من مجموعة نساء معيلات يعملن في الخياطة والحياكة اليدوية وعلى آلة التريكو وتدوير الملابس وصناعة ألعاب الأطفال، أسست "حياة رحمه" مشغلاً بدعم من المجلس الوطني في مدينة "سلمية"، كأحد المشاريع المتناهية الصغر، فشاركن في المهرجانات واكتسبن ثقة الزبائن.
خطوة أولى
تتحدث الحرفية "حياة رحمه"، 1973 ، عن تجربتها وما واجهته من صعوبات، وتضيف: "تعلمت أصول حياكة الصوف من خالتي وأتقنتها في شهرين، وبدأت مشوار الشغف فطورت مهاراتي وصنعت الألبسة الصوفية لكل الأعمار، وكفيت عائلتي بأفرادها الستة ولبيت طلبات الجيران والقرية، وبلغ إنتاجي 30 قطعة شهرياً، وبعد 3 سنوات اكتسبت سمعة طيبة خارج القرية، "سلميه" و"حماه" و"حمص" و"دمشق"، وعرفني الناس من خلال المعارض؛ كما تسوق المغتربون من ألبستي، وساهم توفر المواد الأولية من أصواف "الشعار" في "سلمية" باستمرار عملي، حيث ابتعت آلة تريكو بمساعدة المجلس الوطني في "سلميه"، وأسست مشغلاً عام 2021 بلغ عدد العاملات فيه 10 نساء معيلات لأسرهن، أسوق أعمالهن مقابل دفع أجرة إنتاج القطعة لكل منهن".
مشاركات ومعارض
وتضيف "رحمه": " شاركت في مهرجان فريق "نحنا هون" مع الحرفية " لميس حبابة"، وكان المعرض الأول عام 2020، ومع فريق "سوق الكل" لـ"وفاء الحايك" 2023 وهو مهرجان شهري في جمعية أصدقاء "سلميه"، وفريق "حكاية ريفنا" للأعمال اليدوية التابعة للأمانة السورية لـ"هديل سليمان " وفي جمعية الخالد 2021 ".
وفي مجال التدريب تشير إلى أنها دربت 25 هاوية لحياكة الصوف على آلة التريكو عام 2017 برعاية منظمة الـUNDP وبالتعاون مع مؤسسة الآغا خان لمدة شهر في سلمية"، ودورة تدريبية لـ12 متدربة عام 2018 بالتعاون مع مجلس بري الشرقي"، حيث انضمت النساء المميزات للورشة.
حرفيات ناجحات
بدورها تشير الحرفية "هناء كفا" 1975 إلى تجربة عملها في الورشة وتقول: " تعلمت الخياطة منذ كنت في الحادية عشرة من عمري، وفي عام 2018 اتبعت دورة خياطة لتدوير الملابس وصناعة الحقائب المدرسية من ملبوسات الجينز في المجلس المحلي في قريتي "بري الشرقي"، وبعد أن تزوجت وأنجبت خمسة أولاد اثنان منهم في الجامعة والباقي في المدارس، وبسبب ظروف مرض زوجي كان لابد من إعالة الأسرة، فاستثمرت الحياكة التي تعلمتها من صديقتي "حياة رحمه" وأنا في عمر صغير، فصنعت لأطفالي ملابس صوفية يدوياً وعلى آلة التريكو، فصنعت القبعات الصوفية واللفحات والجوارب، ثم ابتعت آلة حياكة ساعدتني في الإنتاج، وقمت بإعطاء دروس تعليمية، وفي عام 2013 قمت باتباع دورة لصناعة الألعاب في المجلس، وشكلنا ورشة لكن المردود المادي كان ضعيفاً، ثم قمت بدورة صناعة جلديات في "تلدره" عام 2017، 2018 وتعلمت تصميم وخياطة المحافظ، كما نظمنا مشغلاً تابعاً للمجلس المحلي وصنعنا الجلديات لأهل القرية، ومنذ عام التحقت بمشغل "حياة رحمه" لأني أملك آلة خياطة صناعية من المجلس المحلي، فشاركت بالمعارض لتسويق منتجاتي وبمعارض القرية و"سلمية"، وسوقنا للألعاب بمحل تجاري في "سلمية" ولكن المردود غير كاف لإعالة أسرتي فتعاقدت مع معمل البسكويت بالإضافة لعملي في الطبخ لصالة أفراح ".
"نوران ديب"، طالبة في الثالث الثانوي للفنون النسوية، وهي عضو في مشغل "رحمه" تضيف:
"أعمل مع "الحرفية "حياة" منذ سنتين، فعمل "الكروشيه" شغفي وجزء من اختصاصي في الفنون النسوية، وسعيدة بتأسيس المشغل فأنا أحب العمل الجماعي، وفرصة لعرض إنتاجي، وهذا حقق لي دخلاً مادياً ولو بسيطاً لكنه جزء من ثقافة أسرتي في العمل فوالدي في الدفاع الوطني وأمي معلمة مدرسة، وأخي الكبير في السنة الثانية كلية الحقوق، وأنا في الثالث الثانوي وأخي الصغير في الصف العاشر>>.
من جهتها تقول الخياطة "إيمان الحلاق"، 1960: <<تعلمت الخياطة من أمي، واكتسبت المهارة باجتهاد شخصي ومن معلميّ القصات الجاهزة، فكانت البداية باكتفاء أسرتي ثم الجيران والقرية، توقفت منذ عام بسبب وضعي الصحي لكن الظروف المعيشية الصعبة أجبرتني على العودة للعمل بمساعدة أخواتي، فالمشغل أمن لي فرصة لتأمين الدخل".
إصرار وتميز
"وفاء الحايك"، 1963"، مربية متقاعدة، رئيسة فريق "سوق الكل" تستعرض في حديثها للمدونة ظروف تأسيسها للفريق ومشاركتها مع الحرفية "رحمه" وتقول: "بعد تقاعدي من التعليم ومن مهمتي في المجلس الوطني في "سلميه" كرئيسة لجنة نسائية بعد خدمة 11 عاماً، وإقامة المعارض الدائمة للأعمال اليدوية والمنتجات للنساء المعيلات، وجدت أن شريحة كبيرة من النساء المنتجات للأعمال اليدوية والمنتجات بحاجة لدعم وتسويق، طرحت فكرة "سوق الكل" ولاقى إقبالاً من الكثيرات، ومنهن "حياة رحمه" التي أعرفها من 12 عاماً، حيث تقوم بعرض أعمالها الصوفية في المجلس المحلي، وفي جمعية أصدقاء "سلميه" في فريق "سوق الكل"، وقد ابتعت منها قبعات ولفحات وجوارب صوفية لي ولأفراد عائلتي".
أما "لمى نعوس"، 1987،كلية آثار ومتاحف، ماجستير إدارة أعمال، ومشرف عائلي في برنامج تنمية العائلات في المجلس الوطني تقول: " أعرف "حياة رحمه" منذ عام من خلال برنامج تنمية العائلات لدعم المعيلات لأسرهن في المشاريع المتناهية الصغر، وهو برنامج عالمي له فروع في "سلميه" وريفها، و"طرطوس" وريفها، و"دمشق" و"حلب"، اعتمد على المتطوعين بعد تدريب 3 شهور بمدربين عالميين، وفق مبلغ مسترد بشروط أخلاقية وبلا فوائد، حيث ساهم بدعم 600 عائلة منها 400 في "سلميه" وهم عائلات تحت خط الفقر، وبما أن "حياة" حرفية ماهرة في الحياكة والإنتاج اليدوي وعلى آلة التريكو، قمنا بتمويلها لتوسيع عملها لاسيما وأن إنتاجها مع مشغلها للنساء المعيلات والحرفيات في تدوير الملابس وصناعة الألعاب والذي يكفي للمشاركة بمعارض للمجلس الوطني والقطاع الخاص وتوفر مكان للمشغل وحرفيات لتطوير العمل.. أنا شخصياً تعاملت مع الحرفية "حياة" فعملها متقن في الصوف وتدوير الملابس، وأجورها مناسبة لذوي الدخل المحدود".
وتقول "هنادي محمد الشيخ إبراهيم"، 1975، ربة منزل تحوك التريكو: "أصنع كل الملبوسات الصوفية "الكروشيه وسنارتين" وأعمل مع "حياة" منذ 3 سنوات كنزات وشالات، وأنا أم لثلاثة أولاد وزوجي مريض قلب، فانضممت للعمل بالمشغل لمساعدة أسرتي".