كانت الخطوة الأولى للسيدة "سامية خضر" في مجال الإنتاج بيع الفطائر في الدوائر الحكومية، لتفتح أمامها مجالاً لتصريف منتجاتها المختلفة محلياً وخارجياً، وتُكرّم لكونها مثالاً للأم المنتجة.
مدونة وطن eSyria زارت بتاريخ 19/8/2013 السيدة "سامية خضر" في منزلها الكائن بقرية "حريصون" التابعة لمدينة "بانياس" وتحدثت عن بدايات عملها في هذا المجال فقالت: «بدأت بصناعة الفطائر والمعجنات وتسويقها في أوساط موظفي الدوائر والجهات الرسمية بأجور مقبولة مقارنة مع الجهد الذي أبذله في جولتي اليومية التي تدوم لساعات طويلة، واعتاد هؤلاء الموظفون على طعم فطائري المصنوعة على التنور القديم، لأنتقل بعدها لتقديم خدماتي بالتواصي سواء إعداد المعجنات أو وجبات الغداء بأنواعها، حيث يتصل بي من يرغب بذلك وأقوم بتجهيز الطعام بالوقت المناسب حتى يبقى محافظاً على درجة حرارته حين تناوله».
من ثم أخذت بصناعة الوجبات الغذائية الخاصة بالبيئة الريفية الزراعية كالشنكليش والمكدوس والمربيات والمخللات بأنواعها، وبيعها بأرباح رمزية على زبائني في مركز المدينة، وهنا زادت شعبيتي وذاع صيت عملي في مختلف أرجاء المحافظة
وتتابع: «من ثم أخذت بصناعة الوجبات الغذائية الخاصة بالبيئة الريفية الزراعية كالشنكليش والمكدوس والمربيات والمخللات بأنواعها، وبيعها بأرباح رمزية على زبائني في مركز المدينة، وهنا زادت شعبيتي وذاع صيت عملي في مختلف أرجاء المحافظة».
ومع بداية موسم المؤن المنزلية تستقبل "سامية" مئات الاتصالات والطلبات لتجهيز مختلف أنواع المؤن لمعارفها وأصدقائها، وتقول: «مثلاً في موسم الباذنجان الحمصي احضر مكونات وجبة المكدوس من الباذنجان المسلوق والحشوه المكونة من الفليفلة المطحونة والجوز والثوم، وذلك بكميات كبيرة تقارب مئات الكيلوغرامات، ومن الزبائن من يرغب بالباذنجان المسلوق وبالحشوة كلا على حدة ليحشوها بيديه ويتمتع بهذا العمل اليدوي الرائع، ومنهم من يطلب الباذنجان المسلوق أو الحشوة فقط لصعوبة تجهيزهما معاً ليكمل باقي المراحل في منزله، والبعض يطلبها جاهزة للتناول».
إن دقة العمل ونظافته وجودة مكوناته فتحت للسيدة "سامية" أسواقاً للتصريف خارجية، وعنها تقول: «نتيجة لتشعب علاقاتي ومعارفي تعرفت على زبائن مغتربين في "فنزويلا" و"البرازيل"، فطلبوا مني تأمين المؤن لهم ولذويهم هناك وفق كميات يحددونها مسبقاً، وأهمها المكدوس ومصمود ورق العنب والبرغل، وتكون جاهزة في وقت خاص يتم خلاله توصيلها لسفن الشحن الذاهبة إلى حيث بلادهم، وهذا بالطبع فتح علي أبواب تصريف جديدة».
وعن المرحلة المفصلية في حياة "سامية" والتي فتحت لها أفق تعلم حرفة يدوية جديدة ساهمت في زيادة دخل أسرتها قالت: «من خلال تعاملي مع موظفي رابطة المدينة للاتحاد النسائي فرع "طرطوس" عرضت عليّ السيدة "هدى الحمصي" إحدى أعضاء الرابطة أن تشركني بدورة تدريبية في صناعة الخيزران كتكريم لنشاطي كسيدة وأم منتجة في المجتمع بمناسبة عيد الأم، فاتبعت الدورة وتفوقت بها، وحالياً أعمل في هذا المجال إلى جانب عملي الأساسي في المؤن وإعداد الأطعمة، وأشارك بمنتجاتي الخيزرانية ضمن معارض الحرف اليدوية التي تقام في المحافظة وتقدم أدوات وتحفاً منزلية».
وتتابع: «بعد تفوقي في حرفة الخيزران ومتابعة منتجاتي من قبل زبائني، طلبوا شراءها لوضعها في منازلهم، إضافة إلى أن البعض بدأ بالترويج لها بين أصدقائه ومعارفه من أصحاب المحال التجارية، فوجدت في هذه الحرفة مصدر دخل إضافياً يمكن الاعتماد عليه، فأصبحت أصنع مختلف حاجيات المنزل اليومية وأكسسواراتها التزيينية، كحاضنات الكؤوس والمضايف والصواني وبراويز الصور وحافظة الخبز والسلال متعددة الأحجام والاستعمالات وغيرها الكثير من الابتكارات االخاصة بالاستعمال المنزلي».
ثم أضافت: «تتميز الأدوات الخيزرانية بعمرها المديد ومتانة صناعتها وقابليتها للتجديد حين التلف، فحين بدء العمل بها يجب نقع أعواد الخيزران بالماء لبعض الوقت لتصبح مطاوعة وطرية فلا تتكسر، وأجهز القالب الخشبي الذي سأبني عليه أساسيات الأداة المراد صناعتها، وهنا يمكن الاستغناء عن القالب الخشبي وصناعة قالب من الخيزران ولكن هذا يضاعف من تكاليف القطعة، ويجب أن تكون أعداد ثقوب القالب الخشبي مفردة دوماً لتكون لفة الخيزران عليها صحيحة ومتكاملة مع بعضها بعضاً من البداية وحتى النهاية، وهنا نبدأ بلف الخيزران العريض على الأعمدة من النمرة اثنان بطريقة التداخل أي عمود تحت الخيزران العريض وعمود فوقه، وهكذا حتى الوصول إلى الارتفاع المطلوب، حيث يتم ختم القطعة بطريقة فنية وهي جدل الخيزران مع بعضه بعضاً، ومن ثم وضعها في مادة الغراء اللاصق ليزيد من تماسكها وبعدها تدهن بـ"اللكر" ليعطيها لمعاناً جذاباً».
وختمت حديثها بالقول: «يمكن تلوين الخيزران بألوان مختلفة عن لونه الأساسي وهو البيج، بواسطة صبغة يتم حلها بالماء ووضع الخيزران بها لعدة ساعات بعد إضافة القليل من ملح الطعام الذي يجعلها أكثر ثباتاً على القطعة، ومن ثم تعريضها لأشعة الشمس حتى تمام الجفاف لتصبح جاهزة للاستعمال».
السيدة "هدى الحمصي" من الاتحاد النسائي- رابطة المدينة وإحدى زبائن السيدة "سامية" قالت عنها: «إنها مثال الأم المنتجة التي استطاعت بجهدها الشخصي تأمين مصدر دخل رديف لأسرتها، وتميزت بنفسها الطيب على ما تصنعه من فطائر ومؤن منزلية، وأنا شخصياً أتصل بها لتحضر لي بعض المؤن التي تجهزها في منزلها يدوياً وبالطرق التقليدية، ومنها المكدوس الذي يحتاج إلى الكثير من الجهد والتعب لتصنيعه، وهي قد وفرت وكرست وقتها وجهدها لهذه الأعمال، لذلك نلجأ لها في كل موسم».
يشار إلى أن السيدة "سامية خضر" من مواليد قرية "تعنيتا" عام /1967/ متزوجة ومقيمة في قرية "حريصون".