يختلف سعر السمك باختلاف أنواعه ومواسم صيده، إذا أن سعر نوع ما من السمك في الصيف يختلف عنه في الشتاء، أما السمك الأرخص سعراً في الصيف والشتاء فهو "سمك البلميدة" ولذا يعتبر السمك الأكثر تداولا بين فئات الفقيرة ومحدودة الدخل.

موقع "esyria" التقى بتاريخ "5/12/2010" عدد من الصيادين للحديث عن "سمك البلميدة" أنواعه وطرق صيده وطهيه، وللتعرف أيضاً على النظام الحياتي لسمك البلميدة وطبيعة الأماكن التي يتواجد فيها خلال مسيرة حياته اليومية.

هناك أنواع عديدة من سمك البلميدة أو التي تنتمي لسلالة التونا أمثال "البلميدة الزرقاء، وذات العيون الواسعة، والعصيفر، الغزالة" ذات الحجوم الكبيرة والمتوسطة

يقول الشاب الصياد "عبد الرحمن جانودي" متحدثاً عن سمكة البلميدة: «البلميدة هي من أهم أنواع وسلالة سمكة التونا، تراها تعيش في البحار والمحيطات الاستوائية والمعتدلة وهي من الأسماك المهاجرة والتي تتواجد تقريبا في شتى الأماكن في العالم، كما أنها تعتبر من أسرع أنواع الأسماك سباحة في الماء، كما تتميز تلك السمكة بلحمها الأبيض والذي يحتوي على نسبة عالية من اليود وأيضاً تتمتع تلك السمكة بنمو حجمها السريع لتصل إلى النصف طن في نوعها الأزرق».

السيد "عبد الرحمن جانودي" اثناء صيد البلميدة

وعن أنواع "سمكة البلميدة"، تحدث "الجانودي": «هناك أنواع عديدة من سمك البلميدة أو التي تنتمي لسلالة التونا أمثال "البلميدة الزرقاء، وذات العيون الواسعة، والعصيفر، الغزالة" ذات الحجوم الكبيرة والمتوسطة».

يضيف "الجانودي": «لقد اتهم اللاذقانيون تلك السمكة بتهمة أنها غير لذيذة وأطلقوا الأمثال الشعبية عليها وذلك ربما لأنها سمكة ذات لحم جاف، وربما لأنها رخيصة السعر وبالتالي عي في متناول اليد في أي وقت فلهذا هاجمها الكثيرين، وأشهر ما أطلق عليها من أمثال كان (البلميدة اللي بياكلها مرة ما بيعيدا)، رغم إن هذه السمكة تتميز بسهولة تحضيرها وتنظيفها إذا أنها لا تحتوي على حراشف وتتميز بوجود هيكل عظمي واحد كبير يحمل اللحم الأبيض عليه».

السيد "احمد زكور"

وعن طريقة صيد سمكة البلميدة تحدث لنا الصياد "أحمد زكور" ليقول: «تتم عملية صيد سمك البلميدة عبر اكثر من طريقة منها طرق "الشنشلة، والجرجيرة، والشبك، والسنارة"، وتعتبر الطريقة الأكثر شيوعا في صيد هذا النوع من السمك هي "طريقة الجرجيرة"، والتي تعتمد على شكم (سنارة ثلاثية الرؤوس) ذات العيارات الحجمية الكبيرة، تغطى منطقة الشكم بريش في الغالب يكون ابيض اللون، ويسحب خلف القالب بطريقة الجر في الماء فيبدو شكل الشكم مع الريش على شكل فريسة تنتظرها سمكة البلميدة والتي بدورها تغرى بالمنظر وتنقض عليها فتعلق في السنارة المنصوبة لها».

وعن طرق طهو وتحضير سمكة البلميدة تحدث لموقعنا "يحيى سلواية" الملقب بـ"أبو سري" صاحب عدد من مطاعم تحضير السمك في "اللاذقية": «أفضل طريقة لطهيها عن طريق البخار أو على طريقة السمكة الحرة داخل الفرن وهي الطريقة الأكثر شعبية، حيث يقطع السمك الكبير حجمه من البلميدة، ويشرب بصلصة الحامض والفليفلة وبعض البقوليات الخاصة، كما انك تستطيع أن تجفف البلميدا وتبقيه للشتاء، بأن تغمسه وتخزنه بالزيت بعدما تنشف الدم الذي بداخله».

السيد "يحيى سلواية"

وعن فائدة السمك بشكل عام قال السيد "أبو سري": «يعتبر السمك من المصادر الغنية بالبروتين لذلك أقبل على أكله أهل الشرق، ويؤكل مع الرز في هذه الدول الفقيرة، خصوصاً في الشرق الأقصى وإفريقيا، إلا أن الأبحاث أثبتت أهمية أكل السمك خاصة في العمر ما بعد سن الأربعين، لأنه يحمي من أمراض العصر وخصوصاً الجلطات الدموية، فأقبل عليه أهل الغرب بناء ًعلى النصائح الطبية، ويعتبر السمك مصدراً مهماً من مصادر اليود، والفوسفور، وهذه فائدة ضرورية للأسنان والعظام والدم، وهو مصدر مهم للكالسيوم، ويحتوي السمك على فيتامين "أ ، د"، وهذه الفيتامينات موجودة في "كبد السمك".

كما أن لحم السمك لا يحتوي على أشباه السكر، الغلوكسيدات، لذلك يعطى لمن يتبع حمية غذائية لتخفيف الوزن، ويقوم الفوسفور الموجود بالسمك خاصة في أنواع السردين الشعبي بتنشيط الذاكرة وله دور مهم في بناء العظام».

ويحدثنا عن "البلميدا" أيضاً السيد "أسامة الخياط" فيقول: «نوع مميز من الأسماك حيث أنه له فائدة كبيرة بالإضافة إلى طعمه اللذيذ وهو نوع شعبي ولكن يبدو تدخل التجار كان له تأثيره حيث قلل من استهلاك هذا النوع للترويج واستهلاك نوع أخر مثل "السلطان إبراهيم" وغيره ولهذا كان من السهل مهاجمته بالأمثال وغيرها».