أصمم ديكور عرض مسرحي معين أعتمد على النص ورؤية المخرج، وعلاقتي تكون أولاً مع المخرج ثم مع النص، وعادة يطرح المخرج عليّ النص فأقرؤه مرات عديدة، وأحياناً أستخرج فكرة الديكور من القراءة الأولى، لكنني لا أثبتها، فأعود إلى النص وأقرؤه ثانية وثالثة ورابعة إلى أن أصل إلى نتيجة بأن هذا التصمم الذي لمع في ذهني من القراءة الأولى يمكن أن يساعد المخرج، لكون عملي الأساسي هو مساعدة المخرج وخلق الأجواء المناسبة له وللنص المختار».

القراءة هي أهم مرحلة في أي عمل، لأنها عملية غوص في العمل لاستكشافه، وأنا في أي عمل أقوم بإخراجه أعتبر القراءة هي الأساس الذي سيبنى عليه العمل

وأضاف "جود": «بعد عدة قراءات للنص المسرحي، أعتقد بأنني أستطيع تكوين رؤية واضحة للديكور، يمكن أن تكون مفيدة للنص من وجهة نظري، لكنني لا أفرض وجهة نظري على المخرج، يبدأ النقاش بيني وبين المخرج، وأنا من النوع المطواع، أتقبل الملاحظات وقد تكون فكرتي عن الديكور مختلفة عن فكرة المخرج، وإذا شعرت بأن فكرة المخرج تساعد الفكرة التي توصلت إليها يتم التقارب في وجهات النظر وتوحيد الخطوط المتفق عليها».

ديكور احدى العروض المسرحية في دار الأسد

فيما حدثتنا الدكتورة "هنود سعيد" وهي أيضاً مصممة ديكور مسرح عن رؤيتها ل"خشبة المسرح" وعلاقتها بين المصمم والمخرج، حيث قالت: «في أغلب الأحيان يستلم مصمم الديكور النص المسرحي للقراءة قبل أن يتحاور مع المخرج حول الفكرة الإخراجية وطبيعة العمل، وعادةً تتم قراءة مصمم الديكور للنص على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى هي مرحلة قراءة العمل والبحث عن فكرته ومقولته، المرحلة الثانية هي تحديد زمان ومكان الحدث فيما إذا كانت المشاهد متبدلة أم ثابتة، والبحث عن التقنيات اللازمة التي تساعد الديكور في ظهوره أو تبدله في المشاهد المتعددة، المرحلة الثالثة وهي مرحلة البحث عن الاكسسورات الدقيقة التي تساعد في السينوغرافيا وفي حركة الممثل وحركة الديكور، بعد ذلك يتكون لدى مصمم الديكور تصور شخصي، ثم يتحاور مع المخرج لمطابقة الأفكار، وإن تطابقت، عندها يطرح المخرج فكرته، وكما هو معروف يختلف تفسير المقولات في النص الواحد، لكن نادراً ما يلتقي المخرج مع مصمم الديكور منذ اللحظات الأولى، وكما يتطور تفكير المخرج بين لحظة القراءة الأولى والأخيرة، كذلك يتطور فكر مصمم الديكور منذ بروفات القراءة وحتى البروفات الأخيرة».

وأضافت "هنود": «في أغلب الأحيان يختلف مصمم الديكور مع المخرج في التفاصيل التي تخدم جودة العمل، فقد يرى المخرج أن المنصة يجب أن تكون فارغة إلا من بعض قطع الإكسسوار، بعكس ما قد يراه مصمم الديكور، وحين يبدأ الحوار من أجل الوصول إلى نتائج إيجابية قد تتوحد الأفكار وتصل إلى نتيجة موفقة من أجل مصلحة العمل ونجاحه».

خشبة المسرح

ولدى مصمم الديكور "مزداد دوغوظ" رأي مختلف عما أورده "نعمان وهنود"، حيث قال: « قبل القيام بأي عمل، على المخرج أن يحدد صالة العرض لان الديكور يختلف من صالة إلى أخرى، وفي هذه الحالة علينا أن نتكيف مع المنصة باعتبارها تفرض نفسها على المصمم وتحد من رؤيته الإبداعية، أقرأ النص وأتخيل الديكور الذي يخدم العرض بعد دراسته وتقطيعه وأحوله إلى أفكار ورسومات بدائية من وجهة نظر خاصة بي وأضع عدة اقتراحات أقدمها للمخرج، ومن خلال الحوارات بيني وبينه نتفق على اقتراح قد يكون مصحوباً ببعض التعديلات، ويكون الرأي الأخير للمخرج لأنه صاحب الرؤية وقراءته تختلف عن قراءة المصمم، بعدها يتم تنفيذ الأفكار على الماكيت».

وللمخرجين رؤية ليست ببعيدة عن رؤية مصممي الديكور حول "خشبة المسرح" وعلاقتها بينهما، حيث حدثنا المخرج "هشام كفارنة" عن رؤيته حول هذا الموضوع، قائلاً: «مادام المسرح عملاً جماعياً يعتمد على مصمم الديكور والإضاءة والأزياء ورؤية المخرج وأداء الممثل، فهناك عناصر أيضا تساعد في بناء تصور معين حول ديكور العرض المسرحي، وبالتالي تقدم هذه العناصر حالة سنوغرافية مؤلفة من الديكور والإضاءة والملابس..إلخ».

ديكور عرض مسرحي في مسرح الحمراء

وأضاف "كفارنة": «القراءة هي أهم مرحلة في أي عمل، لأنها عملية غوص في العمل لاستكشافه، وأنا في أي عمل أقوم بإخراجه أعتبر القراءة هي الأساس الذي سيبنى عليه العمل».

أما المخرج "طارق محمود" فيقول حول هذا الموضوع: «في الواقع العملي الأمر مختلف، فالعلاقة بين المخرج ومصمم الديكور هي علاقة رب عمل وعامل، ومصمم الديكور الذي لا يقبل بهذه العلاقة لا يعمل، أو يعمل على نطاق ضيق جداً، وأنا أحاول دائماً مع مصمم الديكور أن نتعمق في النص ونلتقط مفاتيحه، ومصمم الديكور قد يكون لديه أسلوب واضح في التعامل مع نصوص مسرحية، الحقيقة هناك مخرجون يرفضون هذا الأسلوب وهم قلة، وهناك مخرجون يتفاعلون مع رؤية المصمم لإبداع صورة تساعد المسرحي الموجود في النص وتدعم الفكرة المطلوبة منه، والحقيقة نحن نفتقر لمصممي ديكور مسرحيين متخصصين».

الجدير بالذكر، لكي تكون الرؤية الفنية متساوقة ومنسجمة بين المخرج ومصمم الديكور يجب أن تأخذ اعتبارات أخرى بعين الاهتمام منها:

1- مقاس خشبة المسرح.

2- الدراسة المعمارية للفترة الزمنية للأحداث في النص.

3- أماكن دخول وخروج الممثلين على المسرح وعددها.

4- الخفة وسهولة التغيير عندما ينهي المنظر مهمته.

5- تغطية ما وراء الكواليس.

6- تصميم الملابس والإضاءة وألوانها.

7- إعطاء المتفرج القدرة على متابعة الممثل دون عناء.

8- عدم إعاقة حركة الممثلين على الخشبة.

9- أن يكون المنظر شاملاً.