يقع الكورنيش الغربي، على طول المسافة الممتدة، بين (حديقة البطرني)، وما يعرف حالياً بـ(دوار العلبي)، بشكل شارع ملتو في نسقين، ذهاباً وإياباً.
ويملك الشارع رصيفاً واسعاً من الجهة الشرقية، تتغير مساحته طبقاً لوجود مواقف للسيارات بين الحين والآخر، وتتوزع فيه عدد من المقاعد الخشبية الجميلة، تصطف باتجاه المرفأ وتظله أشجار نبات (الزانزراخت)، التي يعشق ظلها سكان المدينة، في حين نشرت بعض الأعمال الفنية لنحاتين مختلفين سبق وأن شاركوا في أنشطة فنية استضافتها المدينة.
كان هذا الشارع يشكل الواجهة البحرية الغربية للمدينة في السابق، وهذا ما يفسر العدد الكبير من المقاهي والمطاعم التي تنتشر على طول رصيفه الشرقي، أمثال (العجمي، اسبيروا، الجغنون،..الخ) إضافة لعدد من الفنادق مثل (السفراء، الجندول، البلازا) وتتوزع هذه المرافق بشكل اعتباطي ما بين القديم، والحديث في مزيج يعبر عن ماضي المدينة، وحاضرها.
في العام (1980) تقرر ضم الشاطئ المقابل للكورنيش إلى أملاك مرفأ اللاذقية، وبالتالي تحولت واجهة رصيفه الغربي حالياً إلى سور مرفأ اللاذقية، الذي يطل برافعاته العملاقة من خلف حاويات البضاعة المنتشرة على طوله، كما تنتشر على ذات الرصيف بعض المقاهي التي كانت موجودة في السابق، مثل نادي النقابات المهنية (الكازينو سابقاً)، ومقهى العصافيري الشهير، الذي رسمه أغلب هواة الرسم في المدينة كبناء يقع على شاطئ البحر مباشرة، أما الآن فتفصله عن البحر تلك الحاويات، تتحصن خلفها سفن جاءت من كافة أرجاء العالم.
يمثل رصيفه الغربي حالياً مكاناً مناسباً لعشاق رياضة المشي، حيث يتنزه كثير من ممارسي هذه الهواية بزيهم الرياضي يمشون أو يركضون على طوله، eLatakia زارت المكان بتاريخ (24/6/2008)م، مع مغيب الشمس، والتقت الناس في الشارع، ممن اعتادوا أن يخرجوا في مثل هذا الوقت هرباً من رطوبة الصيف، يقول (سامي مهنا) أحد هواة المشي هناك:
"أفضل هذا المكان نظراً لقربه من مكان سكني، إضافة لكونه مكان غير مزدحم، ومطل بشكل معقول على البحر حيث الهواء النظيف، وبالتالي رياضة المشي مناسبة هنا بشكل كبير"
بدورها (ليلى بديوي) سيدة متقدمة في السن تقول: "أفضل المكان شتاءاً، حيث السماء ملبدة بالغيوم البيضاء، والنسمات الرطبة الدافئة تزرع الراحة في النفوس، ومع ذلك للصيف جاذبيته، وبكل الأحوال لكل وقت أذانه، كنا نأتي إلى هنا في الماضي حيث يجتمع عدد كبير من سكان المدينة للتنزه هنا، فهو قريب من منازل سكان المدينة ويتمتع بجمال آخّاذ، ولكن الحياة في تطور مستمر، وعلينا تقبل الأمر، كنا نجلس في مقهى (العجمي) والبحر من تحتنا، نستمع إلى صوت أمواجه، كما كان من الممكن لآي شخص أن ينزل للبحر ويتلمس ماؤه، أما الآن فالأمر صعب بكل تاكيد".