لنفتح قلوبنا للمحبة ونرفع صلواتنا بإيمان وتواضع مهللين في "عيد الفصح المجيد" ولتكون بداية وقيامة جديدة لوطننا "سورية"، كما قام السيد "المسيح" من بين الأموات.

تحتفل الطائفة المسيحية في كل عام بعيد "الفصح المجيد"، وتقام الصلوات في الكنائس ترافقها مجموعة من الطقوس والاحتفالات التي ستكون من نوع خاص لهذا العام نظراً للأوضاع التي يمر بها الوطن.

في صباح يوم الأحد "يوم الفصح المجيد" من كل عام اصطحب أولادي إلى الكنيسة حاملين الشموع بأيديهم، حيث تشهد الكنائس حضوراً كثيفاً لمؤمنيها احتفالاً بالعيد وحيث يجتمع الناس في ساحة الكنيسة، وتقوم جميع العائلات المسيحية بمعايدة بعضها بعضاً، مرددين العبارة المعروفة والتي تقال دائماً في هذه المناسبة "المسيح قام....حقاً قام"

السيدة "دوللي سعيد" تحدثت لموقع "eSyria"عن أهمية "عيد الفصح المجيد" بالقول: «يعتبر أسبوع الآلام أي الأسبوع الذي قبل أحد العيد المتضمن خميس الأسرار والجمعة العظيمة (يوم صلب السيد المسيح) وسبت النور (يسمى هذا اليوم يوم "فيض النور" أي عندما ذهبت مجموعة من النسوة ومعهم السيدة "العذراء" لزيارة القبر فوجدوه فارغاً ويخرج من داخله شعاع نور يملأ المكان يرمز إلى أن السيد "المسيح" قام من بين الأموات وصعد إلى السماء، فلهذا العيد معنى خاص يسمى (عيد القيامة)، ويعتبر من أهم الأعياد الدينية في الديانة المسيحية، وفيه يحتفل جميع أبناء الطوائف المسيحية بقيامة السيد "يسوع المسيح"».

شمعة العيد

تتابع: «في صباح يوم الأحد "يوم الفصح المجيد" من كل عام اصطحب أولادي إلى الكنيسة حاملين الشموع بأيديهم، حيث تشهد الكنائس حضوراً كثيفاً لمؤمنيها احتفالاً بالعيد وحيث يجتمع الناس في ساحة الكنيسة، وتقوم جميع العائلات المسيحية بمعايدة بعضها بعضاً، مرددين العبارة المعروفة والتي تقال دائماً في هذه المناسبة "المسيح قام....حقاً قام"».

يرافق هذا العيد مجموعة من الطقوس والعادات ولكن في هذا العام كانت مختلفة نوعاً ما، هذا ما ذكرته السيدة "دوللي" بالقول: «يحرص المسيحيون في هذا العيد على تلوين البيض بألوان جميلة وزاهية، فالبيضة كالقبر الذي بداخله حياة كما هو السيد "المسيح" الذي قام من بين الأموات وخرج للحياة الجديدة، وتلوين البيض يأتي لإعطائه أشكالاً على غرار هذه الحياة التي هي عبارة عن أشكال وألوان، فالبيض يعتبر رمزاً للخصب والتكاثر، ولكن في هذا العام ونسبة للظروف الصعبة التي تمر بها "سورية" قررنا عمل شيء مميز كرمز على محبتنا وتقديرنا للوطن، حيث قمنا أنا ومجموعة من النساء المتطوعات بتلوين البيض والشموع بألوان العلم السوري واستخدمنا الخرز واكسسوارات وأنواع مختلفة من القماش والصوف والخيش ولوناها جميعها بألوان العلم السوري، وحتى ضيافة العيد (الكعك البريوش والمعمول والملبس واللوزينا) زيناها بألوان العلم أيضاً».

ضيافة العيد "اللوزينا"

تنهي حديثها بالقول: «أقمنا أيضاً العديد من الصلوات والقداديس للصلاة من أجل "سورية" الحبيبة ليعم السلام والخيرعليها وللترحم على أرواح جميع شهدائنا الأبرار، رافعين صلواتنا إلى الله وطالبين (كما ولدت أيها السيد المسيح وتعذبت ومت وبأيمانك الصادق قمت من بين الأموات لتكون مثالاً وعبرة لكل المؤمنين وأطلب منك أن تخلق لسورية الحبيبة ولادة جديدة وأن تنهض نهضة حقيقية بإيمان وترسيخ قيم المحبة والتساوي والمشاركة بين أبناء شعبها)».

الأب "كبرئيل داوود" كاهن في بطريركية السريان الأرثوذكس تحدث عن "عيد الفصح المجيد" ومعناه الكنسي بالقول: «يعتبر عيد "الفصح المجيد" عيد باهر أشرقت فيه أنوار القيامة وسطعت على جميع الشعوب، ولا يخفى أن كلمة الفصح بالسريانية معناها السرور والابتهاج، وقد كان عيد الفصح ولا يزال في الكنيسة هو عيد الفرح والبهجة والمسرة، فالكنيسة تحتفل في هذا العيد بقيامة فاديها وهي ترتل آناشيد المجد وترانيم البهجة، ففي هذا العيد حصل الخلاص أي خلاص الجنس البشري من الخطيئة الأصلية، لأن السيد "المسيح" عندما قام من بين الأموات انتصر على الخطيئة، فهذا العيد فتح الأفق المفعم بالإيمان والمحبة أمام كل مؤمن مسيحي».

بيض العيد بألوان العلم السوري

يتابع الأب "كابرئيل" حديثه بالقول: «فنحن في هذا المجتمع لا نعيش منفصلين عن بعضاً بعضاً لأننا مكونين من شرائح مختلفة فنحن جسد واحد، و"سورية" اليوم هي قلب هذا الجسد الذي يتألم وينزف، وهذا أسبوع الآلام يتجسد اليوم بآلام "سورية"، ولكننا نحن كيدٍ واحدة مسيحيين ومسلمين يجب أن نؤمن أن وطننا سوف ينهض كما السيد "المسيح" قام من بين الأموات واظهر فرحة القيامة، وما أجمل من أن يخرج من "ألم أمل ومن أمل فرح"».

يختم الأب "كابرئيل" حديثه بالقول: «أعلن رؤساء الكنائس المسيحية في دمشق أن احتفالات أعياد الفصح المجيد ستقتصر هذا العام على الصلوات والطقوس الدينية في الكنائس فقط نظراً للظروف الراهنة التي تمر بها البلاد وإكراما لأرواح الشهداء والضحايا الأبرار الذين سقطوا في الأحداث الأليمة مؤخرا وتعبيراً عن وحدة أبناء الشعب السوري وترسيخا للحمة الوطنية، ويتمنى جميع أبناء الطائفة أن يعم الأمن والسلام في "سورية" وأن يعيد الله هذا العيد عليها قيادة وشعباً بالخير واليمن والبركات».