هي إحدى القرى القديمة والمعروفة في منطقة "عفرين" تشتهر بينابيعها المعدنية التي جعلتها مقصداً للسياحة العلاجية؛ إنها قرية "الحمام".
للحديث عن هذه القرية ومميزاتها تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 أيار 2014 السيد "محمد صاغر" من "جنديرس" قائلاً: «تقع قرية "الحمام" في أقصى النهاية الغربية الجنوبية من منطقة "عفرين" وتحديداً على الحدود السورية – التركية، في الأربعينيات من القرن الماضي تم تقسيم القرية إلى نصفين حين رُسمت الحدود بين "سورية" و"تركيا"، قسم منها أصبح في الجانب التركي وسُمي "حمام الأتراك"، أما القسم الأكبر فبقي داخل الحدود السورية وسُمي قرية "الحمام" وتبعد عن مدينة "جنديرس" نحو 10كم.
يبلغ عدد سكان قرية "الحمام" نحو 3150 نسمة، وتبلغ مساحتها نحو 588 هكتاراً
تشتهر قرية "الحمام" بمياهها المعدنية الحارة والموجودة فيها منذ أقدم الأزمنة، حيث كانت مقصداً للمصابين بالأمراض الجلدية مثل: "الحكة"، و"الجرب"، و"حب الشباب"، وغيرها، حالياً تم إنشاء مجمع باسم "حمامات الشفاء" في القرية وذلك بشكل عصري وحضاري، ويضم المجمع مسابح مياه كبريتية وغرفاً بخارية ومطعماً ومنتزهاً شعبياً.
يقصد هذه المنشأة الطبية والسياحية سنوياً المئات من المرضى من داخل "سورية" ومن مختلف بلدان العالم للحصول على العلاج من الكثير من الأمراض الجلدية، مثل: "الأكزيما"، و"الصدف"، و"الروماتيزم"، و"الفطريات"، و"حب الشباب"، و"حبة حلب"، وغيرها، وبالتالي تعد القرية إحدى أهم أماكن الجذب السياحي في منطقة "عفرين".
بحسب ما سمعناه من آبائنا وأجدادنا فقد كانت قرية "الحمام" مركزاً إدارياً وحكومياً مهماً خلال العهد العثماني، وكان فيها مخفر شرطة وسجن وما زالت أبنيتها موجودة حتى اليوم، كما يوجد فيها "قناق أحمد آغا كنج" أحد الأغوات المشهورين في المنطقة.
في الطرف الشمالي منها توجد "غابة بيرقدار" التي تضم الآلاف من أشجار الصنوبر، والتي تعد أحد أماكن الاستقطاب السياحي وخاصة من أبناء المنطقة للتنزه وقضاء أجمل الأوقات في ظلال تلك الأشجار والتمتع بالمناظر الخلابة.
إضافة إلى ذلك فقد كانت القرية مركزاً تجارياً وزراعياً شهيراً بدليل وجود سوق تجاري أسبوعي يسمى "بازار الحمام" حتى أواسط القرن الماضي».
وأضاف "صاغر": «يمكن للزوار والسياح الراغبين في الشفاء من أمراضهم الجلدية الوصول إلى القرية من طريق عام رئيسي هو طريق "عفرين" –"جنديرس" –"الحمام"، كما يمكن الوصول من طريق "شيخ الحديد" –"مروانية" –"غابات بيرقدار" –"الحمام". والطريقان هما الوحيدان اللذان يصلان إلى القرية وهما معبدان ووضعهما المروري جيد».
وختاماً، قال: «اقتصادياً تشتهر القرية بالزراعة وخاصة زراعة الزيتون التي تزرع بشكل كبير في سهولها الخصبة، كما يزرع فيها القمح والشعير والعدس والحمص وغيرها».
الباحث في تاريخ وتراث منطقة "عفرين" الدكتور "محمد عبدو علي" قال عن موقع القرية وتاريخها: «"الحمام" قرية كبيرة تشرف من جهتها الغربية على "سهل العمق" يوجد فيها قصر قديم لأحد الأغوات الأكراد في "عفرين" من "آل كنج"، كانت القرية محطة عبور حدودية مهمة قبل إلغاء المعبر الحدودي الذي كان يمر فيها».
وأضاف: «تم تشكيل قضاء باسم "قضاء كرداغ" بعد الاحتلال الفرنسي لـ"سورية"؛ وذلك بموجب القرار 33 تاريخ 4 أيلول 1922، وتألف هذا القضاء من أربع نواحٍ منها قرية "الحمام"، وفي أواسط عقد الخمسينيات من القرن الماضي تم نقل المركز الإداري لناحية "الحمام" إلى بلدة "جنديرس"، وقُسمت القرية بعد ضم "لواء اسكندرون" إلى تركيا إلى نصفين سوري وتركي.
في العهد العثماني كانت السوق الرئيسية لمنطقة "كرداغ" هي مدينتا "كلس" و"قره خان"، إلا أنه كانت هناك أسواق أسبوعية محلية تقام في بعض القرى الكبيرة، مثل بازار قرية "الحمام" المهم والمشهور منذ نهاية القرن التاسع عشر، وقد فقد هذا السوق أهميته بعد ترسيم الحدود بين "سورية" و"تركيا" وزرع الألغام على الطرف التركي، وبذلك تم نقل "بازار الحمام" إلى "جنديرس" وتحديداً منذ العام 1940.
استمدت القرية اسمها من حمامات المياه المعدنية التي كانت متواجدة بقربها، واليوم قام أحد الأهالي في القرية بحفر بئر ارتوازية شمال القرية، كما قام ببناء مسبح وحمامات ومطعم يزوره سنوياً مئات المصابين بالأمراض الجلدية للمعالجة والاستشفاء. والجدير بالذكر، أن حرارة المياه تبلغ 41 درجة لدى وصولها إلى المسابح وغرف البخار».
وختم قائلاً: «يبلغ عدد سكان قرية "الحمام" نحو 3150 نسمة، وتبلغ مساحتها نحو 588 هكتاراً».