يبدو الإنسان في اللوحة عند الفنانة "أوديت حيدر" وكأنه بعشرات الأرجل، وذلك عبر تجزئة الأشكال إلى عدة نقاط وخطوط وألوان، كأنها ترسم حركة الكائنات بالمجهر، هكذا كانت لوحاتها في مشروع تخرجها.
مدونة وطن "eSyria" التقت "حيدر" بتاريخ 17 أيلول 2015، أثناء معرضها الذي أقيم ليوم واحد في كلية الفنون الجميلة بـ"دمشق"، وتضمن أعمالاً خاصة لمشروع التخرّج، وقالت عن مجمل أعمالها المعروضة: «أغلب أعمالي اليوم مشغولة بالألوان الزيتية باستثناء بعضها التي استخدمت فيها الفحم، وهي ألوان حركية، لأن المشروع يتحدث عن التشكيل الحركي على مبدأ المدرسة الفنية المستقبلية التي تتضمن ألواناً تعبر عن الطاقة والرياضة والحداثة؛ وهذه الأشياء تلزم الخطوط والمساحة ليبرز الشكل أكثر، وتعطي ما يراد منها».
هذه الألعاب أغلبها بالأصل تعود إلى الإغريقيين؛ حيث دمجت أكثر من لعبة في لوحة واحدة؛ ولذلك يبدو للمتلقي أنها أعمال ملحمية
عن المواضيع التي تطرقت إليها قالت: «الموضوع هو الحركة، وأغلبها كان عن حركة الرياضيين، منها حركة ألعاب القوى مثل "رامي القرص والكرة الحديدية والرمح.."، إضافة إلى حركة أشخاص عاديين بحركات عادية وأيضاً دوران المروحة والأرجوحة».
بدت بعض لوحاتها وكأنها مستقاة من الملاحم، وفي هذا السياق قالت: «هذه الألعاب أغلبها بالأصل تعود إلى الإغريقيين؛ حيث دمجت أكثر من لعبة في لوحة واحدة؛ ولذلك يبدو للمتلقي أنها أعمال ملحمية».
وعن اختيارها للمدرسة المستقبلية أنهت حديثها قائلة: «أحب كل المدارس الفنية، وضمن سنوات الجامعة اشتغلت أعمالاً واقعية كانت مطلوبة مني بحكم الدراسة، أما مشروع التخرج فاخترت أن اشتغل على الحركة التي هي جزء من المدرسة المستقبلية، وأنا أجد ذاتي في هذا الفن التشكيلي، وسأبقى في حدود هذه المدرسة لفترة قادمة، وبعدها من دون شك سأتطرق إلى مواضيع أخرى».
"نورا محمد علي" من الحضور، وهي شاعرة وكاتبة قالت: «استطاعت الفنانة "أوديت حيدر" أن تعطي للصورة أبعاداً رمزية عبر ثنائية الجسد كبعد واقعي يمتد إلى الخيال، من خلال لغة تشكيلية تعتمد فيها على تركيبة مزدوجة للجسد وكأنها تحيك الأجساد من خلال حركات تعبيرية، كما استطاعت أن تستقي من المدرسة المستقبلية ذلك البعد الزمني الذي يعبر عن الحركة والطاقة، ونلاحظ بوضوح من حركة الريشة لديها وتناسق ألوانها الصاخبة، وتقسيمها اللوحة إلى أجزاء صغيرة كل جزء حصل على نقاط وخطوط وألوان مختلفة لتنقل إحساس الحركة السريعة؛ حتى بدت اللوحة وكأنها متحركة بالموجات الإشعاعية غير ثابتة».