حفزت الظروف المعيشية القاسية "نيروز يونس علي" على إحياء موهبة الطفولة في صناعة الإكسسوارات من الخرز، لتؤسس لنفسها مشروعها الخاص "3 نحلات"، بأدوات تتمثل بالخرز والكريستال واللولو وخيوط الحرير والنول والإبرة، ومن خلال هذه المشروع تمكنت من وضع لمستها الخاصة وبصمتها في مجال الأعمال اليدوية الذي يحتاج إلى الكثير من الصبر والجهد والدقة.
ثلاث نحلات
تتحدث "نيروز يونس علي" عن موهبتها وبداياتها في صناعة الإكسسوارات من الخرز حيث تقول: «بدأت باكتشاف موهبتي في صناعة قطع الإكسسوارات منذ كنت طفلة، فقد كانت والدتي أيضاً موهوبة بالأشغال اليدوية كحياكة الصوف والتطريز وأشغال الخرز، وكنت أقوم في أوقات فراغي في تلك المرحلة بصناعة بعض الإكسسوارات والدمى الصغيرة، كنوع من التسلية الطفولية».
في البداية كان تفكيري متجهاً نحو التدريس، فأنا حاصلة على إجازة في الاقتصاد ولدي اطلاع على المناهج الدراسية، لكن ظروف أسرتي لم يكن يسمح بالغياب طويلاً عن المنزل، لذلك قررت إحياء موهبتي والبدء بها كعمل أساسي
وعن فكرة مشروعها الصغير "3 نحلات" توضح "علي" أن المشروع هو وليد الظروف القاسية التي مرت بها عائلتها بسبب الحرب.
وتضيف: «في البداية كان تفكيري متجهاً نحو التدريس، فأنا حاصلة على إجازة في الاقتصاد ولدي اطلاع على المناهج الدراسية، لكن ظروف أسرتي لم يكن يسمح بالغياب طويلاً عن المنزل، لذلك قررت إحياء موهبتي والبدء بها كعمل أساسي».
اختارت "نيروز" لمشروعها اسم "3 نحلات" بعد مناقشات وتفكير مشترك مع عائلتها، وعن هذا تقول: «المشروع يحتاج الكثير من الاجتهاد والمثابرة تماماً كما يجتهد النحل في عمله، فرأينا أن هذه التسمية تناسبه كثيراً، كذلك يمثلني وبناتي الاثنتين، حتى وإن لم تعملن في هذا المجال كمهنة، لكنني أطمح أن أعلمهن إياها حتى يصبحن محترفات، وفعلاً فقد بدأت إحداهن بصنع بعض القطع البسيطة بحرفية جيدة».
بصمة خاصة
تبحث "نيروز" عن التميز في كل ما تصنعه، لذلك نجدها تبتعد عن التقليد، كما تسعى دائماً لاكتساب مهارات تساهم في تطوير قدراتها، وترى أن "صناعة الإكسسوارات بواسطة الخرز" هي فن عريق ويشغل حيزاً واسعاً من الاهتمام في معظم بلدان العالم، ويقوم على تشكيل أجمل القطع الفنية بحبات صغيرة من الخرز، وهو كأي عمل له تحدياته وصعوباته منها ما يتعلق بتوفير المواد ذات الجودة العالية، أيضاً الأسعار غير المستقرة، والانقطاع الطويل للكهرباء وخصوصاً في الليل، وهذه معاناة كبيرة بالنسبة لي لأن ذروة عملي هي في ساعات المساء، لكن في المقابل أحاول دائماً الاستمرار من خلال تحدي الظروف مهما بلغت صعوبتها.
"نيروز" أم لثلاثة أولاد متفوقين بفضل متابعتها الدائمة لهم، حيث تحاول بشكل مستمر، حسب قولها، أن توفق بين واجباتها المنزلية وبين عملها كموظفة ومشروعها الخاص، والذي تسعى من خلاله لخلق بصمتها الخاصة في مجال صناعة الإكسسوارات، كما تحاول تلبية رغبة زبائنها وطلباتهم المتعلقة بالتصاميم والألوان، مع الحرص على التواصل المستمر معهم حتى إتمام صناعة القطعة المطلوبة والوصول إلى الشكل النهائي.
وعن التسويق لمنتجاتها تقول: «أستعين في الترويج لمشغولاتي بصفحة المشروع عبر فيسبوك والإنستغرام، كذلك من خلال بعض المجموعات التي تسمح بالنشر المجاني، ولتحقيق الاستجابة المطلوبة أحاول دائماً تأمين ما يلزم من مواد لصناعة الإكسسوار بأسعار مناسبة، حتى يكون المردود المادي عادلاً بالنسبة للجهود المبذولة، وقد لاقت مشغولاتي إقبالاً جيداً من قبل محبي الإكسسوارات».
دقة وتميز
بدورها تبيّن "هند قره فلاح" لمدونة وطن أنها تعرفت على "نيروز" من خلال ما تعرضه من مشغولات يدوية تتميز بالترتيب في طريقة اختيار الألوان وتناسقها، كما تتميز بلمسة مختلفة من حيث الدقة والتقانة، لذلك قررت التواصل معها بعد أن اختارت عدة قطع إكسسوارات لفتتها، ليتبيّن لها لاحقاً مدى الحب واللطف في التعامل والأمانة في العمل التي تميز "نيروز"، ومصداقيتها في المواعيد.
من جانبها "خلود سلمان" فقد أوضحت أنها تعرفت على مشغولات "نيروز" عن طريق الإنترنت، مشيرة أن التعامل معها يظهر صبرها وقدرتها على التعامل بلطف مع الزبائن، وسعيها الدائم لفهم ما يطلبه الزبون وتنفيذه بدقة عالية مع إضافة لمستها الخاصة والمتميزة، وحرصها على إيصال الطلبية بوقتها المحدد وبسعر مقبول مقارنة بأسعار السوق.
أما "ريتا شاهين" فهي من المتابعين لما تنشره "نيروز" من أعمال يدوية على صفحتها، وترى أن عملها يحمل نوعاً من الخصوصية من ناحية تنفيذ القطعة بالشكل واللون المطلوب بدقة عالية وترتيب ورقي، مبينة أنها طلبت منها عدة قطع لم يتجاوز تنفيذها أربعة أيام، مع حرصها على إرسال صور القطع بعد إنهاء العمل قبل الشحن للتأكد إذا كان الزبون يرغب بإجراء بعض التعديلات عليها.
أجريت اللقاءات بتاريخ 8 و 10 آب 2023.