يتميز "اللفت" عن باقي المواد التي يتم تخليلها منزلياً بأنه يحتاج إلى حرارة عالية خلال مدة الحفظ، وأنه المادة المحفوظة الوحيدة التي يجب تناولها خلال أسبوع واحد وإلا ستفسد.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيدة "ألماس عمر" من قرية "جنديرس" بتاريخ 9 تشرين الثاني 2013 التي تحدثت عن طريقة تخليل وحفظ مادة "اللفت" وقالت: «مع بداية فصل الشتاء تستعد النسوة في الريف لإعداد مادة "اللفت المخلل" وحفظها في مطابخهن لتناولها على مدار العام، ويعد "اللفت" من المحاصيل الزراعية الشتوية الشهيرة التي يزرعها الفلاحون في منطقة "عفرين"، ومن الخضراوات التي لا يمكن تناولها نيئة إنما لا بد من تخليلها وحفظها، حيث إنه بعد قلع "اللفت" من الأرض يتم غسله جيداً وتنظيفه من الأتربة العالقة؛ لأن القسم الذي يُؤكل من النبتة هو جذرها فقط مثل "الفجل" و"البطاطا"، وبعد التنظيف يتم تقشير حبة "اللفت" بشكل شبه كامل ومن ثم تقطيعها إلى عدة قطع بحجم أصابع اليد قبل تصفيفها ضمن "قطرميزات" زجاجية خاصة وذلك بعد إضافة حبات مقطّعة من "الشمندر" إليها، التي تعطيها اللون الوردي الجميل».

على صعيد الطب الشعبي في منطقة "عفرين" يستعمل "اللفت المخلل" وماء تخليله كدواء معروف في معالجة بعض الأمراض الشائعة وخاصة "الرشح" و"الزكام"، حيث إن الحموضة الموجودة في المادة تقتل جراثيم تلك الأمراض، كما يعتقد الكثيرون من أهالي المنطقة وخاصة كبار السن منهم بأن "اللفت المخلل" يساعد في تنظيف البلعوم وخاصة عند المدخنين منهم، وفي تنقية الدم من الجراثيم

وتابعت: «يضاف إلى قطع "اللفت" و"الشمندر" الماء الذي ذُوّب فيه الملح البحري أو ملح السبخات وخاصة "سبخة الجبول"، حيث إن الملح الذي يباع في المحلات يحتوي على مادة "اليود" التي تساهم في فساد المخللات بشكل عام، كما يضاف إليه رشة من "ملح الليمون" ورشة من "السكر" والقليل من "روح الخل"، وبعدها يتم إغلاق "القطرميزات" بإحكام ووضعها في مكان دافئ، حيث إن الحرارة تساعد في حفظ "اللفت المخلل" لفترة أطول ولكن ليس أكثر من أسبوعين أو ثلاثة بكل الأحوال».

يقدم إلى جانب "الرز والمجدرة" في عفرين

وأوضحت أن العادة المتبعة في حفظ "اللفت" هو بوضع "القطرميزات" إلى جانب المدفأة ضمن البيوت لأن هذه المادة الغذائية لا تستوي وتصبح صالحة للأكل إلا إذا تعرض للحرارة على عكس الكثير من المواد الغذائية المحفوظة كمؤونة منزلية.

أما السيدة "فاطمة أحمد" من حي "الخالدية" الحلبي فأضافت: «بعد أسبوع تقريباً يكون "اللفت المخلل" قد استوى تماماً وبالتالي يجب فتح (القطرميز) لتناوله مباشرة خلال أيام معدودة قبل فساده وذلك إلى جانب أكلة "البرغل بالشعيرية" و"الرز بالشعيرية" المشهورتين في منطقة "عفرين"، ومن التقاليد الاجتماعية المعروفة في "حلب" أنه يتم تناول "اللفت المخلل" إلى جانب أكلة "الفول" صباحاً سواء أكان ذلك داخل البيوت أم في محلات بيع "الفول" و"الفلافل" حيث لا يطيب أكلهما دون هذه المادة، كما يستخدم "اللفت المخلل" ضمن وجبة الغداء إلى جانب ما يسمونه محلياً الأكلات الثقيلة مثل "اليبرق" أو "المحاشي" أو "الكبب"».

السيدة "فاطمة أحمد"

وأشارت إلى أن هذه المادة تستخدم أيضاً في إعداد "سلطة اللفت" التي تتألف من قطع "اللفت المخلل" وحبة بندورة مفرومة وحبة بصل مفروم بشكل ناعم ورشة ملح ونعناع مطحون وقليل من ملح الليمون أو عصير الليمون.

وأضافت "فاطمة": «على صعيد الطب الشعبي في منطقة "عفرين" يستعمل "اللفت المخلل" وماء تخليله كدواء معروف في معالجة بعض الأمراض الشائعة وخاصة "الرشح" و"الزكام"، حيث إن الحموضة الموجودة في المادة تقتل جراثيم تلك الأمراض، كما يعتقد الكثيرون من أهالي المنطقة وخاصة كبار السن منهم بأن "اللفت المخلل" يساعد في تنظيف البلعوم وخاصة عند المدخنين منهم، وفي تنقية الدم من الجراثيم».