تميزت بكتاباتها الأنثوية الرقيقة، و الطافحة بالرومانسية، لكن ذلك لم يمنع حروفها من أن تكون صرخة في وجه الظلم و التخلف و التمييز الجائر بين الذكر و الأنثى، إنها الأديبة الشابة بنت "الشميطية" "أسماء شلاش" ،"eSyria" زارها في بيتها، وكان الحوار الآتي...
«لا أستطيع أن أحدد تاريخ بدئي بالكتابة بالضبط لأن البدايات لا تكون واضحة دائما ولن أقول كما يقول الآخرون"منذ نعومة أظافري" بدأت، فالموهبة"أي موهبة" تمر بمراحل ثم تتجلى بشكلها وكل مرحلة تختلف عن سابقتها وعلى كل حال الإنسان المبدع يكتشف نفسه فجأة وفي عمر مبكر، وأستطيع أن أقول أن موهبة المبدع تولد معه والمجتمع والبيئة تحدد مسارها من حيث الاضمحلال أو البقاء أو الفناء لكن الكتابة بدأت عندي في سن مبكر لكن أسماء هناك ليست أسماء هنا.
الدخلاء وما أكثرهم! وكأن الكتابة صارت فرض عين، وأنا أتحدث كقارئة بالدرجة الأولى وليس ككاتبة
أما عن مشاركاتي، فإني اعتدت أن أشارك دائما، في المهرجانات الأدبية التابعة للاتحاد الوطني لطلبة سورية عندما كنت طالبة في المعهد أو في الجامعة، والآن أنا أشارك بشكل دائم بمهرجان المرأة الفراتية إضافة إلى أماسي في مختلف المراكز الثقافية على مستوى المحافظة ومهرجانات أخرى في حال الدعوة.
و بالنسبة لنتاجاتي فهي مجموعة قصصية عنوانها"حلم حتى إشعار آخر" والآن عندي رواية وهي في دار النشر في المراحل الأخيرة من التنضيد، وديوان شعر لكن سأؤجله بعض الشيء حتى إصدار الرواية، إضافة إلى كتابتي للمقالات هنا وهناك، ومؤخراً عرفت من أحد المواقع أن قصائدي التي نشرتها على موقع"الجزيرة نت" خلال الحرب على غزة تم اختيارها مع قصائد أخرى من قبل جهة فلسطينية أدبية وجمعها في كتاب وتوزيعه على الجامعات العربية. وبالنسبة للجوائز عندي جائزة وحيدة على مستوى القطر في مهرجان"اشراقات" الطلابي.
أما عن وضعي الدراسي تخرجت من معهد إعداد المدرسين قسم اللغة العربية ثم تابعت دراستي الجامعية في كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة الفرات وقد تخرجت هذا العام».
*هل هناك مدارس أدبية أو أدباء تأثرت بهم ؟
**«أولاً أنا ضد تسمية المدارس الأدبية، لأنها من اختراع النقاد والنقاد وضعوها ليسهل عليهم دراسة الأدب وباعتقادي أن كل أديب يمتلك الرؤية والموهبة والأدوات والأفكار السامية والقدرة على التغيير قادر أن يكون مدرسة بحد ذاته، وبالنسبة للقراءات الأدبية أنا أقرأ كل ما يستحق القراءة بغض النظر عن الاسم وتقريبا وقتي كله للقراءة والكتابة، وأرى أن "حنا مينا" و"عبد الرحمن منيف" علامة فارقة في الرواية العربية و"محمود درويش" بالنسبة لي بحر أغرق فيه، و"نزار قباني" قمر يسافر فينا دائما وهو شاعر لكل المواسم، ويبقى الشعر العربي القديم هو الأصل والقاعدة والذهب الذي يلمع في النور والعتمة».
*هل ترين أن هناك أزمة في الثقافة والأدب ؟
**«نعم، وهذا أمر طبيعي لأن كل حالة فوضى وعدم استقرار تصاحبها أزمة ثقافية فالثقافة ترتبط بكل شيء والعالم بدأ بالحرف قبل أن يبدأ برغيف خبز، وأهم ركائز الثقافة هي القراءة ومن يقرأ يعرف كيف يفكر وعندما يبتعد الإنسان عن القراءة يفقد القدرة على التفكير، حتى أن أول كلمة نزلت من القران الكريم هي كلمة"اقرأ" وقد جاءت على شكل صيغة فعل الأمر، وما يؤسف أن أمة اقرأ لا تقرأ وهناك كاتب يقول "الذين يقرؤون هم الذين يمتلكون العالم "».
*ما تعريفك للأدب ؟
**«كل إنسان يضع التعريف الذي يراه مناسبا لكنها في النهاية روافد تصب في نهر واحد والأدب برأيي المتواضع هو فن جميل بشكله ومضمونه وأهدافه، وجماله ينبع من سموه لأن الأدب هو رسالة، وأنا ضد الإباحية في الأدب فالكاتب الحقيقي قادر على امتلاك القارئ دون تلك الإثارة المفتعلة التي تثير الغرائز لدى الإنسان، والأدب في النهاية لغة عالمية تعبر الحدود دون تذكرة أو إذن دخول وهو إحدى وسائل التعارف بين الشعوب، والأدب كمصطلح لا ينفصل عن المعنى الأصلي أو الحقيقي وفي النهاية الأدب أدب».
*ما الذي يشوه الأدب برأيك أيضاً ؟
**«الدخلاء وما أكثرهم! وكأن الكتابة صارت فرض عين، وأنا أتحدث كقارئة بالدرجة الأولى وليس ككاتبة».
*- كيف تواجهين النقد ؟
**«بطبيعة الحال كل إنسان يكره النقد وهذه حقيقة، لكن أنا احترم النقد بشرط أن يكون هناك ناقد حقيقي يحترمك أولاً، ويقدم الصورة الحقيقية للمتلقي».
*إلى ماذا تطمحين ؟
**«الطموح حالة جميلة لا تنتهي إلا بالموت وكل صاحب طموح هو ذو همة عالية والهمم كالقمم تبحث عن نسور الحرية التي تعانقها، أتمنى في الوقت الراهن أن أتابع دراساتي العليا في اللغة العربية، وأتمنى أن تصل كلماتي إلى أبعد من ذلك، وأن أحقق جزءا من أحلامي الكثيرة، وأن نتحرر من أضداد الإنسانية لكي نتقن إبصار الحقيقة».