ترك قرار كلية الآداب في جامعة دمشق إلغاء نظام الامتحانات المؤتمتة الكثير من التساؤلات لدى الطلاب، الذين بدؤوا يوم الأحد 27/12/2009 امتحاناتهم الجامعية للفصل الدراسي الأول للدورة 2009/2010.

ومن خلال زيارة موقع eSyria للجامعة وبعض من كلياتها لمسنا آراء متباينة من الطلاب بين مؤيد ومعارض لإلغاء الامتحان المؤتمت.

إن إلغاء نظام الامتحان المؤتمت من شأنه أن يسهم في استيعاب المادة المقررة والتعمق فيها من خلال دراستها بشكل كامل، والعودة إلى المراجع بدلاً من الملخصات حتى تكتمل الصورة بشكل نهائي

ومنهم من وجد أن الامتحانات التحريرية أكثر مصداقية وتعطي كل طالب حقه من العلامات، وبعضهم الآخر اعتبر أن الأتمتة نظام يغطي الحجم الهائل للمقررات الدراسية.

التحضيرات قبل الامتحانات

الطالب "أحمد الطويل" قال: «إن إلغاء نظام الامتحان المؤتمت من شأنه أن يسهم في استيعاب المادة المقررة والتعمق فيها من خلال دراستها بشكل كامل، والعودة إلى المراجع بدلاً من الملخصات حتى تكتمل الصورة بشكل نهائي».

بدوره وجد الطالب "أيمن زهرة" من طلاب قسم اللغة الانكليزية أن القرار يشكل حملاً إضافياً على الطلاب الذين يعانون أصلاً من صعوبة في المنهاج، إضافة إلى أنه يؤثر على العلامات بشكل كبير، مشيراً إلى أن الامتحان التحريري يخضع في الكثير من الأوقات لمزاجية المصحح، فيما الامتحان المؤتمت يجري بطريقة عادلة وينال فيها كل طالب علامته التي يستحقها.

د.وهب رومية عميد كلية الاداب

من جهتها اعتبرت الطالبة "هيفاء الحلو": «إن القرار لا يشمل اللغة العربية سوى في السنة الأولى، وهذا يعطي فرصة للمستجدين للتأقلم مع الامتحان التحريري، وفي حال تصديقه لبقية السنوات فإن على الطلاب الدراسة بشكل أكبر وأكثر عمقاً حتى يتمكنوا من تحصيل معدلات جيدة».

يشار إلى أن كلية الآداب في جامعة دمشق ألغت نظام الأتمتة في أحد عشر قسماً بصورة نهائية، وهي أقسام "التاريخ والجغرافية والآثار وعلم الاجتماع والفلسفة والمكتبات واللغة الألمانية والإسبانية واليابانية والفارسية والإعلام"، إضافة إلى إلغاء نظام الأتمتة في السنة الأولى من الأقسام الثلاثة المتبقية وهي اللغة "الإنكليزية والعربية والفرنسية".

كلية الاداب

من جهته قال الدكتور "وهب رومية" عميد كلية الآداب في جامعة "دمشق": «إن إلغاء نظام الأتمتة في كلية الآداب "بدمشق" جاء نتيجة لمجموعة من الدراسات العلمية، إضافة إلى أن الكثير من الجامعات العالمية تخلو من نظام الامتحان المؤتمت، ولا سيما طريقة تظليل المربعات والدوائر، وهي الطريقة المتبعة في كلية الآداب بجامعة دمشق».

وأضاف د."رومية" في حواره مع موقع eSyria يوم الثلاثاء 29/12/2009: «أعتقد أن للجامعة وظيفتين رئيسيتين تقومان على بناء قاعدة معرفية تخصصية لدى الطلاب، إضافة إلى بناء موقف نقدي من هذه القاعدة، ونظام الأتمتة يقود بطريقة أو بأخرى إلى اختصار الجهد المبذول لدى الطالب عبر قراءة المحاضرات وأسئلة الدورات السابقة، فيما المفروض أن تكون هناك صلة أكبر بين الطالب والمادة التي يتقدم للامتحان فيها عبر الكتاب والمراجع المختلفة».

وأشار عميد كلية الآداب إلى أن نظام الامتحان التحريري يشكل عبئاً إضافياً على المدرس، إلا أنه يسهم بتخريج طلاب مميزين وقادرين على التواصل مع اختصاصاتهم بشكل أكبر.

تجدر الإشارة إلى أن مجلس الجامعة اعتمد إلغاء نظام الأتمتة من مقررات السنة الأولى في أقسام اللغة "الإنكليزية والعربية والفرنسية"، إلى أن يتم تقويم التجربة في نهاية العام، وعلى ضوء هذا التقييم يتم اتخاذ القرار النهائي بالنسبة إلى بقية السنوات، وذلك نظراً لعدد طلابها الكبير الذي يزيد عن ثلاثين ألف طالب.