لمناسبة عقد مؤتمر الاستثمار بمدينة دير الزور، تحدث السيد أحمد شحادة خليل محافظ الرقة لموقع eraqqa قائلاً: بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد، وفي إطار البرنامج المتكامل لتنمية المنطقة الشرقية، جاء عقد المؤتمر الاستثماري في المنطقة الشرقية، ليسلط الضوء على مواردها وإمكاناتها وآفاق الاستثمار فيها.
وهو ما شكّل خطوة هامة ومميزة، إذ لأول مرّة يحضر مثل هذا العدد الكبير من أصحاب القرار، وعلى رأسهم السيد رئيس الوزراء، حيث كان للقاءات الثنائية، وورشات العمل والمعرض المرافق أثر واضح لإعطاء فكرة أولية عن المشاريع المطروحة، والمؤتمر فرصة حقيقية للتعريف بالمنطقة الشرقية، خاصة وأن عدد المستثمرين الذين شاركوا في أعمال المؤتمر، وزاروا المنطقة خلال هذه الفترة كبير جداً، حيث بلغ عددهم حوالي مائتي مستثمر أجنبي وعربي، تم إطلاعهم على واقع المشاريع المطروحة لعمليات الاستثمار، وهناك فرصة ثانية للقيام بجولات ميدانية على أرض الواقع، يتم من خلالها التعرف على فرص الاستثمار المتاحة، والمزايا والتسهيلات المقدمة من قبل المحافظة، فالواقع يختلف عما هو مروّج بشكل نظري، خاصة في محافظة الرقة، وما تمتلكه من مقومات حقيقية في شتى المجالات الخدمية والزراعية والسياحية والصناعية.
وأضاف السيد المحافظ: بزيارة أولية لمدينة الرقة، سيكتشف المستثمر جمالية نهر الفرات وسريره، والحوائج النهرية الطبيعية، والمعالم الأثرية والمقامات الدينية التي تتميز بها محافظتنا عن بقية المحافظات السورية، فضلاً عن وجود مساحات واسعة من الأراضي الجاهزة للاستثمار ضمن مدينة الرقة، والتي تعود ملكيتها للدولة، ووجود مدينة الأسد للفروسية التي تمتد على مساحة كبيرة تقدر بنحو 450 دونماً، وهي مجهزة للاستثمار في مجال تربية الخيول العربية الأصيلة، ومخدَّمة بالبنى التحتية اللازمة لإقامة مثل هذا المشروع، كما أن الغزارة الكبيرة لنهر الفرات الذي يمر بالرقة، توفر إمكانية استثمارات سياحية، كإقامة عوامات وشاليهات ومسابح طبيعية وألعاب مائية، ومرفأ نهري للقوارب ومطاعم ومتنزهات.
وتابع السيد المحافظ: وبالانتقال إلى مدينة الثورة، فهناك المسطحات المائية الواسعة، والمناطق المشجرة والمحميات البيئية والطبيعية، وما تتمتع به ضفاف بحيرة الأسد من مشاهد تسر الناظرين، وقلعة جعبر والرصافة وتل الرماد، وكل المواقع الأثرية العظيمة الأخرى، كالمدافن الرومانية وكهوف سحل الخشب وخان دامان وغيرها، تصلح لكافة أنواع المشاريع الاستثمارية، كالمسابح والمطاعم العائمة، ومرافئ لليخوت والقوارب والقرى السياحية والفنادق والمنتجعات، فضلاً عن الطبيعة التي تتميز بها محافظة الرقة، التي لولا جمالها لما اتخذها الخليفة العباسي الرشيد مصيفاً له، ولما قيل عنها: «الدنيا أربعة: منازل دمشق والري وسمرقند والرقة» فهي تتمتع بعذوبة مائها، ورقة أهلها، وحسن طباعهم، وكرمهم الذي لا يحده حدود، حيث أكدت الدراسات والأبحاث أن مياه بحيرة الأسد من أنقى مياه العالم.
وأضاف السيد المحافظ: لقد فتح لنا هذا المؤتمر مجالاً واسعاً للالتقاء بالأخوة المستثمرين على هامش أعماله، وتمت دعوتهم بشكل شخصي لزيارة المحافظة، وقد بدأوا فعلياً بزيارة الرقة، حيث التقينا بمندوب شركة من دولة الكويت الشقيقة، وأبدى رغبة بإقامة مشروع صناعي لصناعة الألبان ومشتقاتها، وتربية الأبقار وتسمين العجول، وصناعة الأعلاف، ومن الممكن أن يمتد هذا المشروع على مساحة قدرها 500 هكتاراً، وإمكانية التوسع بمشاريع زراعية، وهناك مستثمرين آخرين ومن جنسيات مختلفة سيزورون المحافظة تباعاً، ليدرسوا مشاريعهم على أرض الواقع، وستكون لهذه المشاريع إمكانية خلق آلاف فرص العمل لأهالي المنطقة، وهي فرصة إضافية لكي يطلع الزوار العرب والأجانب على معالم المحافظة الحضارية، وفرص ومزايا الاستثمار فيها، وينقلوها بدورهم إلى معارفهم، وفعاليات بلدانهم الاقتصادية، ونأمل أن تتواصل هذه اللقاءات بيننا وبين المستثمرين، الذين أبدوا رغبة حقيقية بالاستثمار في المحافظة.
وعن المشاريع السياحية المطروحة في المحافظة، بيَّن السيد المحافظ أنها نالت وتنال النصيب الأكبر من الاهتمام، الذي تركز على أكثر من 40% من المشاريع السياحية المطروحة من قبل المحافظة، وعلى منطقتي التطوير السياحي الكبرى على ضفاف بحيرة الأسد، وأضاف: فيما لو تم الوصول إلى توقيع العقود، فسنكون قد حققنا استثمارات مهمة لا تقل عن «100» مليار ليرة سورية، وكذلك بدا الاهتمام واضحاً ببعض المشاريع الصناعية والزراعية والمجتمع العمراني، وستتوضح المعطيات والمعالم أكثر عن ذلك خلال الفترة القليلة القادمة.
أخيراً وعن إنشاء مطار الرقة والمنطقة الصناعية، قال السيد المحافظ: فيما يتعلق بالمطار، فقد أبدت ثلاث شركات عربية رغبة واضحة بإنشائه واستثماره، وسنقوم بتوفير كافة التسهيلات اللازمة للوصول إلى توقيع عقود في هذا المجال، والبدء بعمليات التنفيذ، أما بالنسبة للمنطقة الصناعية، فقد تم تخصيص مساحة كبيرة قدرها «75» هكتاراً للمنطقة الصناعية والحرفية، على حدود مدينة الرقة، كما وجه السيد رئيس مجلس الوزراء بمنحها امتيازات المدينة الصناعية، بحيث تكون نواة لمدينة صناعية مرتقبة.