مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبح فن التعليق الصوتي، أحد أهم العناصر الجاذبة في صناعة المحتوى لأنه يستخدم الصوت لإيصال المشاعر، فهل يكمن السر في خامة الصوت أم التدريب الدائم؟ .
مهارات صوتية
"مدونة وطن" تواصلت مع عدد من العاملين في مجال التعليق الصوتي ومنهم "عمار وهبة" الصحفي والمعلق الصوتي الذي يقول: «اخترت هذا المجال بسبب شغفي المتزايد بالمجال الإعلامي وبتشجيع من المحيط لمزاولة هذه المهنة، وفعلاً بدأت بتطوير أدواتي من ناحية الأداء الصوتي لإتقان اللغة العربية والتشكيل الصحيح، وصولاً لاستخدام التلوين الصوتي وطريقة الإلقاء بناءً على نوع النص المراد تسجيله، لأن التعليق الصوتي طريقة من طرق إيصال المعلومة في جميع المجالات باستخدام الصوت وتتطلب الكثير من المهارات منها الأداء والتلوين الصوتي بالإضافة لإتقان اللغة المراد استخدامها».
كثيرة هي مجالات التعليق الصوتي من ضمنها الوثائقيات والبرامج الدينية، والتسجيلات المتعلقة بالمكفوفين وأخرى تتعلق بإلقاء المحاضرات والعمل التدريسي الجامعي، ومن الطبيعي أن يزيد الطلب على هذا العمل خصوصاً مع ظهور صناعة المحتوى، ليتعدى مجرد التعليق على الأفلام الوثائقية، ويصل مع انتشار منصات (البودكاست) ومنصات الكتب المسموعة إلى مرحلة أوسع
ويبين "وهبة" الذي يعمل معلقاً صوتياً لصالح شركة "MID creative house"، منصة "charger" الوثائقية بالإضافة لتنفيذه إعلانات تجارية، أن مهمة المعلق الصوتي الأساسية هي إضفاء جمالية على تقديم معلومات بشتى أشكالها من خلال الأدوات التي يمتلكها.
مؤكداً أنه لا توجد صعوبات حقيقية في هذا المجال، باستثناء إمكانية حدوث بعض المشكلات التقنية المتعلقة بالمايكرفون وإعطائه جودة واضحة للصوت، وهنا يتوجب على المعلق الصوتي الاهتمام بتقطيع النصوص والتشكيل الصحيح والتلوين الصوتي المناسب بحسب نوع النص الذي يقدمه.
ويرى "وهبة" أن الطلب ازداد على هذه المهنة في سوق العمل بشكل عام خاصةً مع انتشار صناعة المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، والإذاعات التي تتطلب معلقاً صوتياً لأن مهمتها تقديم محتوى كامل من نشرات أخبار وبرامج باستخدام الصوت فقط، إلى جانب الإعلانات التجارية، وبرأيه من الضروري أن يتفادى المعلق الصوتي التكّلف الزائد وأن يؤدي النص المطلوب من دون تكلّف أو مبالغة قد تنعكس سلباً على أدائه.
تدريب دائم
من جهتها "ألما المقدسي" خريجة إعلام وطالبة دراسات عليا تتحدث عن تجربتها في هذا المجال فتقول: «بدأ اهتمامي بالتعليق الصوتي مع تقليد أصوات المعلقين الصوتيين التي أسمعها في التقارير المصورة أو الإذاعية، وعملت على تطوير أدواتي باتباع دورات تدريبية في هذا المجال، وأثناء التدريب الميداني الذي تتطلبه الدراسات العليا، علقت بصوتي على ثلاثة تقارير مصورة عرضت على الفضائية السورية، وأحاول الاجتهاد في هذا المجال الذي أصبح مطلوباً بشكل كبير، لأن المحتوى نفسه يقدم على أكثر من وسيلة إعلامية، وبإمكان المتلقي تغييرها بسهولة في حال سمع صوتاً غير متمكن من ناحية الإلقاء أو مخارج الحروف، وأعتقد أن على المعلق الصوتي تدريب نفسه بشكل دائم حتى لو امتلك خامة مميزة للوصول إلى النجاح في مجال ازدادت فيه المنافسة».
الرسم بالصوت
الإعلامي "سمعان فرزلي" مذيع ومعلق صوتي يشرح لنا مفهوم التعليق الصوتي تبعاً لخبرته فيقول: «هو تجسيد كلمات النص المكتوب بالصوت والأداء البشري، بحيث يقوم المعلق برسم صورة للنص أو الحدث الذي يحمله، والأهم بالنسبة للمعلق الصوتي إدراك أمر مهم، وهو إيصال المعنى الحقيقي للنص إلى المتلقي، وجعل المستمع يرسم صورة تكاد تكون حقيقية عما يتحدث عنه، وهنا تتجلى الصعوبة في ذلك خصوصاً إذا ما كان المتلقي يتابع مادةً صوتية فقط ولا يرافقها أي صورة، مثل الكتب الصوتية أو البرامج التوثيقية الإذاعية».
"فرزلي" الذي بدأ عمله مذيعاً في إذاعة "دمشق" عام 2003، وبعدها بعام اختص بالتعليق الصوتي مع انتشار الاستوديوهات التي تعنى بتقديم الأعمال الوثائقية، يرى أن اختياره هذا المجال لا يتعلق برغبته فحسب، لأن لكل إنسان هبة سماوية تؤهله لأن ينجح في حياته بأمر ما، وهو منذ صغره كان موهوباً بكتابة النصوص التعبيرية وقراءة النصوص والمواضيع قراءةً تعبيرية مميزة، وفي بداية مرحلة الشباب قيل له أنه يمتلك خامة صوتية مميزة، إلى جانب شغفه بهذا المجال واستمتاعه بالأداءات المختلفة التي يستطيع القيام بها.
وحول مجالات التعليق الصوتي يتابع "فرزلي" بقوله: «كثيرة هي مجالات التعليق الصوتي من ضمنها الوثائقيات والبرامج الدينية، والتسجيلات المتعلقة بالمكفوفين وأخرى تتعلق بإلقاء المحاضرات والعمل التدريسي الجامعي، ومن الطبيعي أن يزيد الطلب على هذا العمل خصوصاً مع ظهور صناعة المحتوى، ليتعدى مجرد التعليق على الأفلام الوثائقية، ويصل مع انتشار منصات (البودكاست) ومنصات الكتب المسموعة إلى مرحلة أوسع».