تعدّ أكلة "أبو شلهوب" واحدة من المأكولات الشامية الشعبية التي تميز بها المطبخ الدمشقي منذ القدم؛ التي حافظت على عراقتها وأصالتها، فضلاً عن طعمها اللذيذ ورائحتها الشهية.
عرف المطبخ الشامي بتنوع وجباته ومقبلاته، ومن مفردات هذا المطبخ وجبات للغداء يعود تاريخها إلى الماضي البعيد؛ ومازالت الأسر الشامية تعدها باستمرار، وعن أكلة "أبو شلهوب" أو كما هي معروفة حالياً باسم أكلة "الكوسا بالبرغل" تحدثت ربة المنزل والمدرّسة "لبنى سعيد" لمدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 25 كانون الأول 2015، بالقول: «تعد من الأكلات القديمة المعروفة والمشهورة في المطبخ الدمشقي، وتقوم ربات المنازل بإعدادها وتحضيرها بسرعة وسهولة، لكونها لا تحتاج إلى الوقت الطويل لإعدادها، وقد تعلمتها من والدتي وعلمتها بدوري لعدد من جاراتي اللواتي صنّفنها من الأكلات الرئيسة في مطبخهن لسهولة وسرعة تحضيرها، وتقدم كطبق رئيس ضمن وجبات الغداء؛ وأهم ما يميز هذه الأكلة قدرتها على مد الجسم بالقوة اللازمة لوجود مادة البرغل فيها؛ باعتباره (مسامير الركب) كما قيل عنه قديماً، ولهذا عندما كنا صغاراً كانت والدتي تلزمنا بأكل طبخات البرغل، وأكلة "أبو شلهوب" واحدة من الأكلات التي أفضلها وأقوم بطبخها في كل الفصول على الرغم من أنها أكلة صيفية».
مكوناتها بسيطة ومتنوعة؛ ولكل مكوّن نكهته المميزة والفريدة، ولإعداد هذه الأكلة نحتاج إلى كوبين من البرغل الخشن؛ وخمس حبات من الكوسا المتوسطة الحجم ومقطعة إلى مربعات صغيرة، ونصف كيلوغرام من اللحمة المقطعة أو المفرومة إلى قطع ناعمة، وهو أمر اختياري تقرره ربة المنزل، وقليل من الصنوبر، ويمكن الاستغناء عن اللحمة والصنوبر وطبخها بالخضار فقط حسب رغبة العائلة، إضافة إلى أنها تحتاج إلى ملعقتين من السمن، ويمكن استبداله بربع كوب من زيت الزيتون، وبصلة متوسطة الحجم، والقليل من الثوم؛ مع إضافة الملح والفلفل الأسود حسب الرغبة
وتتابع: «مكوناتها بسيطة ومتنوعة؛ ولكل مكوّن نكهته المميزة والفريدة، ولإعداد هذه الأكلة نحتاج إلى كوبين من البرغل الخشن؛ وخمس حبات من الكوسا المتوسطة الحجم ومقطعة إلى مربعات صغيرة، ونصف كيلوغرام من اللحمة المقطعة أو المفرومة إلى قطع ناعمة، وهو أمر اختياري تقرره ربة المنزل، وقليل من الصنوبر، ويمكن الاستغناء عن اللحمة والصنوبر وطبخها بالخضار فقط حسب رغبة العائلة، إضافة إلى أنها تحتاج إلى ملعقتين من السمن، ويمكن استبداله بربع كوب من زيت الزيتون، وبصلة متوسطة الحجم، والقليل من الثوم؛ مع إضافة الملح والفلفل الأسود حسب الرغبة».
وعن طريقة التحضير تقول: «بعد غسل حبات الكوسا جيداً نقوم بتقطيعها إلى مكعبات متوسطة الحجم، ثم نقطع البصلة إلى قطع صغيرة، ونضعها في قدر كبير مع إضافة السمن أو الزيت واللحمة المقطعة، ونقوم بتحريك الخليط على نار هادئة حتى ينضج جيداً وتصبح المواد متماسكة مع بعضها، وبعد ذلك نقوم بإضافة الكوسا المقطعة والبهارات والملح، ولا بد من نقع البرغل الخشن بمقدار كأس من الماء، وفي وعاء آخر نضع ملعقتين من السمن، ونضيف البرغل المنقوع مع التحريك المستمر لمدة خمس دقائق، ثم نضيف إليه المكونات السابقة مع إضافة ثلاثة أكواب من الماء الساخن ويترك على النار حتى ينضج، وتقدم هذه الأكلة كوجبة أساسية على الغداء مع "السلطات أو سلطة الخيار باللبن"، وتعد من الأطباق الرئيسة على المائدة بالنسبة لمعظم الأسر الدمشقية لوجود اللحم والصنوبر فيها، لكن هناك عائلات تعدها طبق (تمشاية حال)؛ أي إنها تقوم بتحضيرها بالبرغل والخضار من دون إضافة اللحم، ومنهم من يستغني عن الكوسا ويطبخها بالباذنجان أو البندورة».
تحتوي "أبو شلهوب" قيمة غذائية كبيرة؛ وعن ذلك حدثنا الدكتور "وليم العجوة" بالقول: «تعد من الأكلات الغنية بالفوائد لاعتمادها البرغل كمكوّن أساسي فيها، فهو مصدر جيد للفيتامينات؛ ويحتوي نسبة معادن عالية وغني أيضاً بالحديد والفوسفور والزنك والمنغنيز والمغنيزيوم، كما أنه غني بالألياف، ويحوي نسبة منخفضة من السعرات الحرارية والدهون ونسبة مرتفعة من البروتينات، إضافة إلى وجود "الكوسا" التي تعد من الأغذية المتكاملة؛ التي تحارب العطش لاحتوائها على 94% من الماء إلى جانب نسب جيدة من الأملاح والمعادن والألياف والفيتامينات التي تفيد مرضى السكري، ولها دور في تسهيل عملية الهضم ومقاومة لتسمم الأمعاء، فهي مطهر جيد للمعدة والأمعاء وملينة لهما، وتساعد في خفض نسبة الكولسترول في الدم، فهي ممتازة للراغبين بـ"الريجيم".
إضافة إلى غناها بمادة الزنك الموجود باللحم؛ حيث يدخل في بعض عمليات الجسم الحيوية؛ كتنظيم مستوى السكر بالدم ورفع المناعة، ويمد الجسم بالأحماض الأمينية المفيدة لنمو وصحة الجسم عند الصغار والكبار، وهي تساهم بوجه رئيس ببناء الأنسجة وتكوين العضلات؛ لذلك أنصح بتناول هذه الأكلة».