الوجه الحضاري لمدينة ما، تكون بساحاتها الأكثر استقبالاً لمواطنيها وضيوفها، وهذا ينطبق على كراجاتها، وكراج "أبو راسين" ما يزال يبحث عن مكان له يليق بسمعة مدينتها، التي تعتبر من أهم المراكز الاقتصادية وخاصة الزراعية منها بالنسبة لمحافظة "الحسكة".

موقع eHasakeh بتاريخ 26/3/2011 أجرى استطلاعاً في كراج "أبو راسين"، وكانت البداية مع السائق "ياسر هاشم" الذي يعمل على خط "الحسكة- أبو راسين" ليتحدث قائلاً: «يعود تاريخ هذا الكراج إلى عام 1993 الذي لم يتغير فيه شيء، ولم تدخل فيه التحسينات أيضاً منذ ذلك الوقت، ومع هذا يدفع كل سائق يدخل إلى هذا الكراج مبلغ 400 ليرة سورية لصاحب الكراج كل شهر، مع العلم أن عدد الميكروباصات التي تدفع الكراجية عددها /45/ سيارة، وما تراه الآن لا يدل على أي اهتمام بالكراج، فلا يوجد فيه استراحة أو كراسي لراحة المسافرين أو للسائقين، ونحن لا نطلب بأن يكون هذا الكراج يحمل خمسة نجوم، وإنما نريد أن يكون بما يخدم المواطن والسائق».

حتى يرتقي هذا الكراج إلى وضع أفضل فلا بد من نقله أولاً إلى منطقة أخرى تكون بعيد عن المحلات المحيطة به، وتكون مخدمة بشكل جيد من حيث المرافق واستراحة للمسافرين، وتكون تابعة للجهات المعنية دون أن تكون من القطاع الخاص، الذين لا يعيرون أي اهتمام بها

أما السائق "محمود خضر" فأضاف: «عند دخول السيارة إلى هذا الكراج تظن أنك تدخل حفرة بعمق أكثر من مترين، وقد طالبنا لمرات عديدة بأن منسوب الكراج الأرضي بمنسوب الشارع العام وتعبئتها ببقايا المقالع، لكن دون جدوى، ففي فصل الشتاء تمتلئ ساحة الكراج بمياه الأمطار التي تشكل مستنقعاً كبيراً دون وجود فوهات مطرية داخل الساحة لصرف تلك المياه، أما صيفاً فلا ملجأ لنا سوى تلك الغرفة المبنية من الطين والتي هي بالأساس كانت تستخدم لأغراض أخرى، ونكون مجبرين على الجلوس فيها وذلك وقاية من شمس الصيف الحارقة».

الإستراحة الصيفية للسائقين في كراج أبو راسين

"محمد علي عيسى" سائق على خط "الحسكة- أبو راسين" قال: «رأيت الكثير من الكراجات في المحافظة وفي مناطق أخرى، وما يفرق بين هذا الكراج والكراجات الأخرى هو وجود مرافق واستراحة وكراسي في تلك الكراجات أما هنا فيعتبر وكأن هذا الكراج من العصر الحجري، وأريد التنويه إلى مسألة مهمة وهي أن الطريق الواصل بين بلدة "تل تمر وأبو راسين" هو طريق موت بكل معنى الكلمة، فمن "دوار الحمرا" في "تل تمر" وحتى وصولك إلى مدخل البلدة تحس وكأنك تمشي على خيط رفيع، فهو مرتفع عن منسوب الأرض بارتفاعات مختلفة كما أن أطراف الطريق غير معبئة بالحجر المكسر فتجد أن طبقة الزفت المجبول ترتفع عن سطح "البانكيت" بارتفاع يصل أحياناً إلى 20 سم وهذا يشكل خطراً كبيراً على السائقين وأصحاب السيارات التي قد تضطر للوقوف على جانبي الطريق».

يختم "عيسى" حديثه بحل هذه المشكلة بالقول: «حتى يرتقي هذا الكراج إلى وضع أفضل فلا بد من نقله أولاً إلى منطقة أخرى تكون بعيد عن المحلات المحيطة به، وتكون مخدمة بشكل جيد من حيث المرافق واستراحة للمسافرين، وتكون تابعة للجهات المعنية دون أن تكون من القطاع الخاص، الذين لا يعيرون أي اهتمام بها».

الأستاذ يوسف إبراهيم رئيس بلدية أبو راسين

رئيس بلدية "أبو راسين" الأستاذ "يوسف إبراهيم" تحدث عن وضع الكراج قائلاً: «بالنسبة للكراج الموجود حالياً هو تابع القطاع الخاص وبذلك فالخدمات التي تتم داخل الكراج تقع على صاحبها حصراً، ومع هذا فقد عملنا على تقديم خدمات تخدم الكراج بالدرجة الأولى والتي تقع مسؤوليتها على البلدية، وإذا توافرت الإمكانيات لدينا فسوف نعمل على إيجاد مركز للكراج يعود إيراده للبلدية، حتى إن كانت على حساب أحد المراكز الإدارية وبأسرع وقت ممكن، وما نعاني منه في بلدية "أبو راسين" أن مساحة الأراضي التي تملكها البلدية قي قليلة جداً، والسبب هو أن الأراضي الواقعة ضمن المخطط التنظيمي التابع للبلدية صفتها إدارية لكنها عقارات زراعية للقطاع الخاص لم تستملك بعد لتكون ملاكا للبلدية، وهذا ما يشكل تقليل استملاكات البلدية من الأراضي، وتشييد المراكز الإدارية المختلفة فيها ومنها الكراج».