تفرد الحرفي "إسماعيل معلا" من قرية "بيت معلا" بتكامل العمل بمشغولات الحرير، من تربية الدودة وحتى إنتاج الملابس رغم صعوبة الظروف، فعرض منتجاته الحريرية وكتب عليها غير مخصصة للبيع.
الظروف المكبلة للعمل بحرفة الحرير لم تمنع الحرفي "معلا" من متابعة العمل بمختلف جوانبه، لأنه يرى فيه محافظة على التراث اللا مادي الذي نشأ عليه وأسرته، وهذا بحسب حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 آذار 2015، مع افتتاح معرض التراث الشعبي في صالة المعارض بمدينة "طرطوس القديمة"، وأضاف: «نشأت ضمن أسرة تعمل بحرفة الحرير الطبيعي كحرفة متوارثة، وهو ما دفعني للاستمرار بها كعمل متكامل يبدأ من تربية دودة الحرير وينتهي بتسويق المنتجات والمشغولات الحريرية، وهذا ضمن إطار العمل المنتج أي تدخل فيه حسابات كثيرة أهمها وجود احتياطي من شرانق الحرير، وهو الأمر الذي تعززت قيمته في هذه الفترة الراهنة من حياة البلد والأزمة التي تعصف به، لذلك وضعت على منتجاتي ومشغولاتي الحريرية المشاركة تنويهاً أنها مخصصة للعرض فقط، ليبقى لدي مخزون من هذ المشغولات للضرورة القصوى، فتتيح لي إمكانية المشاركة بالمعارض التراثية الحرفية».
لم أصدق نفسي خلال التجول في المعرض لأني أرى مشغولات حرير طبيعي صناعة "سورية"، خاصة أن هذه الصناعة الحرفية مشهورة على مستوى العالم ومطلوبة لدقتها وجودتها، وكنت أتمنى لو أتيحت لي فرصة الشراء من هذه المشغولات
ويتابع الحرفي "إسماعيل": «تميزنا كأسرة تعمل بالحرير الطبيعي بتكاملية العمل، أي عملنا يبدأ من تربية الدودة وحتى المنتج الجاهز للاستهلاك، وهذا أمر غير متوافر في "سورية"، علماً أن قرية "دير ماما" التابعة لمحافظة "حماة" تنتج الحرير وقطع اللباس، ولكن ضمن اختصاص محدد لكل عائلة، أي إن كل عائلة اختصت بجزء من العمل، وليس بالعمل ككل، وهذا باعتراف بعض الأصدقاء من "دير ماما"».
وعما قدمه الحرفي "إسماعيل" في معرضه قال: «بالعموم نحيك من خيوط الحرير الطبيعي "الشالات والبلوزات والأطقم الحريرية الجاهزة"، وقدمت منها حوالي ستين عملاً حرفياً متقن الصناعة، إضافة إلى عرض دولاب حل الحرير وبعض الأدوات الخاصة بهذا الأمر، ولكن ما كان ينقصنا الإعلان بطريقة أفضل عن هذا المعرض الذي ترعاه وزارة الثقافة متمثلة بمديرية الثقافة في المحافظة، وتوفير أو تعويض شيء من تكاليف المعرض».
وفي لقاء مع "فكتوريا عروس" من الزوار، قالت: «لم أصدق نفسي خلال التجول في المعرض لأني أرى مشغولات حرير طبيعي صناعة "سورية"، خاصة أن هذه الصناعة الحرفية مشهورة على مستوى العالم ومطلوبة لدقتها وجودتها، وكنت أتمنى لو أتيحت لي فرصة الشراء من هذه المشغولات».
وفي لقاء مع "منذر رمضان" رئيس مكتب الثقافة والإعلام في "اتحاد الحرفيين" قال: «هدفنا من عرض مشغولات الحرير الطبيعي في معرض التراث الشعبي أن يدرك الزوار والمهتمون بقاء هذه الحرفة رغم كل الصعوبات التي تواجهها من انقطاع البذور وعدم توافر الدعم للعاملين بها، فهي حرفة الأجداد التي نفخر بها».
يشار إلى أن معرض التراث الشعبي افتتح بتاريخ 15 آذار 2015، واختتم 19 آذار.