«مسلسل رائع جداً ويستحق المتابعة»، بهذه الكلمات وصفت "ميساء البني" لنا المسلسل التركي "سنوات الضياع" الذي يروي قصة الشاب "يحيى" وحبيبته "رفيف" اللذين ينتميان إلى الطبقة الفقيرة، ويحلمان بالزواج إلا أن صعوبات الحياة تحول دون ذلك.

وبعد ذلك يحاول "يحيى" منع انجذاب خطيبته "رفيف" نحو ثراء رب عملها "عمر" في مصنع النسيج، لكن الأمر ينتهي به إلى دخول السجن في أثناء محاولة منعها من الانجذاب لحياة الثراء التي أظهرها عمر لها ليغريها.

أن الأبطال لفتوا انتباه جيل الشباب في سورية، بحكم قربهم منا في العادات والتقاليد والثقافة، وتشابههم بشخصياتنا

وفي السجن، تبدأ علاقة تعارف وصداقة متينة بين يحيى وأحد زعامات المافيا بعدما قام يحيى بإنقاذه، وينتج عنها قيام رجل العصابة بمكافأة صديقه الوفي يحيى بمنحه منصبا مرموقا في شركته العملاقة بعد خروجه من السجن.

وحينها تبدأ قصة حب أخرى بين يحيى ولميس شقيقة عمر، لتبقى عوالم الأبطال العربية متداخلة؛ حيث نرى كيف ينقلب الحب إلى كراهية، والكراهية إلى حب، وكيف يصبح الأثرياء فقراء والفقراء أثرياء خلال 100 حلقة.

يرى "محمد العويد"– صحفي أن «المسلسل يمثل خروجا عن النمط السائد مما يعرض على الشاشة الصغيرة، والمشاهدون في سورية وغيرها من البلدان العربية يرون في المسلسل خروجا عن المألوف من تكرار لدراما سورية أو مصرية أو مسلسلات مكسيكية مدبلجة وغيرها».

في السياق نفسه ترى "دنيا مفلح"– موظفة «أن الأبطال لفتوا انتباه جيل الشباب في سورية، بحكم قربهم منا في العادات والتقاليد والثقافة، وتشابههم بشخصياتنا».

وتعتقد دعاء أن "لميس ورفيف وعمر ويحيى" وغيرهم من أبطال المسلسل استطاعوا الوصول إلى قلوب المشاهد السوري بامتياز، وتتابع: بدأت أتابع أخبار الشابة التركية التي تقوم بدور لميس، وقصة حبها وملامح شخصيتها، بشكل شخصي من خلال القناة.

أما "لميس خضر"- طالبة، فلا تكتفي بمتابعة حلقات المسلسل خلال فترة العصر، بل تعيد مشاهدة حلقات المسلسل بعد منتصف الليل. ومع اهتمامها البالغ بالمسلسل، تحاول مراقبة أدق تفاصيل الحياة في تركيا، وسبر أغوار المجتمع التركي، مبدية اهتمامها بالعلاقات الاجتماعية في المسلسل.

يقول الإعلامي "محمد الصباغ": في العادة لا أمتلك الوقت الكافي لمتابعة التلفاز، بحكم ساعات عملي الطويلة، لكن الحال انقلب بشأن "سنوات الضياع" الذي بدأت أتابعه بانتظام، ولا أفوِّت أية حلقة منه، رغم انشغالي وضغوط العمل.

ويتابع الصباغ: المثير والممتع والمشوق هو الجديد في كل حلقة، ودرجة الاندماج العالية التي تصيب المشاهد، فإذا تابع حلقة واحدة بشكل عرضي، فإنه سيدمن المسلسل على الرغم من العدد الكبير لحلقاته.

ويضيف "بهاء الدين السعيد"– طالب: عرض حلقات المسلسل الدرامي الاجتماعي المُدبلج باللهجة السورية، والذي تدور أحداثه في ضاحية صغيرة تجمع أبطال المسلسل، سيفتح الباب على مصراعيه كي تستضيف الشاشة الصغيرة المزيد من الأعمال التركية".

ومن جهتها "ميريانا نيشان" وهي طالبة جامعية، تضيف: يطرح المسلسل الدرامي التركي الجديد قضايا اجتماعية واقعية نجدها في مختلف المجتمعات وفي مجتمعنا العربي أيضاً، فملف الفقر المدقع، ومغريات العمل، والمبالغة في الاهتمام بالمظاهر الخارجية، والرفاهية الفارغة، وتأثيرات المال في نفوس البشر وغيرها، كلها قضايا ليست غريبة عن مجتمعنا.

وتتابع "هديل الشحادة"- جامعية: اللهجة السورية الجميلة، وخاصة للنجمة الشابة أناهيد فياض، تضيف لـ"سنوات الضياع" المزيد من الجمال، فلو كان المسلسل مترجما أو مدبلجا بعربية فصحى لقل تفاعل المشاهدين معه، ولتسلل إليهم الملل بفعل طول الحلقات. وتختتم: المسلسل حلو، ويدفعني لزيارة تركيا ورؤية جمالها الخلاب عن قرب.

جرأة في الطرح عند mbc

"لمى حلواني"– صحفية تقول: لنعترف أنه قبل عرض مسلسلات تركية على فضائيات "ام بي سي" ما كنا نعرف شيئا عن المسلسل التركي ولا عن فناني تركيا إلا فيما ندر، من هذا المنطلق يمكن أن نثمن خطوة أم بي سي وفضائياتها، ولكن يمكن أن نثمنها أكثر في حال سارعت شركات الدبلجة التي تتعامل معها إلى تبادل الدبلجة، بحيث تتم دبلجة مسلسل عربي إلى اللغة التركية مقابل كل مسلسل تركي تتم دبلجته إلى اللغة العربية أو إحدى لهجاتها وبذلك نحقق حضورا مفترضا للمسلسل العربي في مجتمعات أخرى قريبة أو بعيدة من باب المعاملة بالمثل، فما يحققه المسلسل التركي من نجاح وحضور هو نجاح صنعه الفنانون السوريون ولا ننسى أن هناك العديد من المسلسلات السورية التي تفوق هذه الأعمال شكلا ومضمونا.

يذكر أن المسلسل التركي سنوات الضياع كان يصور في تركيا بمعدل حلقة كل أسبوع، بعدما رأى المخرج أنه من الأفضل رصد ردود فعل الجمهور عقب تصوير كل حلقة، ورغم أن هذا الإجراء شكل مجازفة خطرة في بداية الأمر، فإنه في النهاية أثمرعن شعبية ساحقة للمسلسل داخل تركيا وداخل الوطن العربي أثناء عرضة على شاشة MBC. وكان أبطال مسلسل سنوات الضياع في ضيافة MBC، حيث أمضى فريق العمل يومين في إمارة دبي، بهدف تعريف المشاهدين العرب على أبطال المسلسل عن قرب، وبناء علاقة مباشرة مع جمهورهم.

ماذا بعد 100 حلقة

ما علمناه في بداية انطلاقة مسلسل سنوات الضياع أن المسلسل لن يتجاوز الثمانين حلقة فهذا حاله عندما عرض باللهجة التركية قبل فترة، لكن مشاهدنا السوري مازال أسيرا أمام المسلسل، فماذا بعد 100 حلقة هل سيطول انتظاره؟