يعتبر "بيت السباعي" من البيوت الدمشقية المتفردة بأسلوب البناء العمراني من خلال العناصر المعمارية المستخدمة في البناء والتي تسمح بدخول الضوء وحركة الهواء وبشكل خاص في فصل الصيف.
ويقع "بيت السباعي" في حارة الدقاقين ويعود بناؤه لأواخر القرن الثامن عشر، ويتألف من 13 غرفة كبيرة موزعة على طابقين، وثلاث قاعات تتميز بالرخام المطعم بالأحجار الملونة والصدف إضافة إلى أربع فسحات سماوية.
بشكل عام تتميز البيوت الدمشقية بتشكيلها المعماري من خلال تعدد الفناءات الداخلية، إضافة إلى وجود الفسحات السماوية التي قسمت البيت إلى عدة أجزاء منفصلة، وسبب ذلك يعود إلى عادة استقبال الضيوف لعدة أيام ما حتم القيام بعملية فصل جزئي للبيت ليعطي الضيف حركة مستقلة أكثر
وفي حوارنا مع المهندس المعماري وخبير الترميم "محمد درويش" أوضح لنا أقسام "بيت السباعي" بقوله: «يتألف "بيت السباعي" من طابقين ويضم ثلاثة فسحات سماوية هي "الخدملك" وهي المكان الخاص بخدم البيت، "السلملك" وهي مخصصة لاستقبال الضيوف، و"الحرملك" وهي سكن أهل البيت من النساء، ويحتوي بيت السباعي على ثلاث قاعات ضخمة أميزها قاعة الفسحة الرئيسية وتتألف من عتبة فيها ما يسمى "الأفاعة" وهي خاصة بحركة الهواء وخاصة في فصل الصيف».
أما أبرز ما يميز بيت السباعي من الناحية المعمارية فقال عنه: «بشكل عام تتميز البيوت الدمشقية بتشكيلها المعماري من خلال تعدد الفناءات الداخلية، إضافة إلى وجود الفسحات السماوية التي قسمت البيت إلى عدة أجزاء منفصلة، وسبب ذلك يعود إلى عادة استقبال الضيوف لعدة أيام ما حتم القيام بعملية فصل جزئي للبيت ليعطي الضيف حركة مستقلة أكثر».
ويتابع م."درويش": «وتميزت الناحية المعماري في القرنين السابع والثامن عشر باستخدام أسلوب الأبلق، وهو تناوب لون الحجارة بين الأسود والأبيض والأحمر، وعادة ما بني الطابق الأرضي من الحجر المصقول أو المجذب من الخارج، أما حجر البناء الداخلي فكان خليطاً من عدة عناصر "طمي، الطينة الحمراء، اللبن"، كما استخدم الدمشقيون الهيكل الخشبي بطريقة عمودية يتخلله الطوب المدكوك، ويفسر ذلك بقدرة الخشب على مقاومة الزلازل حيث تكون روابطها متحركة ومرنة أكثر مع الصدمات».
ومن التفاصيل المميزة في البيوت الدمشقية "الليوان" وعنه قال "درويش": «بناء الليوان يعود بشكل رئيسي إلى توضع سورية فوق خط الاستواء فالشمس تأتي دائماً باتجاه الجنوب، من هنا اختار الدمشقيون غرفة الليوان لقضاء فصل الصيف لعدم تعرضها لحرارة الشمس، إضافة إلى سماكة جدرانها التي تصل إلى 100سم وبذلك تصل فروق درجة الحرارة بين الداخل والخارج إلى عشر درجات مئوية».
ومن خلال عمله في مجال الترميم أوضح لنا م."محمد درويش" طبيعة عمله ومقومات النجاح فيه: «يعتبر علم الترميم من العلوم المستحدثة في سورية، وعملية الترميم تحتاج إلى دراسات خاصة ومعمقة لكافة العناصر المعمارية في المواقع المرممة، إضافة إلى معرفة المكونات المستخدمة في تلك العناصر، وحالياً هناك تعاون قائم بين جامعة باريس وجامعة دمشق، نتجت عنه مدرسة شايو للترميم والتي تساهم في تأهيل كادر سوري يعنى بالحفاظ على الأماكن والمواقع الأثرية والتاريخية وترميمها بطريقة علمية».