صنفت على أنها زهرة نادرة، تنمو في المناطق الجبلية على ارتفاعات تتجاوز الألف متر، حملت اسم سورية عالمياً، وأثبتت وجودها في محافظتي "حماة وطرطوس"، إنها زهرة "البيوني" السورية، التي تزهر في فصل الربيع السوري من كل عام.

مدونة وطن "eSyria" التقت الباحث المهندس "إياد السليم" الذي كان من أوائل من اكتشفوا عدة أماكن تعيش فيها هذه الزهرة النادرة، مشيراً بالقول: «تعيش على قمم الجبال الساحلية بين شقوق الصخور وتتكاثر بالامتداد الجذري، ولها قرون يختلف عددها من نوع إلى آخر، أما لونها فهو وردي، وهي ثلاثة أنواع كل منها يتميز بلون وردي مختلف، وله خواصه الفريدة والمميزة».

تعيش على قمم الجبال الساحلية بين شقوق الصخور وتتكاثر بالامتداد الجذري، ولها قرون يختلف عددها من نوع إلى آخر، أما لونها فهو وردي، وهي ثلاثة أنواع كل منها يتميز بلون وردي مختلف، وله خواصه الفريدة والمميزة

لزهرة البيوني السورية ثلاثة أنواع موثقة حتى الآن، وهنا يتابع الباحث "السليم" حديثه بالقول: «هناك زهرة البيوني الوردية الشهيرة عالمياً، صنفت منذ سنوات على أنها بيوني تركية رغم عدم تواجدها في تركيا، والصحيح أنّها سورية تنمو في المناطق الجبلية على ارتفاعات أكثر من 1000م بشكل بري، وقد تم توثيق وجودها في جبل الشعرة في محافظة "حماة"، حيث تزهر في أشهر نيسان وأيار من كل عام.

النوع الثاني هو زهرة "البيوني السورية النحيلة"، وهذه تنمو في المناطق الجبلية العالية في قرية "بلوسين" في "طرطوس"، وتزهر في شهري آذار ونيسان، وتختلف بأن لونها أحمر متدرج وقرون بذورها تكون ملساء وتنمو بشكل شائع ولكن بري فقط، فجمال هذه الزهرة يأتي من كبر حجمها والذي يصل إلى (15 سم) ولونها الوردي وسط تويجاتها المتلاشي إلى لون زهري على أطرافها إضافة إلى أسديتها الكبيرة والكثيفة في وسطها، والأجمل أنها عندما تنمو لها ثمار بشكل قرون خضراء اللون متطاولة بطول (6سم)، ثم تتشقق لتظهر لباً وبذوراً حمراء خمرية لامعة.

النوع الثالث هو زهرة (البيوني الكثيف) تنمو في المناطق الجبلية العالية الارتفاع أيضاً وقد تم توثيق وجودها في منطقة "القدموس" بمحافظة طرطوس، تزهر في شهر آذار ونيسان من كل عام، وتختلف بأنّ لونها متدرج محمر، وقرون بذورها تكون أيضاً ملساء، وتكون كثيفة الأوراق والأزهار، وهي أجمل البيونات في العالم تنمو في بقعة محدودة، غير أنها زهرة نادرة».

انتشرت هذه الزهرة في الحدائق حول العالم وخاصة أوروبا بعد توليدها في المختبرات، كما أن لها استعمالات طبية عديدة، وهنا يضيف: «إنها زهرة نادرة جداً، وتعد من أروع المناظر الطبيعية في سورية، كيف يبدو منظر بقعة تواجدها خلال فترة إزهارها في شهري آذار ونيسان، وهذا يجعل من الضروري تحويل البقع الحراجية الصخرية التي تتواجد فيها إلى محميات طبيعية لحمايتها من الانقراض والعبث، وربما الذي حمى هذه الزهرة من الانقراض حتى الآن هو طريقة تكاثرها بالامتداد الجذري وسط شقوق الصخور، ومن الغريب أن بذورها الكبيرة والعديدة لا تنمو ولا تعطي نباتات جديدة منها في بيئتها الطبيعية».

المهندسة "ديمة نجار" التي تعد رسالة مجاستير خاصة بزهرة "البيوني"، تحدثت بالقول: «إن زهرة "البيوني" بكل أنواعها هي زهرة متساقطة الأوراق، وتنتمي إلى فصيلة "البايونيا" paeonia، وتُجرى في جامعة تشرين بكلية الزراعة محاولة لاستنباتها وتعميم زراعتها والاستفادة منها للزينة وللاستخدامات الطبية».

من الجدير بالذكر أن الاسم الشعبي المتداول لهذه الوردة هو الفونيا أو الفوانيا.