نعم إنه المكان الوحيد الباقي من قديم "اللاذقية" ومدينتها بكل ما فيه من حجارة ترسم في تراتبها تلك الأزقة التي إذا ما مررت فيها تذكرك بمن كانوا هنا، وبمن مروا من هنا، وبمن بقيت آثارهم مع تجاعيد تلك الحجارة الجامدة المتحدثة.
موقعها يبدأ بعيد تقاطع أسواق "اللاذقية" القديمة وعند ساحة أوغاريت وسوقها الشعبي الأشهر في المحافظة لتنتهي عند بحر المدينة ومشروعها المقام حديثاً على جانبه وكورنيشه.
"حي الصليبة" قديم من عمر أجدادي شهد الكثير من الأحداث التي أظهرته صامداً إلى اليوم كما ترى، الحي يضم عائلات مشهورة مثل "المحجازي" و"الصوفي" و"النجار" و"القلاب" و"رسلان" وغيرها، ويشتهر الحي بمهنه القديمة وتقاليد أهله الأكثر قدماً، ما يزينه كما ترى هي قوس النصر في منتصفه وبعض الأعمدة الرومانية المحيطة بالحي من ناحية الطابيات
لسكانه لهجة تميزهم عن باقي قاطني "اللاذقية"، ولمكانه رموز كثيرة تبقيه إلى اليوم كما كانت لو كانت الصورة باللونين الأبيض والأسود أي قديم الزمان وفائته، فالمقاهي القديمة تراها تعج بروادها ومستأنسيها، وكذلك الخانات وأصحابها وحتى أعيادها فلابد للجميع القادم إلى هنا من وقفة مع تلك الشوارع التي تعج فرحاً بمدينة ملاهي وأسواق للأطفال وللكبار ضمن شوارعه، وكل زقاق منه حتى، وكذلك الأمر عند بدء شهر الكرم شهر رمضان.
وفي حديث لموقع eLatakia أكد الأستاذ "جمال حيدر" مدير آثار "اللاذقية" على أولوية هذا الحي بالتفرد في القدم الواضح في عناصر وجوده من خلال الأزقة القديمة والقباب التي تعلو المساجد القديمة في الحي، وأشار إلى أن عمليات التنقيب الأخيرة أظهرت تقدماً ملحوظ من خلال النتائج التي أظهرتها المكتشفات الأخيرة في الحي.
ومما يميز هذا الحي القديم الصامد رغم الزمان الغابر هو تقاليد أهله في الاحتفالات والأعياد والمناسبات الدينية، حيث لا تستطيع أن تصف ما يحصل في شوارعه في أيام الأعياد ولياليها من انتشار الخيام وألعاب الصغار وباعة الحلوى التي ما هجرت أبداً ألسنة الكبار وغيرها من العادات التي تمنحك ولو لحظة قبول دعوة ما للغوص في جمال وروعة تلك التقاليد تلك العادات.
ويتابع الأستاذ "حيدر" حديثه ليقول: «إذا ما مررت في أسواق الحي المتطرفة البعد فيما بينها لكنت رأيت ترتيباً ما في بنيان السوق من حيث المواد المقدمة والموجودة على طاولات الباعة ابتداءً من اللحوم والأسماك والخضار والفواكه ووصولاً إلى سوق الحرفيين وأصحاب المهن اليدوية، ولا يغريك إذا ما سمعت عن هذا الحي إلا أن تذكر تلك اللهجة المميزة لسكانه ولمس هذا التميز الواضح في أدائها على ألسنة أغلب سكان الحي وهي اللهجة التي تفرّد بها سكان الحي منذ القدم».
السيد "محمد محجازي" من أهل "حي الصليبة" يحدثنا ليقول: «"حي الصليبة" قديم من عمر أجدادي شهد الكثير من الأحداث التي أظهرته صامداً إلى اليوم كما ترى، الحي يضم عائلات مشهورة مثل "المحجازي" و"الصوفي" و"النجار" و"القلاب" و"رسلان" وغيرها، ويشتهر الحي بمهنه القديمة وتقاليد أهله الأكثر قدماً، ما يزينه كما ترى هي قوس النصر في منتصفه وبعض الأعمدة الرومانية المحيطة بالحي من ناحية الطابيات».