تعد قرية "كوردان" التابعة لناحية "جنديرس" من القرى الكردية ذات التاريخ الطويل التي نافست العديد من القرى بتراثها الحضاري وابنيتها القديمة التي يحتفظ كل بناء منها بقصة مازلت تردد إلى يومنا هذا.
"مدونة وطن" "eSyria" التقت السيد "إبراهيم عمر" وهو مزارع من أبناء القرية الذي تحدث عنها بالقول: «تتمتع قرية "كوردان" بأبنيتها التقليدية القديمة العائدة إلى منتصف القرن الماضي وتتميز هذه البيوت بقناطرها الجميلة التي تتوسط الدور السكنية محولة إياها إلى مجموعة غرف، كما تتميز بوجود مختلف أنواع الكتابات والنقوش التي تدل على الحس الفني للبنائين في المنطقة وذوقهم الرفيع، بالإضافة إلى أن أهل القرية يمارسون إلى يومنا العديد من العادات والتقاليد القديمة الموروثة منذ القدم وفي مقدمتها الأعراس التقليدية وليلة الحناء للعروسين وغيرها، كما يسود القرية جو من الألفة والمحبة ومساعدة بعضهم البعض في الأفراح والأحزان».
إن كلمة "كور" باللغة الكردية تعني القبر ومن هنا ربما كان موقع القرية عبارة عن مقبرة تعود إلى تواريخ قديمة. وهناك قصة تقول بأن أول من سكن الموقع كانت امرأة كردية واسمها "كورد" وهي من قرية "سيويا" –"اليتيمة" وما زال موقع إقامتها في قريتها القديمة موجوداً ويسمى "خربة كوردي"
يتابع: «تشتهر قرية "كوردان" بزراعة الزيتون التي تكسو أشجارها التلال والجبال المحيطة وبساتين من الجوز والرمان، أما من الناحية الخدمية فالقرية تصلها طريق معبدة إضافة إلى تغذيتها بالتيار الكهربائي منذ حوالي 15 سنة ومدرسة ابتدائية حديثة، علماً أن القرية تتميز بوجود العديد من أصحاب الشهادات الجامعية بمختلف الاختصاصات والشهادات الثانوية العامة.
كما أنه توجد في قرية "كوردان" مدرسة قديمة منحوتة في الصخر وتعود إلى العام 1936م وهي مدرسة قام بحفرها أحد رجالات القرية وهو المرحوم "أحمد عمر" ليتسنى لأهل قريته التعلم والحصول على المعرفة والعلم من خلال حلقات الكتّاب التي كانت تعقد بمشاركة الخوجة /الشيخ/ وما زالت المدرسة موجودة بشكل جيد وفي قسمها الشمالي ما زال مكان تبريد المياه موجوداً.
وبجانب المدرسة وتحديداً في باحتها يوجد بئر روماني قديم وشجرة دلب معمرة لا يعرف تاريخ زراعتها بالضبط وقد تحولت الباحة هذه الأيام إلى ساحة عامة للقرية يقيمون فيها أعراسهم وأفراحهم وخاصة تحت ظلال تلك الشجرة، أما البئر الروماني وهو من الآبار القديمة في المنطقة فما زالت مياهه تتدفق بغزارة كبيرة ولذلك قام أهالي القرية بمد خراطيم المياه إليها لسحب المياه كهربائياً إلى منازلهم حيث تكفي مياهها جميع البيوت».
المحامي "فريد محمد" من أبناء القرية تحدث عنها بالقول: «تقع قرية "كوردان" إلى الشمال من مدينة "جنديرس" بنحو 12 كم ونحو 90 كم إلى الشمال الغربي من مدينة "حلب" وذلك عند ملتقى سفوح عدة جبال محلية مكسوة بغابات من أشجار الصنوبر والزيتون، يبلغ عدد سكانها المسجلين أكثر من 1200 نسمة يعيش الأغلبية العظمى منهم خارج القرية في مدن "حلب" و"عفرين" و"دمشق" ويعيش عدد لا بأس به منهم خارج القطر، مؤخراً تم ضم القرية بلدياً إلى جانب قرى مجاورة لبلدية قرية "كفر صفرة"».
وحول تسمية القرية باسم "كوردان" قال «إن كلمة "كور" باللغة الكردية تعني القبر ومن هنا ربما كان موقع القرية عبارة عن مقبرة تعود إلى تواريخ قديمة.
وهناك قصة تقول بأن أول من سكن الموقع كانت امرأة كردية واسمها "كورد" وهي من قرية "سيويا" –"اليتيمة" وما زال موقع إقامتها في قريتها القديمة موجوداً ويسمى "خربة كوردي"».
وحول ميزات قرية "كوردان" أشار السيد "محمد" بالقول: «لقرية "كوردان" عدة ميزات تختلف بها عن باقي القرى في المنطقة فهي أولاً محافظة على طابعها التراثي والفلكلوري القديم سواء من ناحية البناء العمراني التقليدي الذي لكل واحد منه تاريخ عريق وقصة أو من ناحية اللباس ونمط الحياة الاجتماعية التقليدية والبسيطة وثانياً تفتخر قرية "كوردان" بأنها أنجبت عدداً من الشخصيات المعروفة على مستوى "سورية" وربما الوطن العربي كالمرحوم "جميل كنة البحري" صاحب عدد من المؤلفات الهامة وأول من أدخل السيارة إلى محافظة "حلب" بدايات القرن المنصرم ومدير مدرسة الصنائع بحلب في العام 1919م.
إضافة إلى ذلك تعتبر قرية "كوردان" من أكثر القرى في منطقة "عفرين" غنى بالفنانين ففيها ولد العديد من الفنانين والمغنين والمطربين من أمثال الفنان المعروف "عبد الرحمن عمر" المشهور محلياً باسم "بافي صلاح" والمطرب الشعبي "أدهم عمر" والنحات المبدع "صلاح عمر" المقيم في السويد وغيرهم، وهنا لا بد أن نذكر بأكبر مغنية تراثية في محافظة "حلب" وربما سورية والتي توفيت في العام/2009/ عن عمر قارب المئة وهي "كليزار يوسف" التي كانت تؤدي أفضل وأجمل الأغاني الفلكلورية والتراثية في منطقة "عفرين" وهي ابنة المغني التراثي المشهور "إبراهيم يوسف" والذي كان يعرف في المنطقة باسم "إبرامي تركو"».