لم يقف سخاء السماء والأمطار الغزيرة التي روت أرض محافظة "درعا" في ظاهرة جوية لم تشهدها المحافظة من قبل، عائقاً أمام الشباب الذين تسابقت سواعدهم لانجاز عملهم في "القرية الهدف".
ما يزيد على ألفي شاب وشابة يمثلون المجموعات التطوعية الشبابية، تنافسوا لإبراز الوجه الأجمل لقرية "عتمان" خلال حملات النظافة والتشجير والتجميل التي تنفذ في إطار فعاليات مشروع "القرية الهدف" الذي تقيمه منظمة الشبيبة في "درعا"، أكثر من ثمانية كيلومترات قطعها الشباب سيراً على الأقدام حتى اليوم فقاموا بتعشيب الجزر المنصفة للشارع العام وأطراف الأوتستراد، وزرعوا الشجيرات الصغيرة وقاموا بطلاء الأرصفة باللونين الأبيض والأسود.
لقد ساهمت مع هؤلاء الشباب في حملة النظافة، فقمت بتنظيف الشارع المجاور لمنزلي، فلو قام كل شخص بتنظيف الشارع المجاور لمنزله، فسينجح المشروع ولن يضيع تعب هؤلاء الشباب
eDaraa تابع نشاط المجموعات التطوعية عبر هذه اللقاءات بتاريخ 18/1/2010.
السيد "جهاد المصري" رئيس مجلس قرية "عتمان" تحدث عن أهمية هذه الحملات والدور الذي لعبته لتغيير وجه القرية فقال: «لقد استطاعت هذه المجموعات التطوعية أن تغير الوجه القديم للقرية عبر لمساتها الفنية التي تعكس مدى الوعي البيئي الذي يكتسبه أبناء منظمة اتحاد شبيبة الثورة، فقد استطاعوا خلال الأيام الأولى لتنفيذ المشروع أن يقطعوا ما يزيد على ثمانية كيلومترات أي ثلاث أرباع المسافة المحددة كاملة، فعملوا على تنظيف الشارع وتعزيل أطرافه وتقليم أشجاره وتأهيل الجزر من أجل زراعة الورود التي ستقدمها مديرية الزراعة بـ"درعا" عربون محبة لهؤلاء الشباب الذين نذروا جهدهم من أجل الوطن، بهذه الأعمال ستكون "عتمان" فعلاً قرية نموذجية من حيث الشكل والمضمون أيضاً فالحراك الثقافي أيضا بدا واضحا في القرية عبر العديد من الدورات».
وعن المرحلة القادمة للمشروع في مجال البيئة تحدث "عماد الراضي" رئيس مكتب العمل التطوعي فقال: «بالطبع العمل لن يتوقف عند تعزيل الجزر وتنظيف الشوارع، فستكون هناك حملة لتشجير أطاريف الشوارع وزراعة الورود في المنصفات بتقنية فنية عالية بالتعاون مع دائرة الحراج بمديرية الزراعية، اضافة إلى حملة لجمع أكياس النايلون من الحقول المنتشرة على الطريق العام للقرية، وبعدها سنقوم بتنفيذ حديقة في كل مدرسة من مدارس القرية إضافة إلى الحديقة البيئية الشبيبية التي ستتوسط القرية، وبالطبع توزيع بروشورات توعوية تساهم في نشر الثقافة البيئية في القرية».
ويقول "منصور أبو السل" أمين فرع الشبيبة: «سنفسح المجال أمام إبداعات الشباب الفكرية لتقديم كل ما يسهم بالارتقاء بالبيئة بشكل عام وهناك متسع لهذه الأفكار في الحدائق المدرسية البيئية التي تزيد مساحة كل منها على ثلاثمئة متر مربع وهي فرصة ليظهر الشباب ما لديهم من قدرات فكرية ترتقي بما حولنا».
الشابة "نغم صعب" مشاركة في المجموعات التطوعية قالت: «أنا سعيدة جداً بمشاركتي في مشروع القرية الهدف لأننا بدأنا نشعر وكأنها قريتنا فنحن نعمل بكل جد لنغير صورة القرية نحو الأجمل كما هو شعارنا "يداً بيد لقرية أجمل"، سنتابع عملنا وحتى ضمن الظروف الجوية الصعبة لأننا نحب التطوع والوطن».
الحاج "محمد الشمدين" قال: «لقد ساهمت مع هؤلاء الشباب في حملة النظافة، فقمت بتنظيف الشارع المجاور لمنزلي، فلو قام كل شخص بتنظيف الشارع المجاور لمنزله، فسينجح المشروع ولن يضيع تعب هؤلاء الشباب».
يذكر أن أهالي القرية ساهموا في حملات النظافة، يساندهم مجلس القرية الذي قدم أكياس النايلون مجاناً لكل منزل بغية تفعيل المشاركة والارتقاء بالوعي البيئي لأبناء القرية.