يحيط بمدينة "نوى" العشرات من التلال والخرب الأثرية التي سكنت منذ زمن بعيد ومازالت تروي قصص الحضارات المختلفة.
يقول السيد "أنور الدبيس" مهتم بقضايا التاريخ والتراث "الحوراني" لموقع "eDaraa" بتاريخ 7/1/2012: «إن كثافة الخرائب والتلال والمواقع الأثرية حول مدينة "نوى" يعود لأهميتها عبر التاريخ من ناحية الموقع وخصوبة الأرض ووفرة المياه العذبة. وتعود تلك المواقع إلى مختلف الحضارات "العمورية والكنعانية والآرامية والنبطية واليونانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية وغيرها". حيث كانت الخرب والتلال مساكن لمدن وقرى تزخر بالحياة، جانب المصادر المائية وتحصينات الموانع الطبيعية من مرتفعات ومشارف وأودية طلباً للأمن والاستقرار».
فهو تل ركامي ضخم يبلغ طوله /350/ م ومتوسط عرضه /200/م. ويعد من التلال الأثرية المهمة في المنطقة، يجاوره سور ضخم يعود لحضارات الألف الثالث والرابع قبل الميلاد. وترجع تسميته لتواجد سرايا من جيش "صلاح الدين الأيوبي" حوله بشكل دائم آنذاك للدفاع عن المنطقة عند تعرضها لهجمات الصليبين. يرتفع عن سطح البحر /594/م
وحول الخرب والتلال الأثرية في منطقة "نوى" تحدث الآثاري "باسل الجهماني" من دائرة آثار "ازرع" لموقع "eDaraa" بتاريخ 7/1/2012 قائلاً: «يوجد في ربوع "حوران" أكثر من/160/ خربة، وحوالي /50/ تلاً أثرياً، وفي كل خربة هناك بقايا أثرية لكسر فخارية وزجاجية وأساسات لأبنية سكنية وآبار وعيون وبرك وغيرها.
وقد اكتشفت بعثات التنقيب المحلية والأجنبية بعضاً من آثارها في منطقة "نوى"، ومازال الكثير منها قيد الدراسة، وتدل الخرب على أن ثمة سكناً قديماً شهدته المنطقة يمتد إلى ما يزيد على /10/ آلاف عام، وتشير إلى أن وجود التمدن في هذه المنطقة منذ زمن بعيد، حيث توجد اللقى الحجرية والفخارية، وتنتشر الأسوار والأبنية الإدارية بشكل هندسي ومتقن، وتقدم أشكال البناء الموجودة فيها وخاصة ما يتعلق بالجدران والأساسات فكرة متكاملة عن تسلسل الطبقات وتوالي الفترات التاريخية».
وعن التلال الأثرية في منطقة "نوى" قال "الجهماني": «تشكلت التلال الأثرية في المنطقة كغيرها في بقية المناطق من تراكم السكن البشري، بعضه فوق بعض وما تركه من مخلفات، توضعت عبر آلاف السنين تصاعداً حتى وصلت لارتفاعات عالية، وتخص المخلفات المذكورة عصوراً مختلفة، وقد تعود طبقة واحدة منها لعدة عصور، وقد تعود عدة طبقات لعصر واحد.
وهناك عدد كبير من التلال الأثرية التي تحيط بمدينة "نوى" أهمها تلال "عشترا، السمن، الواويات، السريا". يقع تل"عشترا" جنوب المدينة وهو تل ركامي وأثري مهم جداً ويعد من أقدم المراكز الأثرية على مستوى "حوران". عرف باسم "عستارتوم" في الوثائق المصرية القديمة، وباسم "العيلامين" في المصادر المسمارية القديمة، وباسم "عشترا" في المصادر الآشورية، وتل "عشترا" في المصادر اليونانية. سكنه "العموريون والكنعانيون والآراميون والآشوريون وكذلك اليونانيون والأنباط والرومان والبيزنطيون". طوله /450/م وعرضه/400/م، بيضوي الشكل ويرتفع عن الأرض المحيطة به من /20- 25م/. ويبلغ ارتفاعه الحالي /9/أمتار.
وقد عثرت بعثة التنقيب الوطنية فيه على تمثال من البرونز يرجع للألف الثاني قبل الميلاد، وعلى خاتم يعود للقرن الرابع عشر قبل الميلاد. كما يشاهد على سطحه أنواع كثيرة من الفخار وأدوات صوانية كثيرة تعود للعصور الحجرية».
وفيما يخص تل "السمن" ذكر "الجهماني": «يقع شرق "نوى"، وهو تل دائري ركامي يشبه بقية التلال من الحضارات القديمة طوله /200/م وعرضه /200/م. وأقيم على جرف صخري تحيط به المياه من الغرب والجنوب. عثر فيه على أدوات صوانية كثيرة تنشر على أطرافه، وقطع فخار تعود لحضارات مختلفة. ويرى الزائر في قمته العديد من أنواع الفخار التي تعود لعصور مختلفة كالروماني والبيزنطي. يرتفع عن سطح البحر /576/م».
وفيما يتعلق بتل "الواويات" يقول "الجهماني": «تل ركامي يقع شرق المدينة ويحيط به مصدر ماء دائم من الشمال والغرب. طوله /175/م ، وفي جزئه الأوسط يوجد سور مؤلف من طابقين عرضه /80/سم، ويرتفع عن الأرض المحيطة به /15-20/م. ورد ذكره في مذاكرات "تحوتمس" الثالث. والزائر له يرى بوضوح كثرة الصوان بأشكاله المختلفة، وآثار أفران لشي الفخار وبعض الحجارة المنحوتة المستخدمة في البناء».
أما تل "السريا" والكلام مازال للسيد "الجهماني" «فهو تل ركامي ضخم يبلغ طوله /350/ م ومتوسط عرضه /200/م. ويعد من التلال الأثرية المهمة في المنطقة، يجاوره سور ضخم يعود لحضارات الألف الثالث والرابع قبل الميلاد. وترجع تسميته لتواجد سرايا من جيش "صلاح الدين الأيوبي" حوله بشكل دائم آنذاك للدفاع عن المنطقة عند تعرضها لهجمات الصليبين. يرتفع عن سطح البحر /594/م».
وعن الخرب الأثرية التي تحيط بمنطقة "نوى" يقول السيد "نضال شرف" باحث في قضايا التاريخ "الحوراني": «يوجد حول "نوى" أكثر من/30/خربة أثرية تعود لفترات زمنية مختلفة أهمها: خربة "تل الجبيلية" وتقع غرب المدينة، وأقيمت عند التقاء سيل "الصبل" مع وادي "العلان" لتبدو وكأنها جزيرة في حال جريان الماء، لتشكل غدران المياه حولها حاجزاً مائياً طبيعياً. ترتفع عن سطح البحر/530/م. وتعد من المواقع التاريخية الهامة. ترجع تسميتها لآخر أمراء وملوك الغساسنة "جبلة بن الأيهم" فكانت مسكنه وسميت الأرض المحيطة بها كذلك باسم تل "الجبيلية". وفي عام /1950/م أحدثت قرية في هذا الموقع سميت باسم "الجبيلية".
وخربة "الزرعة" وتقع غرب المدينة، ويجاورها من الشمال الطريق الروماني القادم من "نوى" باتجاه الغرب نحو جنوب "لبنان". والزائر لها يلاحظ مظاهر البناء التي تعود لفترة القرون الوسطى، وقطع الفخار التي يعود أغلبها إلى الفترات اليونانية والرومانية والإسلامية. كما تشير الدراسات إلى وجود معصرة زيتون في الجزء الجنوبي الشرقي منها.
وخربة "الدير لبو" وتقع جنوب المدينة وأقيمت على نبع ماء عذب ، وهي موقع أثري قديم يعود بناؤها للقرن الخامس الميلادي.
وخربة "الحجاجية" وتقع على طريق الشام القديم شمال "نوى" وتتألف من كتلتين متجاورتين. أقيمت عند نبع ماء غزير نضب منذ منتصف القرن الماضي ولم يبق منه إلا العين، يحيط بها سور ضخم ويوجد فيها العديد من الأبنية التي تعود للفترتين المملوكية والعثمانية.
إضافة لذلك هناك الكثير من الخرب الأثرية الهامة " كخربة تل الصنين، خربة طيبة الاسم، خربة المطيرية، خربة ثاري، خربة صيرة الملح، خربة رأس العين، خربة الناقدية الأساسية، خربة الناقدية الشرقية، خربة الناقدية الغربية، خربة رسم زبرة، خربة طيروث، خربة عجرم، خربة رجم الترمس، خربة تل الهوى، خربة رسم الطيار، خربة صيرة الحجل، خربة رجم الرشاد، خربة رجم سعد، خربة عرقد، خربة الصبل، خربة صيرة العين، خربة فروة "».