حقق المسح الميداني لطيور السويداء الذي قامت به لجنة مشكلة من مديرية الزراعة نتائج ذات أهمية علمية وزراعية وكانت الأولى في إعداد هذا المسح نظراً لأهميته، رغم الجفاف والصعوبات التي تتعرض لها مختلف المناطق المستهدفة.

في لقاء eSuweda مع رئيس اللجنة المهندس "حسن البدعيش" معاون مدير زراعة السويداء عن أهمية هذا المسح الأول من نوعه في سورية (في 28/6/2008) قال عن طبيعة عمله وكيفية التنسيق بينه وبين أعضاء اللجنة:

تأتي هذه الخطوة الهامة والأولى من نوعها في سورية حفاظا على هذه الثروة وعلى التنوع البيئي في المنطقة، وحرصنا في بداية العمل على التنسيق وتنظيم المعلومات المتوافرة بين أعضاء اللجنة وعلى الاتصال مع المواطنين للاستفادة من خبراتهم وما يمتلكون من معلومات عن الطيور ومكان إقامتها، وكان التعاون مع الباحث "يوسف الزعبي" المسؤول عن توثيق الطيور على أكمل وجه وبما يعرفه من معلومات عن الطيور المحلية سواء منها المائية أو البرية الأخرى المهاجرة، وأقوم بتقديم التسهيلات التي يطلبها وتأمين السيارة لنقله، حيث إن هذه المناطق بعيدة نسبيا عن المدينة ومعظمها بالبادية والمناطق الهامشية، بالإضافة للتوجيه لكافة كوادر مديرية الزراعة المعنية بالتعاون معه وتقديم التسهيلات اللازمة لإنجاز مهمته بالإضافة الى التواصل المستمر عبر الهاتف الثابت والجوال.

وتابع قائلا: في هذه المحافظة الكثير من الأشخاص المهتمين بهذا العمل، ولكن لم يعلموا بعد بهذه الدراسة ونتمنى أن يتم التعاون مع هذه الشخصيات المهمة لنتمكن من توثيق هذه الطيور كنواة مستقبلية علمية للأجيال عبر الزمن، وأنا على أتم الاستعداد للتعاون في هذا المجال.

أما عضو اللجنة الطبيب البيطري "حمزة سكيكر" فأجاب عن الهدف من البحث: الهدف هو حصر الطيور البرية في المحافظة حيث لا يوجد أي عمل سابق بهذا المجال؟

وعن الطيور المتواجدة قال: إنها مهاجرة ومتكاثرة. فالمتكاثرة مثل "الحجل" و"الشنار السوري" والمهاجرة مثل "السمان" وهناك طيور كانت منقرضة مثل "أبو منجل الأصلع" الذي سجل تكاثره في بادية تدمر، وتعتبر المحافظة منطقة عبور للطيور المهاجرة نظرا لطبيعتها ومناخها.

أما هجرتها فتعود لعدة أسباب منها:

• الهروب من الطقس البارد في موطنه الأصلي.

• البحث عن الغذاء.

• البحث عن فترات إضاءة أطول.

وعن الأخطار التي تهدد الطيور قال:

• أسباب طبيعية تتلخص في افتراس الحيوانات لبعضها والتغيرات المناخية كالجفاف والصقيع والأمراض المتنقلة بين الحيوانات.

• أسباب من صنع الإنسان كتلوث الهواء والتربة والمياه، خاصة استخدام المبيدات في رش المزروعات وتخريب البيئة الطبيعية عن طريق التوسع العمراني، وحراثة أرض البادية من أجل الزراعة والرعي الجائر والصيد الجائر.

السيد "يوسف الزعبي" باحث وخبير توثيق الطيور تحدث عن هذه التجربة في هذا المجال فقال:

هذا العام يتسم بقلة المطر وخاصة في "البادية والحرات واللجاة"، إذاً فالطيور المتكاثرة قليلة، ولكنها بفضل الله موجودة، أما الطيور المهاجرة فكثيرة لأن الآبار المنتشرة وسط البادية تعتبر محطات أساسية لوقوف الطيور فيها للاستراحة والتزود بالغذاء.

وقد تم حتى الآن تسجيل أكثر من \ 100\ نوع مهاجر منها أنواع نادرة جدا مثل طائر "اللوّاء"، إضافة لتصوير 7 أنواع تتكاثر في المحافظة مثل طائر "القبرة المقرنة" أو كما تسميها القبائل المتنقلة "أم عقال".

أما عن المناطق الأكثر طيورا بالمحافظة فقال: لا يوجد منطقة فيها طيور أكثر من الأخرى بالمعنى العام، ولكن لكل بيئة طيورها فطيور الماء، غير طيور الحرات، وطيور اللجاة، غير طيور مزارع الحبوب، وطيور مزارع أشجار الفاكهة، غير طيور أشجار الحراج، وتزداد الطيور أو تنقص في كل بيئة تبعا للظروف المناخية.

ومن الطيور التي تتميز بها محافظة السويداء قال:

طائر "الحجل" الرائع الذي يتعرض لأخطار كثيرة أهمها الصيد، لأن المحافظة تحوي البيئة المناسبة لتكاثر هذا الطائر، وهو غير مهاجر منها بل يتنقل من مكان الى آخر ضمنها.

وفي النهاية تحتاج عملية التوثيق إلى الكثير من المستلزمات مثل الأجهزة الحديثة، وتعاون الناس مع الباحث من أجل التوثيق، إضافة إلى الأموال اللازمة لإتمام هذه المهمة.