تعد بحيرة "حياكة" من أهم وأبرز وأفضل أماكن الترفيه والتنزه في منطقة "المالكية" بمحافظة "الحسكة"، ، إذ تشكل نقطة التقاء للعديد من الأسر والأهالي من مختلف البلدات والقرى والمدن، ممن يفضلون قضاء أوقاتهم في رحابه، وآخرون من محبي الصيد ممن يمضون الليل والنهار عنده.
ترفيه وتسلية
بالنسبة إلى "خليل صالح المحمود" وهو من أبناء المنطقة، تنطوي زيارته إلى بحيرة "حياكة" على أهداف كثيرة، يقول عنها خلال حديثه مع مدوّنة وطن: «أنا من هواة الصيد، ومن محبي السباحة، لذلك وبكل شبه دائم أزور المنطقة، لأنها تمنح راحة كبيرة وسعادة واضحة، لذلك لي تواصل مع هذا المكان منذ أن كنتُ طفلاً، واليوم يرافقني أبنائي وأبناء أخي عندما تكون الرحلة للصيد والسباحة، وأحياناً أخرى تكون الرحلة بهدف الترفيه عن النفس رفقة الأسرة كاملة، حصل مرات أن زارنا أحد من خارج المنطقة، ففضلنا أن نمضي معه بجانب السد بعض الوقت، ليأخذ قسطاً من الهدوء والراحة، وبعض الشباب ممن يرافقني أحياناً يفضل قضاء النهار والليل عند السد».
أنا وعدد من الشباب نقوم بزيارة السد كل يوم خميس، هو طقس نقوم به منذ سنين، نذهب للصيد فالمكان أكثر من جيد لصيد السمك، وخلال وجودنا نلحظ كثير من الشباب حضروا لذات المهمة التي ذهبنا من أجلها، كل ينال رزقه وحصته، ونمضي كل الليل، فهو الوقت المناسب للصيد، نعرف جيداً أماكن تواجدها، اكتسبنا خبرة ومعرفة كبيرة بهذا المجال، وتختلف كمية الصيد التي نجنيها من أسبوع لآخر، لكن يهمنا أن نكون هناك بشكل دائم، علماً أننا ناتي إلى هنا من مدينة "القامشلي"
تفاصيل قضاء وقت النهار يتابع سردها "خليل" بقوله: «بالنسبة لمياه البحيرة قسم منها رافد لسد "سفان" المعروف بمنطقة "المالكية"، وقسم يصله من الينابيع، كون المنطقة غنية بها، لذلك فالبحيرة وسدها وما يحيط به يضم طبيعة جميلة وخلابة، تعطي البرودة في فصل الصيف، وهو الوقت الأكثر إقبالاً للأهالي، نجد خيم الأهالي منتشرة على امتداد السد وعدة الطعام أمامها، بعضهم يشرب الشاي والقهوة، وضمن مياه البحيرة سبّاحون وصيادون، والجميل تلك العلاقات الاجتماعية، بين أبناء المنطقة، وتلك الصور العائلية والاجتماعية التي نعتبرها الأهم والأجمل، حيث يتم تبادل الولائم، ومع لحظة التعارف تبدأ دعوات شرب الشاي والمشروبات الأخرى، هذه العناوين وغيرها تعطي مكانة طيبة للسد عند أبناء المنطقة عامة، لهذه الأسباب نحن متعلقون به، ولا نغيب عنه».
من جانبها "خديجة محمد" من أهالي بلدة "القحطانية" تشير إلى أنها وزوجها وأطفالها يذهبون معاً إلى المنطقة بين الحين والآخر، يأخذون طعامهم المجهز من المنزل ويتناولونه هناك، مع شرب الشاي الذي يجهز على الحجارة وخشب البرية، تعتبر تلك الأجواء رائعة، ولا يمكن إلا أن تتواصل معه رفقة أسرتها بشكل دوري، تأخذ قسطاً كبيراً من السعادة حسب ما تقول.
مورد دخل
وعن زياراتهم للبحيرة وسدها رغم بعده مسافة 200 كم عن إقامتهم، يفضل مجموعة من الشباب قضاء ساعات الليل عنده، ومنهم "سامي علي خالد"، الذي يمضي ليله في المنطقة ، لسبب رئيسي ومهم، يقول عنه: «أنا وعدد من الشباب نقوم بزيارة السد كل يوم خميس، هو طقس نقوم به منذ سنين، نذهب للصيد فالمكان أكثر من جيد لصيد السمك، وخلال وجودنا نلحظ كثير من الشباب حضروا لذات المهمة التي ذهبنا من أجلها، كل ينال رزقه وحصته، ونمضي كل الليل، فهو الوقت المناسب للصيد، نعرف جيداً أماكن تواجدها، اكتسبنا خبرة ومعرفة كبيرة بهذا المجال، وتختلف كمية الصيد التي نجنيها من أسبوع لآخر، لكن يهمنا أن نكون هناك بشكل دائم، علماً أننا ناتي إلى هنا من مدينة "القامشلي"».
بدوره المهندس "محمد عثمان" مدير عام المياه بالحسكة يوضح أن السد بالحقيقة يسمى نهر "حياكة" هو فرع من فروع سد "سفان" الكبير والضخم والذي يغذي مناطق كبيرة وعديدة بالمياه والذي يحتجز خلفه بحيرة تسمى بحيرة حياكة، ويأتي الناس إلى النهر للتنزه وصيد السمك ما يشكل مكاناً للترفيه ودخلاً مالياً من الصيد.
مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 تشرين الثاني 2023 زارت السد وأجرت اللقاءات السابقة.